رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سريع الانتشار ويهرب من المناعة.. لماذا اختلف "بيرولا" عن سابقيه؟

بيرولا
بيرولا

لم يكن يهدأ انتشار فيروس "كورونا" حتى يطلق متحورًا جديدًا منه بين الحين والأخر يثير القلق في العالم، وذلك خشية أن يكرر مأساة هذا "كورونا" مرة أخرى، وبعد متحوره "إيريس" الذي سجل انتشارًا مؤخرًا ظهر متحور جديد يسمى " بيرولا" لا يقل تأثيرًا في القلق الذي يُثار بسببه.

بل لقد أعلن العديد من مسؤلو الصحة حول العالم أن هذا المتحور الجديد "بيرولا" يختلف عن سابقيه في العديد من الخصائص، مما يزيد من القلق الناتج عنه

سريع الانتشار ويهرب من المناعة

ولعل أحد أبرز هذه الخصائص كما حددها الأطباء هي قدرة الفيروس على الانتشار سريعًا في العديد من بلدان العالم، وكذلك بسبب العديد من طفرات هذا المتحور التي وصفوها بأنها وظائف غير معروفة، ويُعتقد أن بعضها يساعده على الهروب من جهاز المناعة.

ومتغير " بيرولا" يعرف علميًا باسم BA.2.86، وهو فرع جديد من "أوميكرون"، وقد حذر علماء الفيروسات من أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان BA.2.86 يعاني من أي أعراض محددة جديدة، حيث لا يزال العلماء يحللون الحالات المكتشفة مؤخرًا.

ولكن قد قال بخصوصه البروفيسور يونغ لميل أونلاين: من المرجح أن يكون هذا المتحور أكثر قدرة على التهرب من الاستجابة المناعية، إلا أنه على ما يبدو فهو أقل عدوى من المتغيرات السابقة، "، وتابع نحتاج فقط إلى مراقبة عن كثب خلال الأسابيع المقبلة مع عودة الأطفال إلى المدرسة وعودة الناس إلى العمل بعد العطلة الصيفية".

ظهر في الدنمارك وأمريكا

 وقد ظهر المتحور الجديد في عدد من البلدان ففي الدنمارك، ظهرت الحالات الأولى من الإصابة بفيروس "بيرولا" مما جعل معهد ستاتنز سيروم يوضح أنه يختبر الفيروس لتقييم ما إذا كان يشكل تهديدًا، لكنه شدد على أنه لا يوجد حاليا أي دليل على أن "بيرولا" يسبب مرضا أكثر خطورة.

كما سبق وأن أكد مسؤولو وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع لنمو فيروس البيرولا وتأكيد خصائصه البيولوجية، كما أوضح أنه لا يمكن إجراء الدراسات الوبائية حتى يكون هناك عدد أكبر من الحالات التي يجب تضمينها".

وفي هذا الشأن أيضًا قال مسؤولو وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أنه لم تتم ملاحظة أن هذا المتغير يجعل الأشخاص أكثر خطورة من المتغيرات الأخرى المتحدرة من أوميكرون كما أوضح مسؤولو الأمن أن لم تتم أي ملاحظة أن هذا المتغير سجعل الأشخاص لديهم أي قدرة معززة على تفادي الحماية المناعية المقدمة من اللقاحات الحالية أو العدوى السابقة.

أما في الولايات المتحدة فقد تم تسجيل الحالة الأولى للمتغير وهي لبالغ في السن كان لديه أعراض خفيفة ولم يتم نقله إلى المستشفى، بينما كانت الحالة الأميركية الثانية، والتي اكتشفت في فرجينيا بعد سفر المريض من اليابان، فكانت بدون أعراض.

يجب اتباع الإجراءات الاحترازية خاصة في المدارس  

وفي مصر ومع الاستعداد لموسم دخول المدارس الذي يحل بعد أيام قليلة تزداد التخوفات من انتشار فيروس "كورونا" ومتحوراته بشكل عام ومن بينها هذا المتحور الجديد خاصة في ظل الإعلان عن تميزه بسرعة انتشاره.

وتعليقًا على ذلك، أوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية، بجامعة القاهرة في حديثها "للدستور" أن فيروس الكورونا هو فيروس شديد التحور، وهو ما يفسّر ظهور العديد من متحوراته بين الفترة والثانية مشيرة إلى أن الاختلاف بين كل متحور وأخر يكون فقط في البروتين الخارجي للفيروس فقط، ولكن تظل الخصائص متشابهة بينهم جميعًا.

وتابعت أنه مع انتشار التطعيمات واللقاحات الخاصة بفيروس "كورونا" أصبح هذا الفيروس ومتحوراته يشبه في تأثيره نزلات البرد مشيرة إلى أن ذلك لا يمثل دعوة إلى الاستهانة به وبمتحوراته بل أنه دعوة إلى الاطمئنان، وكذلك الحذر والحرص في الوقت نفسه.

و أكدت نهلة على أن هذا الحذر يجب أن يتم باتباع كافة الإجراءات الوقائية مثل البعد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، وارتداء الماسك الواقي، وكذلك تطهير الأيدي باستمرار، كما نوهت استشاري المناعة على أنه يجب توعية الأمهات أبنائها بضرورة اتباع هذه الإجراءات قبل دخولهم إلى الدراسة، لكي لا تصبح المدرسة فرصة لإصابتهم بالعدوى.