رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاطف عبدالعزيز يناقش ديوان «بخطى مثالية كالفضيحة» للكاتب مصطفى عبادة

مناقشة  ديوان بخطى
مناقشة ديوان بخطى مثالية كالفضيحة

 يقول الشاعر والناقد عاطف عبد العزيز: «يتسكع بنا ديوان "بخطي مثالية كالفضيحة" متباعدة مكانًا وزمانًا، فضاءات لا تتفق على شيء إلا على مكابدات المثاليين من الخيانات بحسب تعبير الشاعر، إذ تظهر لنا شذرات خاطفة ذات مرجعيات شخصية تبدو مغلقة في غالب الأحيان، عن موضوعات من مثل العلاقات الجسدية المبتورة، والزواج السري، والزنا خلف ستار الزواج، والفساد السياسي الساعي إلى التلاعب بمشاعر الجماهير، وما إلى ذلك، غير أن ألمع ما استوقفنا في هذا النثار، هو ذلك الربط الذكي الذي اصطنعه الشاعر، بين الأحذية النظيفة من ناحية، والقلوب المتسخة من ناحية أخرى، في إشارة يمكن أن يكون لها بعد أيديولوجي مقصود، إذ يقول:

 

أريد أن أقدم نفسي إلى العالم

بقلب متسخ

وحذاء نظيف

وتلال من الكسل الممض

عناية للروح من حمى الحنين

وزحمة الأفخاذ.

ويتابع  «عبد العزيز»: «حالة مشابهة يمكن رصدها في قصيدة (أكثر من لوعة) التي تبدأ بمشهد شهواني خالص، سوف نكتشف عما قليل أنه محض منزلق إلى عوالم أخرى، لا تربطه به أي صلة واضحة، الأمر الذي يوحي لنا بأن تلك الشهوانية ليست سوى المعاناة في هيئة أخرى، وإلا كيف لها أن تصير على مدى الديوان أشبه بلحن افتتاحي لكل العروض المأساوية، ولنقرأ معًا هذا المفتتح متأملين ذلك التجاور بين مفردات اللذة ونقائضها:

الآن سجنتُ روحي

كنتُ ألعق النتوء

أسفل العانة

عجلًا كالعادة

وأسند انهيارك المفاجئ

خشية الفضيحة

وعندما تفصد العرق

أدركت مأساة   

من نجا من سفينة غارقة وحيدًا

ليظل وحيدًا

كان لابد أن تمضي خمسون سنةً

ليكشط الزيفَ

ويلفت «عبد العزيز»: «لعل القارئ قد لاحظ في المفتتح السابق هذا الولوج المفاجئ من أجواء اللذة الحسية، إلى فضاء الأزمة الإنسانية التي تعاني العزلة والزيف، بما يوحي بأننا أمام وجهي عملة واحدة، فالمحبات باتت ضربًا من الاستمناء المستتر، والمطارحات التي لا تتم إلا بين طرفين، صارت إمعانًا في التوحد، ذلك بعدما زيفت المشاعر وجفت القلوب والضمائر».

وأضاف: «على المنوال ذاته، سيكون لنا أن نستقبل شريطًا مطولًا على مدى القصيدة، يجمع ما لا يجتمع، في جرأة تصل إلى حد المخاطرة، لنرى في الأخير جديلة سميكة ومحيرة، تضم الشهواني إلى السياسي إلى الفلسفي، كأنها محاولة من الشاعر من أجل استنباط منطق خاص بقصيدته يخاصم كل منطق خارج النص».

ويشير «عبد العزيز» إلى أن «في القصيدة الأولى بالديوان (درو باريمور) يقدم لنا مصطفى عبادة قصة غرام مألوفة من طرف واحد وعلى البعد، بين واحد من آحاد الناس، ونجمة هوليودية شهيرة هي درو باريمور، هكذا يبين لنا العالم المعقد الذي يحيط بالعاشق المكلوم، ويحول بينه وبين معشوقته التي تحيا في عالم وجغرافيا بعيدين كل البعد عن عالمه».

وتابع: «إلى هنا يبدو الأمر عاديًا، لولا أن الشاعر كان مصرًا على ممارسة استراتيجيته الإرباكية التي اختارها، فها نحن نراه يستهل قصيدته بمشهد لم يكن ليخطر على البال، مشهد يدور على خلفية ميدان رماية، فيقول لنا: 

أنا الجندي الخائب في التنشين

يقال لي دائمًا

إلى الأسفل قليلًا

أعلى سنتيمترات

كن في المنتصف تمامًا

عوقبت في أول تدريب

بطلوع الجبل خمس مرات

وقيل لي 

فكر في درو باريمور

جاء ذلك في الندوة التي أقامها منتدى المستقبل  للثقافة والإبداع  لمناقشة  ديوان «بخطى مثالية كالفضيحة» للكاتب الصحفي والشاعر مصطفى عبادة، والذي ناقشه الكاتب الصحفي والشاعر جمال القصاص، والناقد والأكاديمي  الدكتور يسري عبد الله، والشاعر والناقد عاطف عبد العزيز، وذلك مساء أول أمس الثلاثاء بمقر منتدى المستقبل بوسط القاهرة.