رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة وتعليق.. أيقونة المسيح التى لم تصنع بيد إنسان

الكنيسة
الكنيسة

نشر المُتحدث الرسمي باسم كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر، أيقونة للسيد المسيح تحمل شعار «صورة المسيح غير مصنوعة بيد أحد».

قصة الأيقونة

وقالت الكنيسة، على لسان متحدثها المطران نيقولاوس: «يرد في التقّليد الكنسيّ أن الأبجر، ملك الرها، وهي الواقعة بين دجلة والفرات، عانى البرص والتهاب المفاصل حتى عجز عن شفائه أي طبيب، فإذ سماع بمعجزات يسوع في اليهودية بعث إليه مندوبين من قبله أحدهما يدعى حنانيا يحملان رسالة منه إلى الرّب يسوع يطلب منه المجيء إليه ليشيفه من مرضه».

لا يتوفر وصف للصورة.

وأضافت: «كان أبجر قد أوصى حنانيا المصور أن يجلب له صورة السيد المسيح على لوح ليراها فيما إذا أبى المسيح أن يصحبه، حاول حنانيا رسم وجه يسوع من بعيد أثناء إلقائه إحدى عظاته فلم يستطع، إذ كان كلّ مرّةٍ ينظر فيها إلى وجه الرّب كان يرى نورًا لا يحتمل وصفه، وكان يسوع يشاهده وهو يحاول الرسم، عندها طلب منه الاقتراب وأخذ قطعة القماش التي كان حنانيا يحاول أن يرسم عليها ومسحها على وجهه وأعطاه إيّاها، فانطبعت صورة وجه يسوع عليها، ولمّا عاد الوفد إلى دياره، وأخبروه ما حصل معهم، قام الملك بالسجود لها على الفور فشفي، ولكن بتدبير من الله طبعًا، بقي للملك أثار جرح في جبينه قطعة القماش هذه، معروفة في الغرب باسم المنديليون، لكنّها في الحقيقة تسمّى Acheiropoietos أيّ غير مصنوعة بيد أحد».

وتابعت: «لاحقًا، بات المنديليون أساس الأيقونات التي شاع استعمالها في الكنيسة، بالاسم عينه، وكانت توضع فوق الأبواب المقدّسة المؤديّة إلى الهيكل، أو فوق الأبواب الملوكيّة الفاصلة ما بين مدخل الكنيسة وصحنها، هذا وقد ورد أن المنديليون ضاع في الرها إلى أن كشف في رؤيا لأسقفها أفلاليوس سنة 544م، بعد أن قام أسقف الرها في عهد الملك أبجر بتخبئته خلف حائط مشعلًا قنديل زيت أمامه، وذلك خوفًا من أن يدنّسها الملوك الوثتيّين الذين استلموا الحكم بعد أبجر، وعند اكتشافه، انذهل الجميع أن قنديل الزيت كان ما يزال مشتعلًا عدا عن الرائحة الطيّبة التي فاحت، ويومها كانت الرها محاصرة من الفرس، وكان من نِعم اكتشاف المنديليون أن انفك الحصار عن المدينة».

وأكملت: «لم تمضِ سنوات على ذلك حتى عاد الفرس واحتلّوا الرها ليعود يسترجعها الإمبراطور هيراكليوس البيزنطي سنة 628م، وبقيت صورة المنديليون في الرها إلى القرن العاشر، وقد جرى نقلها إلى القسطنطينية، زمن الإمبراطور رومانوس لوكابينوس سنة 944 م، ليختفي أثره بعد دخول الصليبيون القسطنطينية سنة 1204م أبان الحملة الرابعة، وقد تكلّم كثيرون أنّ المنديليون أُخذ إلى فرنسا ليوضع هناك داخل كاتدرائيّة، لكنّه اختفى خلال الثورة الفرنسيّة».

وأردفت: «أوّل ذكر للمنديليون ورد في سفر عقيدة أداي العائد إلى أواخر القرن الرابع للميلاد، كما يُذكر أن القدّيس يوحنا الدمشقيّ، وآباء المجمع المسكونيّ السابع أشاروا إلى المنديليون في معرض دفاعهم عن إكرام الإيقونات، بينما أورد أفسافيوس القيصري(265-339)، المؤرّخ الأريوسي الذي رفض ألوهة المسيح، في الكتاب الأول من كتابه «تاريخ الكنيسة»، الفصل الثالث عشر، خبر الرسالة التي بعث بها الملك الأبجر للرّب يسوع، وكذلك الرسالة الجوابية التي قيل أنّه تلقّاها منه، لكنّه لم يأتي على ذكر المنديليون بتاتًا».