رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغضب الفلسطينى فى الهدية

إنها ذكري زواج يوسف، صالح بكري في حين أن زوجته تشعر باليأس والإحباط بسبب عطل الثلاجة، لذلك يقرر أن يشتري لها ثلاجة جديدة، ومن المفترض والمعقول أن يكون شراء الثلاجة مهمة بسيطة بما فيه الكفاية، ولكن ليس في فلسطين بما أنهم لابد من أجل الوصول إلى المتجر عليهم المرور بنقطة تفتيش إسرائيلية كعملية تجريدية من إنسانيتهم تمامًا، والتي تضمنت حبس يوسف في قفص وسط الممر.

جزء كبير من فيلم فرح نابلسي القوي يُري من خلال عيون ابنة يوسف الصغيرة ياسمين/ مريم كنج التي ترافقة وتتعلم كيفية عمل نقاط التفتيش ويشمل ذلك أن تعلم أنه لا ينبغي لها الدفاع عن والدها ولا أن يدافع هو عن نفسه مهما بدا أن الجنود الإسرائيليين يتنمرون ويعنفون، لكنه يظل هادئا قدر الإمكان ويستخدم الفكاهة اللطيفة للإشارة إليها بأن كل شىء على ما يرام، هو يقبل عجزه حتى وهو يناشد الجنود في عدم فصله عن ابنته في قفصين منفصلين.

تم تصوير فيلم الحاضر عند حاجز 300 الحقيقي خارج بيت لحم، وهو مكان رهيب يجمع مأساوات إنسانية، لكنك لا تحتاج إلى أن تكون على دراية بذلك لكي تتمكن من إدراك الإحساس بأن شيئًا فظيعًا يمكن أن يحدث في أي مكان.

بينما يتعامل يوسف بصبر جميل مثل أي فلسطيني يتعامل مع الإهانات اليومية فإن ياسمين لديها مشاكل أكثر دنيوية كطفلة صغيرة تتطلع إلى أمنيات تتناسب مع سنها الصغيرة، التي لا تتناسب مع المخاوف والأهوال التي تمثلها نقاط التفتيش الإسرائيلية.
فرح النابلسي فلسطينية ونشأت في المملكة المتحدة، تخرج إلى العالم بثقة عالية وتلتقط إيقاعات الحياة وتُظهر فهما عميقًا لوجهات نظر شخصياتها المختلفة، التمثيل رائع من جميع المستويات كما أنها- فرح- توازن بين الدراما بشكل متوازن بعيدا عن القتامة أو الخفة، فالحب العميق بين الابنة والأب يمنح قصة الفيلم مزيدًا من الدفء حتى نخرج من دائرة إحساسنا بهما كضحايا مغلوبين على أمرهم للحياة في أرض محتلة إلى أبطال نشجعهم ونتمني خرق الشاشة للوصول إلى نقطة التفتيش.

ونساعدهم في المرور منها والمفاجأة فعلتها ياسمين الابنة الصغيرة في تحد شجاع للمحتلين الغاشمين، عندما رفضت الانصياع للجندي الإسرائيلي ودفعت الثلاجة ومشت على الطريق المخصص للإسرائيليين بدون أي خوف بينما يراقبها والدها من نافذة القفص وسط ذهول ودهشة الجنود.

حصد الفيلم الفلسطيني القصير "الهدية" جائزتين في يوم واحد، حيث كشف مهرجان مالمو للسينما    العربية في دورته 11 عن فوز الفيلم المرشح لجائزة الأوسكار بجائزة أفضل فيلم قصير بمبلغ 15 ألف كرون سويدي، كما حصل الفيلم على جائزة البافتا كأفضل فيلم قصير.