رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ارتفاع حرارة خليج المكسيك.. أسباب تزايد خطورة إعصار إداليا فى فلوريدا

إعصار
إعصار

تفاقمت خطورة إعصار إداليا، الذي أدى إلى عمليات إجلاء مع تهديده بضرب المناطق الشمالية لولاية فلوريدا الأمريكية، بسبب ارتفاع درجة حرارة خليج المكسيك بشكل غير عادي، وهو جزء من اتجاه الحرارة البحرية الشديدة التي استمرت طيلة فصل الصيف، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ارتفاع درجات الحرارة وراء أول أعاصير 

وأفادت الصحيفة بأن إيداليا تحركت عبر خليج المكسيك كعاصفة من الفئة الأولى، لكن من المتوقع أن تشتد قوتها إلى فئة الثالثة بحلول الوقت الذي تضرب فيه الساحل الغربي لفلوريدا يوم الأربعاء، ما يجعلها أول إعصار يضرب الولايات المتحدة هذا العام.

وتابعت الصحيفة أن التكثيف السريع للإعصار، الذي من المتوقع أن يجلب رياحًا قوية وأمطارًا وعواصف يصل ارتفاعها إلى 12 قدمًا أثناء انتقاله عبر شمال فلوريدا، مدفوع بدرجات حرارة المحيط التي ظلت مرتفعة باستمرار طوال فصل الصيف.

وأضافت أن درجات الحرارة في الأجزاء الشرقية من خليج المكسيك تراوحت من حوالي 87 درجة فهرنهايت "30.5 درجة مئوية" حتى 89 درجة فهرنهايت "31 درجة مئوية" في الأيام الأخيرة، وهو ما يزيد عدة درجات عن المتوسط ​​على المدى الطويل وجزء من شبكة واسعة من موجات الحرارة البحرية التي غطت ما يقرب من نصف الكرة الأرضية في العالم، وقال العلماء إن حرارة المحيطات الشديدة تتفق مع التأثيرات المتوقعة لأزمة المناخ.

وأشارت إلى أن الدفء الاستثنائي للخليج يمتد إلى حوالي 165 قدمًا تحت سطح المنطقة التي تسافر عبرها إداليا، وهو حدث نادر وصفه آندي هازلتون، العالم في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "Noaa"، بأنه "عالم آخر".

وقال العلماء إن هذا المستوى من حرارة المحيط وحده سيكون كافيا لجعل إيداليا عاصفة مدمرة من الدرجة الخامسة، على الرغم من أن عوامل أخرى مثل قص الرياح ستؤثر على النتيجة النهائية للعاصفة، حيث تكتسب الأعاصير قوتها من المحيطات الدافئة والرطوبة الموجودة في الغلاف الجوي، وهما وجهان من مظاهر ظاهرة الاحتباس الحراري.

أظهرت الدراسات أن هناك أدلة على أن الأعاصير الأطلسية أصبحت أقوى وتشتد بسرعة أكبر بسبب هذه المسرعات التي توفرها أزمة المناخ. عادة ما ترتبط ظاهرة النينيو المناخية الحالية التي تحدث بشكل طبيعي، والتي أدت إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي، بموسم أعاصير أضعف في المحيط الأطلسي، لكن نوا حذرت مؤخرا من فترة عواصف أعلى من المتوسط، ويرجع ذلك جزئيا إلى الظروف المناخية القصوى. 

وأوضحت الصحيفة أن المحيطات امتصت قرابة 90% من الحرارة الإضافية الناجمة عن إطلاق الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، مع تسبب درجات الحرارة المرتفعة في إجهاد الأسماك وابيضاض وحتى موت الشعاب المرجانية.

وقال البروفيسور مايكل مان من جامعة بنسلفانيا: "لدينا دفء على مستوى حوض الاستحمام مع هذه المياه في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي الاستوائي، لقد كان العام الأكثر دفئًا الذي شهدناه على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بدرجات حرارة المحيط الأطلسي ودرجات الحرارة العالمية أيضًا".