رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الآلاف فى الشوارع.. سكان المغرب يخشون العودة لمنازلهم بعد الزلزال المدمر

زلزال المغرب
زلزال المغرب

تواصلت جهود الإنقاذ من الزلازل في المغرب، حيث بدأت البلاد حدادًا لمدة 3 أيام على ضحايا الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 2000 شخص، ودمرت المباني في المدن والقرى، ودفع الخوف من الهزات الارتدادية الآلاف من السكان للاحتماء بالشوارع والحدائق وترك المنازل خوفًا من هزة جديدة قد تودي بحياتهم، حيث ظل كابوس زلزال الجمعة يطارد المواطنين على مدار الساعات القليلة الماضية.

أقوى زلزال فى تاريخ المغرب

وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن مركز الزلزال الذي وقع في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة الماضي بقوة 6.8 درجة، وهو أقوى زلزال مسجل في المغرب، في مجموعة نائية من القرى الجبلية على بعد 45 ميلاً جنوب مراكش، ما أدى إلى تدمير مجموعات من المساكن المصنوعة من الطين والأسمنت واهتزاز البنية التحتية بعيدًا على الساحل الشمالي للبلاد.

وأفادت الحكومة بمقتل ما لا يقل عن 2012 شخصًا وإصابة أكثر من 2059 آخرين، العديد منهم في حالة خطيرة. وفي مراكش، نام كثير من الناس في الخارج على الأرصفة والساحات خوفا من العودة إلى منازلهم، ومع استمرار جهود الإنقاذ في اليوم الثاني الحاسم، هرعت القوات العسكرية وخدمات الطوارئ للوصول إلى القرى النائية التي تناثر فيها الحطام، حيث يخشى أن يكون هناك المزيد من الضحايا المحاصرين.

وترأس العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اجتماعا طارئا للاستجابة للكوارث بعد ظهر السبت، وأعلن الحداد الوطني لمدة 3 أيام بسبب الأزمة، وقال القصر، في بيان، إنه تم نشر وحدات الحماية المدنية لزيادة المخزون في بنوك الدم وضمان توفير الموارد الحيوية بما في ذلك المياه والغذاء والخيام والبطانيات للمناطق المتضررة.

ونشرت القوات المسلحة المغربية فرق الإنقاذ في المناطق التي دمرها الزلزال على أمل العثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض منازلهم، والعديد منهم في قرى معزولة تنتشر في جبال الأطلس عبر ولاية الحوز.

وأضافت أن بعض المناطق المتضررة كانت نائية للغاية، لدرجة أن المسئولين أبلغوا الملك بأن جهود الإغاثة مستحيلة إلا بعد شروق الشمس، بعد ساعات من وقوع الزلزال بعد وقت قصير من الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي مساء الجمعة.

تجاوز الأزمات الدبلوماسية

وأفادت الوكالة الأمريكية بأن كلا من المغرب والجزائر تجاوزتا أزمتهما الدبلوماسية في أعقاب الزلزال المميت، حيث فتحت الجزائر حدودها مع المغرب وأعادت فتح المجال الجوي بين البلدين المغلق منذ عامين لإتاحة الفرصة بنقل المساعدات الإنسانية والمصابين، بينما عرضت عدة دول، بما في ذلك إسرائيل وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، المساعدة.

وتابعت أن ولاية الحوز، مركز الزلزال، شهدت أكبر عدد من الوفيات، حيث بلغ عدد الوفيات 1293، تليها ولاية تارودانت بـ452. وقال المركز الجيوفيزيائي المغربي إن الزلزال كان مركزه في إيغيل بالحوز بقوة 7.2 درجة. وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوة الزلزال بنحو 6.8 درجة، وقالت إنه كان على عمق ضحل نسبيا يبلغ 11.5 ميل.

ودمرت قرية تافغغت، الواقعة على بعد 40 ميلا جنوب غرب مراكش، بالكامل تقريبا، وكان مركز الزلزال على بعد 30 ميلا عبر جبال الأطلس، وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن عددا قليلا جدا من المباني لا يزال قائما.

وقال عمر بن حنا، البالغ من العمر 72 عاماً: "لقد مات ثلاثة من أحفادي وأمهم، إنهم لا يزالون تحت الأنقاض، كنا نلعب معًا منذ فترة وجيزة للغاية".

سنوات لإصلاح دمار الزلزال

وحذرت "الصليب الأحمر" من أن إصلاح الأضرار التي أحدثها الزلزال القوي قد يستغرق سنوات، وتعهدت اليونسكو بالمساعدة في إصلاح الأضرار التي لحقت بالتراث في مراكش التاريخية، لكن احتمال إعادة البناء في البلدات والقرى النائية التي يتعذر الوصول إليها، والمحرومة بالفعل من البنية التحتية الحكومية، يبدو أكثر صعوبة، حسبما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال حسام الشرقاوي، مدير الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لن يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين.. نحن نعول على الاستجابة التي ستستغرق أشهرًا، إن لم يكن سنوات".

وقال فيليب فيرنانت، المتخصص في التكتونيات النشطة، خاصة في المغرب، في جامعة مونبلييه، إنه على الرغم من أن الزلزال لم يضرب المنطقة الزلزالية الأكثر نشاطا في المغرب، إلا أنه من الممكن توقع هزات ارتدادية. 

وتابع: "حتى لو كانت الهزات الارتدادية التابعة أقل قوة، فإنها يمكن أن تؤدي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال بالفعل، تقليديا، نميل إلى القول إن الهزات الارتدادية تتضاءل في شدتها".

خوف من الهزات الارتدادية وترك المنازل

بينما أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه في ظل الصدمة والدمار الذي هز المواطنين في البلدات والمدن في المغرب على بعد أميال حول مركز الزلزال القوي، وصف المواطنون في جميع أنحاء البلاد الخوف الذي أصابهم بالشلل من المزيد من الهزات الارتدادية والارتباك على نطاق واسع.

وقال بودي شونيبار، وهو مصرفي بريطاني- نيجيري، يزور أسرة زوجته في المنطقة الشمالية من مراكش، المدينة الرئيسية الأقرب إلى المدينة: "في الثواني القليلة الأولى لا تعرف ما يحدث، نادتني زوجتي ومن الواضح أننا قفزنا من أجل ابنتنا، لقد التقطت زوجتي والطفلة وركضنا إلى الخارج، لكننا لم نكن متأكدين مما كان علينا أن نفعله".

وتابع: "ركض الجميع إلى الخارج، وكان الناس في حالة صدمة، وبكوا وهم يحملون أطفالهم بأيديهم، وكانت الشوارع مزدحمة بالناس، كان الجميع خائفين من العودة إلى منازلهم لأنهم لم يعرفوا ما إذا كانت هذه هي النهاية أم أنها ستستمر".

وأضاف: "وقفنا في الخارج لمدة ساعة أو ساعتين أخريين محاولين معرفة ما حدث، كانت هناك سيارات إطفاء وإسعاف تمر بالقرب منا، وكان الوضع فوضويًا للغاية، ثم بعد 40 دقيقة جلس الجميع على الرصيف في الشارع في انتظار الأمر، لم نكن نعرف ما الذي كان يحدث".

وأظهرت الصور دمارًا واسع النطاق في جميع أنحاء مدينة مراكش، أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، حيث تقع المجمعات السكنية الأحدث على حافة المدينة المترامية الأطراف على حدود شبكة من الأزقة المظللة بالمباني التاريخية والمزخرفة.

وأدى الزلزال، الذي قدرت قوته بـ6.8 درجة، إلى سقوط ألواح حجرية على الأرض، مما أدى إلى أكوام من الركام في الشوارع، فيما فر الناس المذعورون وأمضوا الليل على الرصيف والساحات، خائفين من العودة إلى منازلهم.

ومع بزوغ فجر يوم السبت، وصف شونيبار كيف سارع الناس للاطمئنان على جيرانهم وسط الارتباك والخوف بشأن البقاء في الخارج أو الاحتماء من الهزات الارتدادية المحتملة ودرجات الحرارة المرتفعة في أوائل سبتمبر.

وأضاف: "لقد وردت تقارير عن هزات ارتدادية، وما زال الجميع في حالة تأهب قصوى، لا أحد يعرف حقا ما يجب القيام به، من ناحية، يبدو الأمر وكأننا يجب أن نكون في الداخل، ولكن من ناحية أخرى، ربما ينبغي علينا العودة إلى الخارج والجلوس في الحديقة".

ووصف عالم الاجتماع عمرو علي، الذي يعيش في مدينة الدار البيضاء الساحلية الشمالية، على بعد حوالي 270 ميلاً من إيجيل، كيف هزت قوة الزلزال منزله، قائلاً: "لقد حددت زوجتي ما كان يحدث، نظرًا لأن لديها خبرة أكبر قليلاً في التعامل مع الزلازل، فقد ركضت واختبأت تحت الطاولة، لذلك فعلت الشيء نفسه، ذهبت أيضًا لإغلاق الغاز، وبطبيعة الحال، كان مخيفا، الجزء الوحيد المطمئن هو أنه لم يسقط أي شيء، لكن الأمر كان مربكًا تمامًا".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من القوة غير المتوقعة لزلزال يوم السبت، بدأ الكثيرون يتساءلون عما إذا كان قرب المغرب من خطوط الصدع وتاريخ الزلازل يعني أنه كان بإمكان الدولة فعل المزيد لإعداد السكان لكارثة بهذا الحجم، خاصة في القرى النائية.

فيديو زلزال المغرب

 

فيديو زلزال المغرب