رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تظاهرات ومصابون.. الفرنسيون يحولون "عيد العمال" لاحتجاجات عنيفة ضد ماكرون

تظاهرات فرنسا
تظاهرات فرنسا

استغل العمال في فرنسا، عيد العمال الذي أحياه العالم، أمس، في الخروج عبر احتجاجات ضخمة في عموم البلاد ليس للاحتفال، وإنما لممارسة الضغوط والمطالبة بحقوقهم في ظل تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقانون التقاعد.

وبحسب تقرير لشبكة "NBC" الأمريكية، نظم العمال في فرنسا مئات التظاهرات في مناطق متفرقة ودخلوا في اشتباكات مع الشرطة، مستغلين يوم العمال العالمي، احتجاجًا على مشروع قانون الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح نظام التقاعد الذي رفع سن التقاعد في البلاد عما كان من قبل.

هجوم على ماكرون في عيد العمال

ووقع ماكرون الشهر الماضي قانونا يقضي برفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما رغم أشهر من الإضرابات ضد مشروع القانون، فلا تزال النقابات العمالية غاضبة من التغيير وطالبت العمال بالتعبير عن استيائهم من خلال النزول إلى الشوارع في عيد العمال، وذلك بحسب التقرير.

People attend a May Day, or Labor Day, rally in Sao Paulo, Brazil, Monday, May 1, 2023.
تظاهرات فرنسا

وقال ساشا كرومبيك، ناشط البيئة الحكومي البالغ من العمر 27 عامًا، خلال مشاركته في احتجاج في باريس "الحكومة تقول إننا بحاجة إلى أموال لدفع معاشات التقاعد لكن هناك أموالا ضخمة، حيث يوجد الكثير من الأثرياء في فرنسا، لكن ماكرون صديق للأثرياء وينتقد الأشخاص الحقيقيين"، في إشارة إلى رفض ماكرون زيادة الضرائب على الأغنياء.

اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين

وكشفت الشبكة الأمريكية عن زيادة حدة المناوشات بين المتظاهرين والشرطة بشكل خاص في باريس وليون، حيث أشعل المتظاهرون النار في دراجات وسيارات وألقوا زجاجات حارقة في العاصمة وأشعلوا النار في سيارات في ليون.

Rescue workers march during a demonstration, May 1, 2023 in Paris. Annual May Day celebrations were also massive protests against President Emmanuel Macron's recent move to raise the retirement age from 62 to 64.
تظاهرات فرنسا

من جهتها، قالت سلطات باريس إنها أخمدت حريقًا في مبنى في ساحة بلاس دي لا نايشن ومن غير المعروف ما إذا كان أي شخص قد أصيب جراء الحريق.

وأشار التقرير إلى أن العديد من عناصر "الكتلة السوداء" (بلاك بلوك) كانوا المزعومين جزءًا من العنف المتزايد الذي شمل تحطيم نوافذ البنوك والشركات في العديد من المدن، فيما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين عن أنه مع حلول ليل أمس على العاصمة تم اعتقال 291 شخصًا في جميع أنحاء فرنسا، بما في ذلك 90 شخصا في باريس.

خسائر ضخمة 

وطوال اليوم، لم تلتزم الشرطة بالهدوء، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع ودروع مكافحة الشغب والهراوات لتفريق الحشود، يُظهر مقطع فيديو من الاحتجاجات الشرطة وهى تضرب المتظاهرين بعصي، حيث اصطف أكثر من 5000 شرطي في شوارع العاصمة الفرنسية  فيما تمركز أكثر من 12000 شرطي في جميع أنحاء فرنسا.

وقال مرصد "مسعف الشوارع"، وهو جماعة متحالفة مع المتظاهرين، إنه لاحظ إصابة 200 شخص وأجرى أكثر من 2000 عملية تطهير بالغاز المسيل للدموع، فيما أصيب 30 شخصا بجروح خطيرة وتعين إجلاؤهم من الاحتجاجات.

كذلك استخدمت الشرطة الفرنسية، أيضًا، طائرات بدون طيار لتصوير المحتجين، والتي قال بعض النشطاء إنها قد تكون انتهاكًا للخصوصية.

خروج مئات الآلاف للشوارع

وقال الاتحاد العمالي الفرنسي، إنه قدر تنظيم أكثر من 300 احتجاج في جميع أنحاء البلاد وكان من المتوقع أن يخرج حوالي 1.3 مليون شخص إلى الشوارع قبل بدء الاحتجاجات.

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إن الاشتباكات قوضت ما حدث اليوم.

وكتبت على تويتر: "في العديد من المدن الفرنسية، كان عيد العمال هذا لحظة تعبئة مسؤولة والتزامًا، وهذا يجعل مشاهد العنف هذه على هامش المظاهرات غير مقبولة بشكل كبير".