رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى ولاء كمال: الموسيقى هي المحفز الضرورى لى عند الكتابة

ولاء كمال
ولاء كمال

تعقيبا علي صورة الدكتور أحمد زويل، وهو يدخن “الشيشة”، بمقهي الحسين، ومدي ارتباط طقوس بعينها بالكتابة والإبداع، قال الكاتب الشاب ولاء كمال: لا أؤمن كثيراً بفكرة طقوس الكتابة. على مر السنوات وجدت أني أكتب في أماكن وظروف لا تمت لبعضها البعض بصلة. 

 

وأوضح “كمال” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: كتبت في المطارات، المطبخ، المقاهي والحانات، المكاتب وأثناء انتظاري لدوري في البنك. كتبت على هاتفي المحمول وفي دفتري وعلى اللابتوب. وأنا أدخن السجائر أو أتناول الطعام أو مستلقٍ على الأرض.

 

 الحقيقة أن الكتابة كإلهام أو حتى كممارسة ذات وتيرة رتيبة تفرض نفسها عن حق وتأخذك من كل شيء حولك. لي عادات أمارسها بشكل إدماني كشخص، وهي عادات أحافظ عليها سواء كاتباً أو أثناء عملي اليومي. فأنا مدمن لشرب الشاي وأفضله على القهوة. كنت أدخن السجائر من قبل والآن أحاول التقليل من تلك العادة السيئة. 

 

يصيبني التوتر فأبحث عما آكله أو أفتح التلفاز ليصدر ضجيجاً يؤنسني. في السنوات القليلة الماضية اكتشفت بداخلي عشقاً للبخور بكافة أنواعه، وأصبحت أطلبه من كافة الأصدقاء العائدين من دول الخليج العربي والشام. يخلق أثيراً مريحاً لي عند الكتابة وفي حياتي اليومية. كذلك تتواجد الموسيقى من حولي طوال الوقت. وفي بعض الأحيان الراديو بمختلف إذاعاته. 

 

وتابع صاحب رواية “سيد والعصابة”: كل هذه الطقوس اليومية هي طقوس شخصية عامة تصاحبني في الكتابة وغيرها. ولكن المؤكد هو أن الموسيقى هي المحفز الضروري لي عند الكتابة ولا يمكن لي الاستغناء عنها أبداً. هناك أعمالاً موسيقية أستعين بها لأضع نفسي في حالة محددة أثناء كتابة مقاطع محددة من كل عمل. حين كنت أكتب كتاب "أيامي مع كايروكي وحكاية جيل أراد أن يغير العالم" كانت أغاني كايروكي تصاحبني طوال يومي لمدة عامين كاملين. 

 

الموسيقى الكلاسيكية وخاصةً أعمال آرفو بارت أستعين بها أثناء كتابة القصص القصيرة لأنها بتكراريتها وإيقاعاتها المتميزة تضعني داخل وتيرة القصة المكثفة. في رواية "سكون" كانت الموسيقى الصوفية سواء التقليدية منها أو الحديثة مثل موسيقى الفنان التونسي ظافر يوسف دائماً في الخلفية أثناء الكتابة.

 

 أما أثناء كتابة رواية "القداس الأخير" فقد كنت أغرق في الموسيقى الكلاسيكية التي تعد معادلاً صوتياً لأوروبا التي كانت في مخيلة الراوي: بدءاً من باخ وحتى ماكس ريختر، كانت الموسيقى التصويرية للرواية تلهم كافة لحظاتها المحورية وسرديتها المأساوية. 

 

وفي روايتي التي صدرت حديثاً "سيد والعصابة" فإني كنت أستمع دونما انقطاع إلى الموسيقى التصويرية الملحمية لسلسلة أفلام "ملك الخواتم" لأنها كانت تنقلني إلى العالم الفانتازي ذو النطاق الملحمي الواسع الذي تدور فيه أحداث الرواية.