رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزت إبراهيم سجل تفاصيل رحلة سيد درويش في الحياة بـ300 لوحة

سيد درويش
سيد درويش

هناك الكثير من الفنانين التشكيليين الذين ربطتهم علاقة محبة وطيدة بمطربين وملحنين، وربما تكون علاقة الفنان عزت إبراهيم بسيد درويش خير مثال على ذلك.

ليس غريبًا أن تكون الإسكندرية هي نقطة الانطلاقة، وليست المسافة بعيدة بين كوم الدكة وحي كرموز، وليست الموسيقى أبعد من اللوحة فكلاهما يقربهما ويجمعهما الشعر.

ليس غريبًا أن تأتي الإسكندرية في عام رحيل سيد درويش بـ«إبراهيم»، مواليد حي كرموز، الذى يعد بمثابة قلب المدينة وأصلها فى البداية وهو حافل بالمعالم الأثرية من عمود السواري ومقابر كوم الشقافة الأثرية التى ترجع للعصر الروماني.

تتشابه سيرة الفنان مع سيد درويش في سنوات التكوين الأولى والطبيعة المحيطة بهما، فكلاهما درس بالمعهد الديني وكلاهما حفظ القرآن الكريم، وكلاهما لم يكمل دراسته بالمعهد الديني والأخير تم فصله نتيجة لغرامة برسم المشايخ والشخصيات البطولية.

قدم «إبراهيم» ما يقرب من 300 عمل عن أعمال «درويش» وشخصيته الفنية والاجتماعية إلى جانب أنه أقام معرضين بين الصورة والشخصية وذات الموضوع مع الألحان والأنغام المصورة، قدمه في المقهى الشعبي، وفي سوريا، وعامل البناء وغيرها.

ووصف الناقد التشكيلي صلاح بيصار، لوحة سيد درويش في جبال سوريا بقوله: يختزل إبراهيم الزمان والمكان ولا يبقى إلا روح منظر، يجسد فيه سيد درويش على العود مع مجموعة من الموسيقيين تحت تعريشة خضراء، كل هذا فى حضن الجبل الرمادي الحافل بالدرج وزوايا الدخول والخروج، إلى أن يتلامس مع جدار أحمر والأفق الأزرق، في تعبير يخرج على التسجيل تتميز به أعماله فى هذا المعنى والجميل هنا هذا الترديد اللونى بهيئة الأنغام والألحان، أما سيد درويش عامل البناء فقد صوره بالأبيض والأسود على السقالة مع مجموعة من العمال وهى لوحة حافلة بالحركة وحيوية الخطوط.

وفى صورة شخصية لخالد الذكر حزينًا غارقًا فى الضوء الأزرق محفوف بآلات موسيقية من الدف والعود والكمان فى تعبير درامى ولمسة واقعية.

وبحس تكعيبى يجمع بين الهندسي والعضوي، صور «إبراهيم» أيقونة الموسيقى المصرية مطوقًا برموز من الأنغام الموسيقية تمتزج بعناصر لشخوص مع أبو الهول والفنار وعمود السواري، ومن خلال السطوح الهندسية تنساب بؤر الضوء واللون فى إيقاع هادىء ومتناغم وتظل لوحته الغنائية درويش وسط أهله وناسه بالمقهى متوقدة باللون والنور.

ويومًا بعد يوم ونتيجة للتيه بسيد درويش وعالمه صار «إبراهيم» يعرف برسام «درويش» حتى أنه رسم أغانيه وأوبريتاته، وكانت أهم صوره وتعبر عن تاريخ وأحداث حياته وأقام الكثير من المعارض عن شيخ الموسيقى العربية.