رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين الإجازة والتحريم.. حكم أكل لحم الحصان؟

حصان
حصان

ارتفعت معدلات البحث خلال الآونة الأخيرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث الشهير"جوجل"، عن حكم أكل لحم الخيل "الفرس"، وذلك بعد تداول مقطع فيديو بمواقع التواصل الإجتماعي لرجل يقوم بذبح الأحصنة وبيعها للمواطنين في إحدى القرى المصرية، الأمر الذي أثار ضجة واسعة وتساؤولًا حول الحكم الشرعي في أكل تلك اللحوم سواء بجواز أكلها أو بحرمة ذلك.

حكم أكل لحم الحصان

وتعددت الآراء الفقهية، حول أكل لحوم الخيل، إذ قال جمهور المذهب الحنفي، أنه يجوز أكل لحوم الخيل لكن مع الكراهة التنزيهية، وهذا هو الراجح عندهم، بينما أباحه جمهور المذهبين الحنابلي والشافعي، وأما بعض من المذهب المالكي يرى أن أكل تلك اللحوم مكروه.

وأكدت دار الإفتاء ذلك في فتوى لها، حيث قالت: "إن الإمام أبي حنيفة أحل أكل لحم الحصان أو الخيل ولكن مع الكراهة التنزيهية، وجاء ذلك فى ظاهر الرواية، وهذا الحكم  هو الراجح عند الأحناف، وحول الحكم قال الصاحبان أبو يوسف ومحمد بإباحة لحم الحصان.. وأما فقهاء الشافعية والحنابلة ورواية عن المالكية أباحوه، كما قال بعض المالكية بالكراهه وبعضهم بالحرمة".

وقال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن أكل لحم الخيل وشرب لبنها حلال شرعًا، ولا يوجد نص شرعي يمنع ذلك، حيث أجابت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، عن سؤال أرسلته سفارة كازاخستان بالقاهرة، إلى الأزهر الشريف.

وتساءلت سفارة دولة كازاخستان، عن حكم تناول لحوم الخيل وشرب حليبها، حيث إنها من الأمور المشهورة في كازاخستان، مستندًا في إباحة أكل لحم الخيل وشرب ألبانها، إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ» (متفق عليه).

وعن جواز أكل لحوم الخيل، نبّه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، إلى أن الشريعة الإسلامية أتاحت أكل لحوم الخيل ولا حرمانية فى ذلك، مشيرًا إلى أن الرسول الكريم أعطى رخصة للمسلمين جميعًا بأكل لحومها وشرب ألبانها، مستشهدًا بالحديث الشريف الذي روي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ». (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وأكد مجمع البحوث الإسلامية، أن شرب لبن الخيل جائز شرعًا لأن ما أجاز أكله أجاز شرب لبنه، مستدلًا بما عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قال: «سافَرْنا مع رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكُنَّا نأكُلُ لُحومَ الخَيلِ، ونَشرَبُ ألبانَها».

الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أكد في فتوى له، أن لحم الخيل  يجوز شرعًا أكله، حيث ورد في حديث أسماء بن أبي بكر قالت: "نحرنا على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فرسًا فأكلناه".

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في رده على سؤال ورد إليه لمعرفة حكم أكل لحوم الخيل، أنه لا يوجد من الدين ما ينهي عن أكل لحم الحصان، وأن الأحاديث التي وردت بهذا الشأن تؤكد صحة ذلك، لافتا إلى أن جمهور الشافعية أجازوا أكل لحم الفرس أو الحصان.