رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد المعمدان: مات يوحنّا بثقة كبيرة في الله

يوحنا المعمدان
يوحنا المعمدان

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بعيد قطع هامة القدّيس المجيد والنبيّ السابق يوحنّا المعمدان الكريمة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: فلنتأمّل بيوحنّا المعمدان خاصّة بسبب الشهادة التالية: "لَيسَ في أَولادِ النَّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنَّا"؛ لقد استحقّ أن يرتفع إلى درجة عالية من الفضيلة ممّا جعل أناسًا كثيرين يظنّون أنّه يسوع المسيح.

جرأة المعمدان

 لكن ثمّة ما يدهش أكثر من ذلك: كان هيرودُس يتمتّع بالسلطة الملكيّة وكان قادرًا على قتله متى شاء. لكنه ارتكب خطأ فادحًا ومخالفًا لشريعة موسى من خلال أخذ امرأة أخيه. لكنّ يوحنّا، دون أيّ خوف منه، أو أيّ محاباة لشخصه، أو أيّ خشية من السلطة الملكيّة أو أيّ خوف من الموت... ومن دون إخفاء هذه المخاطر كلّها، وبّخ هيرودُس متسلّحًا بحريّة الأنبياء، ولامه على زواجه. بعد أن رُمِي يوحنّا في السجن نتيجة هذه الجرأة، لم يقلق بشأن الموت أو الحكم الذي قد يصدر بحقّه. وبالرغم من القيود التي كانت تكبّله، كانت أفكاره كلّها متّجهة نحو الرّب يسوع المسيح الذي بشّر به.

اقرأ أيضًا

بيزنطيو مصر يحيون ذكرى القديس "إفتيخيس"

نتيجة عجزه عن لقائه شخصيًّا، أرسل يوحنّا تلاميذه ليسألوا المسيح: "أَأَنتَ الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟". فلنلاحظ أنّه حتّى خلال وجوده في السجن، بقي يوحنّا يعلّم. حتّى في هذا المكان، كان لديه تلاميذ؛ حتّى في السجن، بقي يوحنّا يقوم بواجبه كمعلّم، وبقي يعلّم تلاميذه من خلال أحاديث عن الله. في هذه الظروف، طُرِح ما يقوم به الرّب يسوع من معجزات، فأرسل له يوحنّا بعض التلاميذ.

عاد تلاميذ يوحنّا إليه ونقلوا إلى معلّمهم ما طلب منهم المخلّص أن يُعْلِموه به. فكان جوابهم هذا بمثابة سلاح ليوحنّا كي يواجه هذه المعركة. مات يوحنّا بثقة كبيرة، كما واجه قطع الرأس بكلّ رحابة صدر، مطمئنًّا إلى كلمة الرّب يسوع المسيح نفسه، الذي أكّد له أنّ مَن آمن به كان حقًّا ابن الله. هكذا كانت حريّة يوحنّا المعمدان، هكذا كان جنون هيرودس الذي أضاف إلى جرائمه السابقة، سجن يوحنّا المعمدان وقطع رأسه.