رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة الجارديان

انهيار الداخل الإسرائيلي.. وجيش الاحتلال يفقد الدعم بسبب فشل حرب غزة

احتجاجات ضد حكومة
احتجاجات ضد حكومة نتنياهو بتل أبيب

أكد تقرير بريطاني، أن الوحدة الوطنية داخل إسرائيل بلغت حد التلاشي مع انخفاض المعنويات إثر انهيار محادثات إطلاق سراح المحتجزين واعتقاد معظم الإسرائيليين بأن تحقيق قوات الاحتلال الإسرائيلي "النصر الكامل" على حركة حماس أمر مستحيل.

وبحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية الإثنين، فإن مجتمع إسرائيل شديد الاستقطاب، والمنقسم على أسس عرقية ودينية وسياسية، تلاشت وحدته الوطنية حول جيشه، مع اقتراب الحرب ضد حماس في غزة من شهرها التاسع من جهة، وغياب خطة ملموسة لما بعد الحرب بشأن القطاع الفلسطيني من جهة أخرى.

ويقول التقرير إنه "كلما طال أمد الحرب، دون أي خطة ملموسة لليوم التالي، انخفضت الروح المعنوية". "فقد انهارت مرارًا المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المائة المتبقين، في حين لا تزال حماس وحزب الله اللبناني يعطلان الحياة اليومية بهجمات صاروخية".

ويشير التقرير إلى أن "الانجراف الاستراتيجي" للحرب صاحبه تراجع كبير في مكانة إسرائيل العالمية فيما يتعلق بعدد الضحايا الشهداء والأزمة الإنسانية في غزة.

وسلط التقرير الضوء على استطلاعات الرأي الحديثة التي أجراها معهد "ميدغام" في مايو الجاري، وهي شركة لأبحاث السوق واستطلاعات الرأي مقرها في بني براك، شرق تل أبيب، والتي أظهرت تحول كبير في وجهة نظر المجتمع الإسرائيلي من استمرار الحرب أو ضرورة إنهائها.

ووجد استطلاع رأي أجراه معهد "ميدغام" في مايو الجاري، أنه بعدما اعتقد 70% من الإسرائيليين في أكتوبر الماضي، أن الدولة اليهودية يجب أن تقاتل حتى يتم "القضاء على حماس"، فقد أصبح 62% الآن يعتقد أن تحقيق "النصر الكامل" في غزة أمر مستحيل.

ويرى نتنياهو الذي يحكم إسرائيل منذ فترة طويلة أن البقاء في منصبه هو أفضل فرصة له للتغلب على تهم الفساد، وهو ما ينفيه فهو رهينة لشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يقولون إنهم سيسقطون حكومته إذا تم تقديم تنازلات في الحرب ضد حماس.

الانقسام يضرب الداخل الإسرائيلي بسبب غزة 

ويقول سمحا (45 عاما)، أثناء زيارته للمنطقة الترفيهية في القدس المحتلة": "نحن مجتمع منقسم سياسيًا، وللأسف، أعتقد أننا منقسمون بشدة حول الأمور الأكثر أهمية". "عندما يتعلق الأمر بالحرب والمشاكل في الشرق الأوسط، نحن منقسمون حول كيفية حلها … لا أعرف إذا كان هناك حل أصلًا".

ويقول المتسوق يفرات (67 عاما): "هناك كراهية وعدوان من جميع الجهات. لا أعرف كيف يمكننا أن نعود معًا بعد هذا. لست متأكدا من أنه سيكون هناك انتصار في الحرب على الإطلاق".

في ضوء هذه الآراء، نظمت مظاهرات في أنحاء إسرائيل مساء السبت طالب فيها المتظاهرون بالتوصل إلى صفقة "رهائن" وإجراء انتخابات مبكرة. وفي تل أبيب، ألقي القبض على سبعة أشخاص بعد إشعال النار عند تقاطع طريق سريع رئيسي.

وكان الأسبوع الماضي مؤلما بشكل خاص لدولة الاحتلال على الساحة العالمية، حيث قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، وكذلك ضد مسؤولين كبار في حماس؛ واعترفت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أيرلندا والنرويج وإسبانيا، رسميًا بالدولة الفلسطينية؛ وأمرت محكمة العدل الدولية، التي تفصل في النزاعات بين الدول، بوقف الهجوم الإسرائيلي المدمر الجديد على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

71% من الشعب الإسرائيلي يكرهون نتنياهو

وقالت شوشانا (55 عاما)، وهي صاحبة كشك تبيع منتجات جلدية عضوية، إنها لا تحب نتنياهو - وهو رأي يشاركه فيه 71% من الجمهور، وفقا لاستطلاعات الرأي التي نشرت الشهر الماضي، والذين يعتقدون أنه يجب أن يستقيل على الفور أو مباشرة بعد انتهاء الحرب.

وأوضحت شوشانا، أن دراسة المحكمة الجنائية الدولية اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تزال تشكل سابقة خطيرة. "نحن لسنا جمهورية موز، لدينا سيادة القانون ونظام المحاكم. إذا طاردوا زعيم دولة ديمقراطية، فماذا بعد؟ الصين تقدم رئيسة تايوان للمحاكمة؟ هذا القرار يمكن أن يدمر النظام العالمي”.

الكتلة اليهودية تشعر بالخجل والإحراج العميقين

وبالنسبة للكتلة اليهودية الصغيرة المناهضة للاحتلال والحرب في إسرائيل، كانت التطورات الدولية التي حدثت هذا الأسبوع موضع ترحيب في معظمها. وقالت منظمة حقوق الإنسان المحترمة "بتسيلم" في بيان لها: "لقد انتهى عصر إفلات صناع القرار الإسرائيلي من العقاب".

وفي مظاهرة صغيرة في القدس بعد ظهر يوم الجمعة، تساءل أحد الناشطين البارزين، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"الجارديان" نظرًا للمناخ السياسي، عما إذا كانت الخطوات المؤيدة لفلسطين التي اتخذها المجتمع الدولي هذا الأسبوع ستقود المؤسسة السياسية الإسرائيلية وغالبية المجتمع لمضاعفة رفض التفكير في العودة إلى محادثات السلام أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقال: "هذا الأسبوع، أعرب 105 أعضاء في الكنيست عن دعمهم لنتنياهو، حتى الذين يكرهونه". "أعتقد أنه من الأسهل على الإسرائيليين أن يتحدوا ضد المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بدلًا من التفكير في الأدلة على جرائم الحرب".

وأضاف: "حتى بالنسبة لي، كان من الصعب الاستماع إلى اتهامات محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، فقد  بالخجل والإحراج العميقين. إن النظر في المرآة بهذه الطريقة أمر صعب، ويستغرق تغيير الآراء وقتًا طويلًا".