رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فشل هجوم أوكرانيا المضاد.. مخططات غربية جديدة لمواجهة روسيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تباطأت وتيرة الهجوم المضاد المتوقع من جانب أوكرانيا إلى حد كبير على روسيا، الأمر الذي أثار استياء المعلقين، الذين يتساءلون ما إذا كان الأوكرانيون في وضع مناسب في المقام الأول لتحقيق أهدافهم، حيث تسبب فشل هجوم أوكرانيا المضاد على روسيا في إحباط غربي وأمريكي واسع، مع تراجع مخططات أي هجوم جديد في فصلي الخريف والشتاء والانتظار لفصل الربيع المقبل.

وحسب صحيفة "ديلي كولر" الأمريكية، فإنه قبل الهجوم المضاد، الذي بدأ في يونيو الماضي، استثمر الغرب المليارات في تدريب وتجهيز ألوية من القوات الأوكرانية الجديدة لتحقيق أهداف رئيسية، بما في ذلك قطع القاعدة الأرضية الروسية المتصلة بشبه جزيرة القرم المحتلة، ومع ذلك، غيّر المخططون العسكريون في كييف تكتيكاتهم بعد انتهاء الهجمات المباشرة بالأسلحة الغربية بشكل سيئ، في حين أعاق التفوق الروسي الساحق في القوات والمدفعية، المحمية بأميال من التحصينات وحقول الألغام، الهجوم المضاد.

أسرار فشل الهجوم الأوكرانى المضاد على روسيا

وقال خبراء إن جزءًا كبيرًا من القوات الأوكرانية الموجودة على الخطوط الأمامية عديمو الخبرة، بينما كانت المدفعية الروسية تسحق الشركات الأوكرانية، علاوة على ذلك تحاول أوكرانيا تنفيذ عمليات في ظل ظروف تعتبرها معظم الجيوش الغربية غير مقبولة من خلال محاولة تحركات المدرعات الهجومية والمشاة دون تفوق جوي.

وقال لوك كوفي، وهو زميل بارز في معهد هدسون: "لا أعتقد أن الهجوم لا يلبي توقعات المخططين العسكريين الأمريكيين والأوكرانيين".

وفي شهر مارس، توقع كوفي أن يشهد الهجوم المضاد تقدمًا بطيئًا وغير متساوٍ في بعض الأحيان، ومع ذلك، فقد أعرب مسئولون في البنتاجون، الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم، عن إحباطهم من وتيرة الهجوم الأوكراني وتجاهل القيادة العسكرية المشورة الاستراتيجية والتكتيكية الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي وقت مبكر من شهر يونيو الماضي، ادّعى المسئولون الغربيون أن الهجوم المضاد "لا يلبي التوقعات"، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المخابرات الأمريكية أفادت، في وقت سابق، أيضًا، بأن أوكرانيا ستفشل في الوصول إلى هدفها الرئيسي، وهي مدينة ميليتوبول الجنوبية الشرقية، وهي العملية التي كان من شأنها أن تقطع فعليًا الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في 17 أغسطس. 

وتابعت أنه عبر ميليتوبول، يسمح لروسيا بنقل القوات والمعدات بين شبه الجزيرة والمناطق الأخرى التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. 

وأوضح اللفتنانت كولونيل المتقاعد دانييل ديفيس، وهو زميل بارز في أولويات الدفاع، أن أسباب توقف التقدم هي أسباب "جوهرية"، ما أدى إلى شل جهود أوكرانيا منذ البداية. 

وتابع أن تدريب الحلفاء الغربيين الذين أخضعوا الأوكرانيين لجدول زمني مضغوط كان كافيا لتعريف القوات بالمعدات فقط، ثم لديك حقيقة أن المعدات الأكثر أهمية لم تكن لديهم، فافتقرت القوات الأوكرانية لمعدات الهجوم الجوي في المنطقة التكتيكية، ولم يكن لديهم ما يكفي من المدفعية للتغلب على الروس، وربما يكون الأمر الأكبر هو أنهم لم يكن لديهم ما يكفي من الأصول الهندسية لإزالة الألغام.

وقد أجلت القيادة العسكرية الأوكرانية بدء الهجوم المضاد لأطول فترة ممكنة أثناء انتظار وصول المعدات الغربية، وفقًا لصحيفة "الإيكونوميست"، وهو ما منح القوات الروسي الوقت الإضافي الكافي لبناء مئات الأميال من الخنادق وزرع حقول ألغام واسعة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه بالرغم من ذلك فإن المساعدات الغربية لم تصل بعد إلى الوتيرة والكمية التي تم التعهد بها، في حين يماطل الحلفاء ويتجادلون حول توفير معدات أحدث وأكثر تطوراً، وفقاً لصحيفة "الإيكونوميست"، حيث تلقت أوكرانيا 60 دبابة ليوبارد ألمانية الصنع فقط، على الرغم من الوعود بإرسال المئات، حسبما صرح مصدر داخل هيئة الأركان العامة الأوكرانية للمنافذ.

وقال المصدر: "ببساطة، لا نملك الموارد اللازمة للقيام بالهجمات المباشرة التي يناشدنا الغرب القيام بها".

خطوات أوكرانيا المقبلة بعد فشل الهجوم المضاد

وفي يونيو، حاولت ألوية النخبة المدربة في الغرب اختراق الخطوط الدفاعية الروسية وتكبدت ما اعتبره المخططون العسكريون الأوكرانيون خسائر غير مقبولة في الرجال والمعدات، حسبما ذكرت صحيقة "وول ستريت جورنال"، فبعد البداية الكارثية الأولى، غيرت أوكرانيا استراتيجيتها وتكتيكاتها.

وقال اللفتنانت كولونيل المتقاعد دانييل ديفيس: "لم يكن أي جيش غربي ليهاجم هذا النوع من الدفاع بأقل من ميزة ثلاثة إلى واحد، لأنه يتعين عليك التغلب على نقطة الاختراق المركزية بقوة قتالية ساحقة حتى تغمر الدفاعات، على الأكثر ربما كان لديهم التكافؤ".

وقال مصدر عسكري أوكراني: "لم نعد نخطط لعمليات تفترض خسائر كبيرة.. يتم التركيز الآن على إضعاف العدو: المدفعية والطائرات دون طيار والحرب الإلكترونية وما إلى ذلك".

وذكرت العديد من وسائل الإعلام أن الإدارة تعتقد أن أوكرانيا تتجنب المخاطرة بشكل كبير وغير راغبة في إرسال العدد الأكبر للقوات إلى الجنوب.

وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي والمدن الرئيسية سيكون أمرا مثاليا، فإن العديد من محللي الدفاع لا يرون التحول إلى حرب الاستنزاف، والتي من شأنها بالضرورة أن تتراجع في الخريف وتستأنف بمجرد تحسن الظروف الجوية في الربيع التالي، كعلامة على نهاية الحرب، كما يعتقد الكثيرون أن أوكرانيا يمكن أن تسعى إلى تحقيق أهداف أكثر اعتدالاً وتزويد الخطوط الروسية بعمليات صغيرة النطاق لاختراق الدفاعات من خلال الاستخدام الحكيم للمدفعية الغربية عالية الجودة.