رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهادات مروعة من حرائق غابات هاواي الأمريكية.. وشكوك حول أسباب الكارثة

حرائق هاواي
حرائق هاواي

تعاني ولاية هاواي الأمريكية من حرائق مدمرة منذ أيام تسببت في مقتل العشرات وإصابة المئات مع نزوح كثيف للسكان جراء الحرائق المستمرة في غابات المنطقة.

وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن التعليق على ارتفاع عدد القتلى في هاواي في أعقاب الحرائق المدمرة حيث أمضى الرئيس ساعتين، أمس الأحد، مسترخيًا على الشاطئ في ديلاوير.

وشوهد بايدن البالغ من العمر 80 عامًا مستلقيًا على كرسي للتشمس على شاطئ ريهوبوث بالقرب من منزل عطلاته في الولاية وقبل ذلك حضر قداسًا في كنيسة القديس إدموند الكاثوليكية في المنتجع.

عندما غادر بايدن الشاطئ طلب مراسل البيت الأبيض لبلومبرج رده على حرائق الغابات في هاواي التي أودت بحياة 96 شخصًا، إلا أنه رفض الرد قائلا "لا تعليق".

وقالت ديلي ميل إن حاكم هاواي وأعضاء مجلس الشيوخ - وجميعهم ديمقراطيون – شكروا بايدن مرارًا على موافقته فورًا على إعلان الطوارئ، الذي يحرر أموال الإنقاذ الفيدرالية، ويرسل مسؤولي الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.

أسباب حريق هاواي

وقالت الصحيفة إن كنا تكهنات بأن شرارة من إمدادات الكهرباء يمكن أن تكون السبب في الحرائق المدمرة، لكن لم يتم تأكيد السبب بعد، لكن يوم السبت رفعت LippSmith LLP وشركات محاماة أخرى دعوى قضائية جماعية ضد شركة Hawaiian Electric زاعمة أن خطوط الكهرباء المتوقفة تسببت في الحريق، وأن مسؤولي الشركة أبقوا خطوط الكهرباء الخاصة بهم بالرغم من تحذيرات بحدوث حرائق جراء بقائها.

من جهتها ذكرت الشركة أمس الأحد أنها لا تستطيع التعليق على الدعاوى القضائية المعلقة.

وقال جيم كيلي، المتحدث باسم الشركة "ينصب تركيزنا الفوري على دعم جهود الاستجابة للطوارئ في جزيرة ماوي واستعادة الطاقة لعملائنا بأسرع ما يمكن وفي هذه المرحلة المبكرة، لم يتم تحديد سبب الحريق وسنعمل مع الولاية والمقاطعة أثناء إجراء المراجعة."

وقالت ديلي ميل اتضح أن شركة "Hawaiian Electric" لم تغلق خطوط الكهرباء عندما تم تحذيرها من رياح قوة الإعصار التي كانت تقترب من الجزيرة، فيما تقوم ولايات مثل كاليفورنيا، التي تعاني من عدد كبير من حرائق الغابات، بنشر "خطة عامة لإغلاق الطاقة" والتي تتضمن قطع الكهرباء عن المناطق التي يمكن أن تؤدي فيها الرياح العاتية إلى نشوب حرائق.

شهادات حية من حرائق هاواي

وتعليقا على هذه الكارثة قال نوح تومكينسون البالغ من العمر، 19 عامًا، إنه قفز في المحيط للفرار من حرائق الغابات المميتة في هاواي مؤكد أن عائلته كانت ستموت إذا لم يقوموا بهذا الأمر وقد بقوا في المحيط الهادئ لمدة خمس ساعات لتجنب النيران القاتلة.

وكان نوح تومكينسون، مع شقيقه الأصغر ميلو، 13 عامًا ووالدتهما في بلدة لاهاينا التاريخية عندما بدأت ألسنة اللهب تنتشر بالقرب من المنطقة بشكل خطير، وذلك وفق شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وقال تومكينسون إنهم تمسكوا بالبقاء في مياه المحيط لأن سيرهم في الشوارع كان يعني الموت المحتم بسبب شدة النيران.

فيما قال ميلو: "كنت أحاول فقط البقاء على قيد الحياة"، وبمجرد أن خمدت النيران ، قررت الأسرة أن المكان آمن بما يكفي للعودة إلى الشاطئ.

فيما قام الزوجان مايك وأندريزا سيشينو أيضًا بهروب دراماتيكي من الحرائق في لاهاينا، حيث قام الزوجان، اللذان يمتلكان شركة لرعاية الكلاب، بتحميل خمسة من الكلاب التي كانوا يعتنون بها في شاحنة عندما رأوا منازل قريبة تحترق.

وقال تشيكينو لشبكة سكاي نيوز: "لقد كان الأمر شديدًا للغاية، كان بإمكانك أن ترى الجميع يركضون للنجاة بحياتهم، والناس يبكون، والناس يسلمون أطفالهم لأشخاص آخرين".

أضاف "الدخان ارتفع بشدة، ولم نكن نعرف حتى إلى أين نذهب ولم تعرف خدمات الطوارئ إلى أين ترسل الناس، ما أدى إلى تعثر الناس في حركة المرور وسط الطرق المغلقة، لذا كان عليهم ترك سيارتهم ليجدوا أنهم محاصرون بالنيران أمامهم وخلفهم".

وقال إنهم بعد احتموا خلف سور بحري، "كان يحميهم معظم الليل"، مشيرا إلى أنه كان عليهم الاستمرار في الذهاب إلى الماء في المحيط والعودة إلى الداخل مجددا للحصول على المؤونة وانقاذ الآخرين قائلاً: "حاولت مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس فقد كان هناك أطفال وأشخاص لم نرهم مرة أخرى هناك جثث وأشخاص محترقون".

وأكد أن الأمر بدا وكأنه فيلم حربي ومثل قنبلة انفجرت في بلدتهم مشيرا فقد كانت واحدة من أكثر التجارب المرعبة في حياتهم.

فيما قالت السيدة Cicchino إنها كافحت للبقاء في مياه المحيط لأنها لا تجيد السباحة بشكل كاف مضيفة:"كان الأمر مروعًا وما زلت مصدومة".

وبحسب الشبكة تم تأكيد مقتل ما لا يقل عن 96 شخصًا بعد حرائق الغابات في هاواي مع تحذير حاكم الولاية من أن الرقم سيرتفع، بما يجعل هذه الكارثة من أكثر حرائق الغابات فتكًا التي شهدتها الولايات المتحدة في القرن الماضي، متجاوزة بذلك 85 شخصًا لقوا حتفهم في حريق كامب فاير بكاليفورنيا عام 2018.