رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معالجة الأمراض بالتنفس».. كتاب مجهول للكاتب الموسوعى محمد فريد وجدى

الكاتب الموسوعى محمد
الكاتب الموسوعى محمد فريد وجدى

كان الكاتب المصرى محمد فريد وجدى علمًا بارزًا من أعلام القرن الماضى، سواء فى الصحافة أو الكتابة والتأليف، ففضلًا عن تأسيسه جريدة «الدستور» اليومية التى كان عباس العقاد من أبرز الكُتّاب بها، نجده قد نشر فى عشرة مجلدات «دائرة معارف القرن العشرين»، والكثير من المؤلفات البارزة والشهيرة الأخرى والتى يمكن أن نذكر منها «الإسلام فى عصر العلم»، و«المرأة المسلمة»، الذى ردّ فيه على كتاب «المرأة الجديدة» لقاسم أمين، وكذلك «نقد كتاب الشعر الجاهلى» لطه حسين، والذى يعد من أبرز المؤلفات التى صدرت ردًا على كتاب طه حسين الشهير والمثير للجدل. 

وبعيدًا عن هذه المؤلفات الشهيرة، فهناك كتاب مجهول ونادر للكاتب، المتوفى فى عام ١٩٥٤ بعنوان «بحث جديد.. معالجة الأمراض بالتنفس»، وهو حسبما يوضح الغلاف «مقتبس من مباحث الأطباء الطبيعيين»، وقد صدر عن مطبعة شركة «الرغائب» بشارع المنجلة بمصر. 

يعتمد الكتاب على عدد من البحوث الأجنبية التى ربطت ما بين الصحة النفسية والجسدية وأساليب التنفس الصحيحة، ويشير «وجدى»، فى مقدمة هذا الكتيب، الذى لم تتجاوز صفحاته الستين، إلى أن نشره هذا العمل جاء بغرض تعريف القارئ العربى بفوائد التنفس وفق أسلوب صحيح على مختلف المناحى الصحية. 

يوضح «وجدى» أن أسرار التنفس وعلاقتها بتربية الإرادة والقوة النفسية وشفاء الأمراض الجسدية كان من أسرار الهنود القديمة والتى تعرف عليها الأوروبيون مع اختلاطهم بهم، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأمراض يعود أصلها إلى التنفس الخاطئ. 

ويسعى الكاتب، عبر عمله، إلى توضيح طريقة التنفس الصحيحة والطبيعية فيبين أنه من الواجب أن يتنفس الإنسان بمجموع رئتيه فيملؤهما هواءً بأنفه ببطء، ثم يخرج الهواء من أنفه ببطء، لا أن يتنفس بسرعة بحيث لا يصل الهواء إلا إلى جهات قريبة من الأنف.

ويورد «وجدى» الأبحاث التى تربط ما بين الإصابة بالسل الرئوى والتنفس غير الصحيح الذى يعجز معه الجسم عن مقاومة الميكروبات فيتعرض للكثير من المخاطر الصحية، بالإضافة إلى رياضات التنفس التى نقلها عن كتاب بعنوان «قوى التنفس المجهولة»، والتى يمكن من خلالها تنقية الرئتين، أو إعادة النشاط إلى الأعصاب، أو حبس الهواء فى الرئتين، أو تنشيط الدورة الدموية، وكذلك تحقيق الراحة الجسدية. 

علاوة على ذلك، يلفت «وجدى» إلى علاقة التنفس الصحيح بالصحة النفسية، قائلًا: «التنفس العميق المنتظم يولد فى النفس قوة الإرادة، فالإنسان بقيادته وظيفة التنفس ومراقبته لها تتولد فيه عاطفة الميل للسلطة على جثمانه وينتهى به الأمر للحصول على إرادة قوية، فضلًا عن تعويد النفس على اليقظة لكل ما يصدر منها».

ويستطرد فى هذا الصدد: «أما التنفس الناقص فيولد الأمراض العصبية والاضطراب والوهم، فيجب على كل إنسان أن يروض نفسه على المشى والحركات الجسدية، فالإنسان العصرى المفرط فى فهم مدلول الحرية يستصعب أن يخضع لنظام ما فى تنفسه، وهو مخطئ فى ذلك فإن كل ما فى الكون خاضع للنظام العام، مسود بنواميس مقررة، وبالتالى عليه أن يخضع للنظام العام وإلا اعتبره الكون خارجًا فناصبه العداء».