رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعرة رضا أحمد: نحن ضحايا عدم استخدام عقولنا أولا وأخيرا

الشاعرة رضا أحمد
الشاعرة رضا أحمد

قالت الشاعرة رضا أحمد: "هذا العالم ليس آمنا لتقول كلمتك وتذهب دون أن تلتفت خلفك، أعتقد أن أكثر ما يؤلم المبدع ألا يجد مساحته سوى في حدود ورقته البيضاء، حتى واقع هذه الورقة قد لا يطمئن لعواقبه، نحن نعيش حالة من الهذيان الشعبي للتمسك بقشور كل ما نجده من ثقافة وعلم ومعرفة وكذلك تدين، ونبني على هذا الرصيد الضئيل إنسانيتنا ومعتقداتنا واستحقاقنا الديني.

وأضافت في تصريحات خاصة لــ"الدستور": هذا الاكتفاء الآمن الذي ركن إليه الكثيرين يضمن لهم النوم الهادئ بلا منغصات، فلا أحد في طاحونة البحث عن لقمة العيش ووجود النتائج الجاهزة يترك وقته للبحث والمعرفة، هذه الهموم الفردية التي غررت بعقولنا واستعبدتها تماما لم تترك لنا قدرا قليلا من شغف المعرفة وفضول الكشف، فالطالب يلقن في المدرسة والجامعة ودور العبادة ويكتفي بالمناهج التي تساعده على تحصيل الدرجات ولا وجود للرياضة ولا الموسيقي حتى الرسم أصبح مادة قبول لكليات بعينها، والمناخ العام يتصدره من يوبخون الناس على القدر القليل من الحياة ومن يزينون القبور ويحشونها بأنواع العذاب ويتعنتون بالقدر نفسه على كل فرجة أمل يفتحها باب للتساؤل ومحاولة الفهم، غير أنهم يرصدون كل كشف علمي ويضعونه في كل آية أو حديث حتى يقضون على الباقي من العقل التحليلي والنقدي للتابع والمتلقي.

وأوضحت “رضا” معلقة على محاولة اغتيال الروائي البريطاني سلمان رشدي: أعتقد ان أغلب العقول المتشددة قاصرة عن التعاطي مع الحياة وتخشاها، تحاول العيش في قطيع تكريس للمعتقد بمسار الجماعة وعدم الانشقاق عليها وتعيش حالة من الشعور بالذنب والتقصير وتقارن نفسها بأمثلة من شخصيات تاريخية، تعيد إنتاج هذا الزمن بطرق مختلفة رغم استخدامها التكنولوجيا والمعدات الحديثة إلا أنها لا تواجه الحداثة إلا بمزيد من الضيق والنفور كأن على الآخرين الذين اختاروا الدنيا ــ من وجهة نظرهم ــ البحث والاجتهاد وعلينا الأخذ بأسباب النجاة من الحضارة بالركون إلى الماضي البعيد لنيل الجنة والأسرة، ولا يجب أن يفوتنا الشعور المرضي بالأفضلية والاستحقاق والباب المفتوح لاستخدام العنف والنيل من الاخرين واباحة التعرض لهم على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الدين والمعتقد كجهاد مفروض، هذه الاستباحة للمختلف جعلت من لا يستطيع القتل يستخدم الإرهاب والنيل من كرامة الضحايا والتحريض عليهم والفرح بمصائبهم كأن هذا التشدد في ردود الفعل أضعف الإيمان، نحن ضحايا عدم استخدام عقولنا أولا وأخيرا وتركها لغبار الأزمنة السحيقة وللأخرين ليضعوا فيها ما يضمن بقائهم على رأس السلطات كمتحدثين عن الدين والوطن والأخلاق وغيرها.