رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماع بنغازى.. هل يحسم لقاء صالح والمنفى وحفتر الأزمة فى ليبيا؟

لقاء المنفي وحفتر
لقاء المنفي وحفتر وعقيلة صالح في بنغازي

شهدت مدينة بنغازي أمس وتحديدًا مقر القيادة العامة للجيش الليبي، لقاء ثلاثيًا مهمًا ضم كلًا من القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، واتفقوا على الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني في ليبيا، وعدم المشاركة في أي لجان إلا من خلال الإطار الوطني الداخلي دون غيره.

الدكتور محمد سعد رئيس الحزب المدني الديمقراطي، اعتبر أن توقيت هذا اللقاء الثلاثي مهم، فهو يأتي استباقًا لإحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي في مجلس الأمن الدولي وتفاديًا للانخراط في مقترحه بتشكيل لجنة رفيعة المستوى تتولى مهام تشريعية وتنفيذية بشأن ليبيا يكتنفها الغموض. 

أهداف اللقاء الثلاثي في بنغازي

وأوضح الأكاديمي والسياسي الليبي محمد سعد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن لقاء بنغازي يمثل أطرافًا عديدة ومصالح مشتركة لأطراف أخرى لم تحضره ولكنها ستتضرر من توجه باتيلي في انفراد البعثة بتوجيه المسار السياسي بعيدًا عنها ولذلك يعتقد بأنها ستلتف حولها. 

وعقب هذا اللقاء الثلاثي، تلقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مساء أمس السبت، اتصالًا هاتفيًا من عبدالله باتيلي، مقدمًا شكره له على جهوده المتواصلة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والمؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية، فيما أكد المنفي للمبعوث الأممي حرص كل القيادات الأساسية في ليبيا؛ لإنجاز انتخابات شاملة عادلة وشفافة وذات مصداقية.

فيما تساءل سعد عن مستقبل هذا اللقاء قائلًا "السؤال الأهم هو هل يمكن لهذا المسار الذي يؤكد على الإدارة الليبية في تحقيق الانفراج والوصول إلى الانتخابات وإحداث التغيير"؟.

بعد إقرار قانون الانتخابات.. هل تشهد ليبيا انفراجة بشأن ...
محمد سعد

وتابع: "في ذلك نقول إن المجرب لا يجرب وإن الإرادة الحقيقية في تحقيق الانتخابات غير موجودة، والمرحلة القادمة عنوانها استمرار الوضع الراهن ولعل الحوار والتفاوض فيها سيتم حول تقاسم السلطة والثروات واستمرار مبدأ المحاصصة وهذا لن يفيد". 

 

وبسؤاله عن موقف القوى والمؤسسات الأخرى من اللقاء الثلاثي الذي ضم حفتر وصالح والمنفي، أوضح محمد سعد أن ما يمكن تقديمه من أطراف مثل المجلس الرئاسي والحكومة ومن مجلس النواب ومجلس الدولة ستكون محدودة، ولكنها لن تكون بعيدة عما يمكن تقديمه من قبل البعثة الأممية.

 

وأوضح محمد سعد أن اللقاء الثلاثي ركز على عدة نقاط مهمة وهي إبعاد مقترح باتيلي والاستمرار في مسار مخرجات اللجنة المشتركة "6+6" التي ما زالت تواجه صعوبات في الوصول إلى انتخابات ناجحة. 

 

وشدد سعد، على ضرورة أن يكون الحل "ليبي - ليبي"، فهو عين الصواب ولكن التحديات جمة وخصوصًا في الاستمرار بنفس التشريعات والمؤسسات القائمة وبنفس الأساليب في التركيز على أزمة السلطة واستمرار المحاصصة وتقاسم السلطة.

 

واختتم حديثه قائلًا "نرى الحل في تفتيت الأزمة السياسية والانتقال إلى نظام الحكم المحلي والمباشرة في انتخابات لإنتاج سلطات محلية تشريعية وتنفيذية، ويأتي ذلك من خلال إعادة تأسيس الدولة في مؤتمر تأسيسي يعالج المشكلة من جذورها".

فوزي الدغيلي: لقاء بنغازي رسالة للخارج

من جهتها اعتبرت الدكتورة سلوى فوزي الدغيلي، عضوة ملتقى الحوار الوطني الليبي، أن اجتماع عقيلة صالح ومحمد المنفي وخليفة حفتر، يرسل رسالة للأطراف الخارجية وعلى رأسها باتيلي والسفراء الأجانب للأطراف في طرابلس بأنهم قد يتخذون إجراءات بشكل منفصل عنهم إن قرروا الاستمرار في عرقلة إمكانية اتخاذ الإجراءات الواجبة لإتمام الانتخابات وفق النتائج التي توصلت لها اللجنة المختصة بالقوانين الانتخابية "6+6".

سلوى الدغيلي - ويكيبيديا
سلوى الدغيلي

وأوضحت الدغيلي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه كانت هناك رسالة واضحة بأن مجلس النواب هو الوحيد الموكل إليه الفصل في إدارة الحالة السياسية، وهذا يعني رفض إمكانية فرض أي تصور من باتيلي أو أي أطراف أخرى بإيجاد بديل، وأن هناك إمكانية لاتخاذ قرار منفصل.

واختتمت تصريحاتها قائلة: "أتصور بأنها رسالة أيضًا لرفض حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة وضرورة إيجاد بديل لها، لأن إحالة الأمر للبرلمان مع معرفة موقف عقيلة صالح من هذه الحكومة والتأكيد على خارطة الطريق التي تضمنت تغييرها قد يشير إلى توافق فيما بينهم على موقف مشترك بشأنها".