رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علم الامتنان.. %25 سعادة

الامتنان يلعب دورًا كبيرًا فى سعادة الإنسان، فلا يستطيع الشخص أن يكون غنيًا فى دقائق، ولكنه يستطيع أن يشعر بأنه غنى بالامتنان، فهو عبارة عن ظاهرة أعمق ليس مجرد مشاعر أو أسلوب لآداب الحديث أو كلمات شكر، ولكن الامتنان يحتاج لأن يكون لدينا إدراك وتفكير، وأيضًا الإعلان عن الامتنان بالتعبير عن المشاعر.

توجد فوائد شخصية للامتنان، أولاها أن يصبح الشخص أكثر تفاؤلًا، لديه مرونة لمواجهة الصدمات، علاقات أفضل، وأيضًا هناك فوائد عاطفية للامتنان لأنه تتحول مشاعر الشخص لتكون أكثر إيجابية، وبلا شك فوائد جسدية، فتكون لديه أعراض لأمراض ومشكلات صحية بشكل أقل ومناعة أفضل، كما تساعدك ممارسة الامتنان فى التخلص من اضطرابات النوم.

وفى الدراسة التى أجراها عالم النفس الشهير، روبرت إيمونز، طلب من ثلاث مجموعات الكتابة فى مجلة مرة فى الأسبوع لمدة عشرة أسابيع، مجموعة تكتب عن الامتنان، ومجموعة تكتب عن التهاون، والثالثة تكتب عن أحداث محايدة، ووجد فى نهاية الأسابيع العشرة أن الذين شاركوا بكتابة حالة الامتنان كانوا أكثر تفاؤلًا بشأن المستقبل من المشاركين فى المجموعتين الأخيرتين الذين ركزوا على كتابة أمور محايدة أو سلبية فى حياتهم، ومن خلال الاختبارات وجد عالم النفس أنهم أكثر سعادة بنسبة ٢٥٪ من المشاركين الآخرين، والسعادة أدت بهم إلى النجاح.

الناس لديهم نقطة سعادة وراثية معينة ينجذبون إليها خلال بضعة أشهر، بعد المرور بأحداث الحياة مهما كانت مفرحة، وسرعان ما تعود السعادة إلى النقطة الأولى، والسبب فى حدوث ذلك هو عملية تسمى «التكيف»، فنحن نأخذ الأشياء الجيدة كأمر مسلم به ونتغلب على العقبات التى تواجهنا فى الحياة، ثم نعود إلى المستوى الطبيعى للسعادة بالنسبة لنا، والشعور بالامتنان يمكن أن يكون صعبًا فى بعض الأوقات، فالعقل البشرى مجهّز بطريقة ما تعمل ضد الميل إلى هذا الشعور السعيد.

وتحدد نقطة السعادة الوراثية الخاصة بنا بنسبة ٥٠٪ من سعادتنا بشكل عام، أما الـ٥٠٪ الأخرى، فمنها ١٠٪ تعتمد سعادتنا على الظروف الخارجية «المال، الشهرة، العائلة... إلخ»، وتمثل السلوكيات ٤٠٪ من سعادتنا، ويحاول معظم الناس تحسين ظروفهم الخارجية فقط وهى نسبة ضئيلة مقارنة بتغيير سلوكنا، الذى يمثل «٤٠٪»، فإنه أكثر منطقية التركيز على حياتنا وعاداتنا اليومية بدلًا من ظروفنا التى لا تمثل سوى ١٠٪.

وواحدة من أفضل الطرق لزراعة الامتنان، وقد يستغرق الأمر فقط من ٥ إلى ١٠ دقائق، هى كتابة الامتنان اليومى خمسة «أو أكثر» أشياء نشعر بالامتنان لها كل يوم والاحتفاظ بها فى دفتر صغير خاص بنا، حتى نشعر بصدق بالامتنان والبركات من هدايا وهبات ومزايا وأشخاص وأشياء جيدة نستمتع بها، وبهذا الوقت الضيق يكون لدينا رصيد كبير من الامتنان لله، ونستطيع به أن نرى من خلاله صلاح الله، وأيضًا يساعدنا فى كتابة أسماء ثلاثة أشخاص نود أن نعبر عن امتنانا لهم وما قدموه لنا من الأمور الجيدة، وما يساعدنا فى التركيز على تنفيذ أفعال مليئة بالامتنان، أن نبدأ بالابتسامة، والعطف. 

إن الامتنان هو سر الفرح، الامتنان اختيار، ويتطلب القليل من الوقت والمجهود، والتركيز على السلوك، ومن المهم مع الامتنان أن نتوقف عن الشعور بالأسف لأنفسنا.