رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحيون تذكار القدّيس إفذوكيموس الصدّيق

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بتذكار القدّيس إفذوكيموس الصدّيق، وهو نبلاء كباذوكية، وكبار الموظفّين فيها. عاش في البراري وانتقل إلى الله حول سنة 840.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنّ المعرفة العقليّة لا تحرّرنا من الخوف. لكن مَن يسير حسب الإيمان يكون حرًّا تمامًا؛ وكَابنٍ حقيقيّ لله، يمكنه أن يستعمل كلّ الأمور بحُرّيّة. والّذين يعشقون هذا الإيمان، يستعملون جميع عناصر الخَلق مثل الله نفسه، لأنّ الإيمان له القدرة على صنع مخلوق جديد على صورة الله.

لا تستطيع المعرفة العقليّة عمل أيّ شيء من دون أساس مادّيّ؛ ليس لديها الجرأة لتُكمل ما لم يُعطَ للطبيعة. لا يستطيع الجسد السير على وجه المياه؛ والّذين يقتربون من النار يحترقون. لذلك فإنّ المعرفة البسيطة تتأهّب ولا تسمح لنفسها أبدًا بالذهاب إلى أبعد من الحدود الطبيعيّة. لكنّ الإيمان لديه القدرة على الذهاب إلى أبعد وهو يقول: "إِذا عَبَرتَ الأَنْهارَ فلا تَغمُرُكَ وإذا سِرتَ في النَّارِ فلا تَكتَوي" (إش 43: 2). غالبًا ما يُنجز الإيمان أمورًا مماثلة بالنسبة إلى الخليقة كلّها. فلَو أُعطِيَ للعقل القيام بالأمور ذاتها، لَما جَرُؤَ أبدًا.

بالإيمان، دخل كثيرون في اللهيب...، وعبروا النار دون أن يُصابُوا بأذى، وساروا على البحر كما على اليابسة. كلّ هذه الأمور كانت أرفع من الطبيعة ومتعارضة مع وسائل المعرفة العقليّة البسيطة. وقد برهنت كم أنّ هذه الأخيرة باطلة في جميع طُرُقها وشرائعها. أرأيت كيف أنّ العقل يطبّق شروط الطبيعة؟ وكيف أنّ الإيمان يتقدّم ويسير فوق الطبيعة؟