رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من جيل إلى جيل.. هكذا استكمل البابا تواضروس مسيرة "شنودة" في العلاقات مع "الكاثوليكية"

البابا تواضروس والبابا
البابا تواضروس والبابا فرنسيس

تميزت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عهد البابا تواضروس الثاني، بمستوى جيد في العلاقات مع الكنائس الأخرى وعلى رأسها الكنيسة الكاثوليكية.

وقال الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن العلاقات المتبادلة بين قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبابا الفاتيكان فرنسيس الأول، كانت ثالث الخطوات الهامة في العلاقات بين الكنيستين، وذلك بعد لقاء  بابا الإسكندرية البابا شنوده وبابا روما البابا بولس السادس في مايو 1973م، والاتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية بشأن طبيعة السيد المسيح في 12 فبراير 1988م.

وكان قد زار البابا تواضروس الفاتيكان في 2014، ثم قام البابا فرنسيس بزيارة الى مصر في 2017، ثم قام البابا تواضروس بزيارة أخرى في 2023، قالت الكنيسة إنه زار قداسة البابا تواضروس الفاتيكان في زيارة تاريخية هامة، وصدر في هذه الزيارة بيان مشترك لقداسة البابا تواضروس الثاني وغبطة البابا فرانسيس.

كما استعرض الموقع الرسمي للكنيسة البيان المشترك لقداسة البابا تواضروس الثاني وغبطة البابا فرنسيس في الزيارة التاريخية لبابا روما لمصر في 28 أبريل 2017 م، والذي جاء فيه إن أواصر الصداقة والإخوّة العميقة، التي تربطنا، تجد جذورها في الشركة التامّة التي جمعت كنائسَنا في القرون الأولى، والتي تم التعبير عنها بطرق مختلفة من خلال المجامع المسكونيّة الأولى، بداية من مجمع نيقيا سنة 325 م، ولمساهمة الشماس الشجاع، أحد آباء الكنيسة، القديس أثناسيوس الذي استحقّ لقب “حامي الإيمان”. 

وقد تمَّ التعبير عن هذه الشركة من خلال الصلاة والممارسات الطقسيّة المماثلة، وتكريم نفوس الشهداء والقدّيسين، ونمو الحياة الرهبانيّة ونشرها اقتداءً بمثل القدّيس أنطونيوس الكبير، المعروف بأبي الرهبان.

وإن خبرة الشركةِ التامّة هذه، التي سبقت زمن الانفصال، تحملُ معنًى خاصًّا في الجهود الحاليّة لاستعادة الشَرِكة التامّة. فغالبيّة العلاقات التي جمعت، في القرون الأولى، الكنيسة الكاثوليكيّة بالكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، استمرّت حتى يومنا هذا بالرغم من الانقسامات، وقد أُعيدَ إحياؤها أيضًا مؤخّرًا. 

وهذا يحثّنا على تكثيف جهودنا المشتركة للمثابرة في البحث عن الوحدة المنظورة في التنوع، تحت إرشاد الروح القدس.

وقال البابا فرنسيس فيه كذلك: إننا نستحضر بامتنانٍ اللقاءَ التاريخيّ، الذي جرى منذ أربع وأربعين سنة خلت، بين سَلَفينا، البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، بعناق سلام وإخوّة، بعد عقود عديدة لم تستطع فيها أواصر محبّتنا المتبادلة أن تعبّر عن ذاتها بسبب التباعد الذي نشأ بيننا.

 ويمثّل البيان المشترك، الذي تم توقيعه يوم 10 مايو 1973، حجر الزاوية لمسيرتنا المسكونيّة، وقد شكّل نقطة الانطلاق لإنشاء لجنة الحوار اللاهوتي بين كنيستينا، التي أعطت العديد من النتائج المثمرة وفتحت الطريق أمام حوار أوسع بين الكنيسة الكاثوليكيّة وكل أسرة الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة. في ذلك البيان، أقرت كنيستانا، تماشيًا مع التقليد الرسولي، بأنهما يعلنان “ذات الإيمان بالإله الواحد والمثلث الأقانيم” و”ألوهية ابن الله الوحيد… إلهٌ حقٌّ نسبةً لألوهيّته، وإنسانٌ حقُّ نسبةً لبشريّته”. 

وقد تمّ الاعتراف أيضًا “أن الحياة الإلهيّة قد أُعطِيت لنا عبرَ الأسرارِ السبعة، ونتغذّى بها”، وأننا “نكرّم العذراء مريم، أمّ النور الحقيقي”، “والدة الإله”.

كما نستحضر بامتنانٍ عميقٍ أيضًا لقاءنا الأخويّ في روما بتاريخ 10 مايو 2013، وتعيين يوم 10 مايو، كيومٍ نتعمق فيه كلّ عام بالصداقة والأخوّة التي تجمع كنيستينا. 

إن روحَ التقاربِ المتجدد هذا، قد سمحَ لنا أن ندرك مجدّدًا أن الرباط الذي يجمعنا قد نلناه من ربّنا الواحد يوم معموديّتنا. فبفضل المعموديّة، في الواقع، نصبح أعضاءَ جسدِ المسيحِ الواحد الذي هو الكنيسة إن هذا الإرث المشترك هو أساس مسيرة سعينا المشترك نحو الشركة التامّة، بينما ننمو في المحبّة والمصالحة.

كما إنّنا نعي أن طريق سعينا ما زال طويلًا أمامنا، غير أننا نستحضر الكم الكبير مما قد تمّ إنجازه حتى الآن بالفعل. إننا نتذكر، وبشكل خاص، اللقاء بين البابا شنودة الثالث والقدّيس يوحنا بولس الثاني، الذي أتى كزائر إلى مصر أثناء اليوبيل العظيم لسنة الـ 2000. ونحن عازمون على اتّباع خطواتهما، مدفوعين بمحبّة المسيح، الراعي الصالح، وبالاقتناع التام بأن الوحدة تنمو فيما نحن نسير معًا. لنستمدّ قوّتنا من الله، المصدر الكامل للشركة وللمحبّة.

لنكثِّف صلاتنا المتواصلة من أجل جميع مسيحيّي مصر والعالم بأسره، وخاصة في الشرق الأوسط. فالخبرات المأساويّة والدم المسفوك لإخوتنا المُضّطَهَدين، الذين قُتِلوا لسبب وحيد وهو كونهم مسيحيين، تذكّرنا أكثر من أيّ وقت مضى، أن مسكونيّة الشهداء توحّدنا وتشجّعنا على السير على درب السلام والمصالحة، كما كتب القدّيس بولس: “إِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء”.

وطاعةً لعمل الروح القدس، الذي يقدِّس الكنيسة ويحفظها عبر العصور، ويقودها لبلوغ الوحدة ‏التامّة – التي صلى المسيح من أجله نحن اليوم، البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني، لكي نسعد قلب ربنا يسوع، ‏وكذلك قلوب أبنائنا وبناتنا في الإيمان، فإننا نعلن، وبشكل متبادل، بأننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه ‏في كلٍّ من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى. 

إننا نقرُّ بهذا طاعةً للكتاب المقدس ولإيمان ‏المجامع المسكونية الثلاثة التي عُقدت في نيقية والقسطنطينية وأفسس.‏ 

نسأل الله الآب أن يقودنا، في الأوقات وبالطرق التي سيختارها الروح القدس، نحو بلوغ الوحدة ‏التامة في جسد المسيح السري.‏