رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وثيقة بلجيكا – حلم غير قابل للتحقيق


لا يزال حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية يصدر بياناته من مصر ، ولايزال أعضاء من تحالف دعم الشرعية وغيرهم يكتبون وينقدون ، ويهاجمون النظام القائم فى مصر ، ويسبون أكبر الشخصيات الحاكمة ، وفى مقدمتها رئيس الجمهورية وقيادات القوات المسلحة والشرطة وشخصيات سياسية أخرى .

والمواقع البذيئة الجارحة للحياء كثيرة ومنتشرة ، ليس للنظام فى مصر وحده بل عن بعض رموز المعارضة وتتحدث عما يقع فى كثير من دول العالم ، لأن العالم أصبح قرية صغيرة والاتصالات فيه سهلة . هناك من بين تلك المواقع والمجموعات تلك التى لا ترى إلا نفسها على الحق وغيرها فى ضلال . لاتزال تلك المجموعات وغيرها يعملون من مصر وبعضهم لا يزال يستخدم كلمة إنقلاب بدلا من الثورة ، وبعضهم يسب ويشتم بألفاظ نابية ، ويرون أن من قاموا بثورة 30 يونيو عملاء وأنها فوتوشوب . يصفون من دعموا الثورة كما دعموا ثورة 25 يناير بالمجرمين والعملاء والخونة ، وغير ذلك من ألفاظ نابية ومجافية للحقيقة وليست من الاسلام فى شئ ....الخ . هذا هو نفس منطق ، قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار .

هؤلاء يعملون من مصر ويتنقلون فى مصر بين موقع محرض وآخر أكثر تحريضا على العنف والإساءة . أنهم يحرضون على العنف وإن لم يرتكبوه بأنفسهم ، فلماذا جاء الاعلان عن الوثيقة التى يرى الموقعون عليها أنها وثيقة استرداد الثورة ( طبعا ثورة 25 يناير ) ، لماذا جاء من بلجيكا وليس من مصر ؟ زعموا أنهم يعملون من أجل اهداف منها استرداد ثورة 25 يناير ، واستعادة المسار الديموقراطى ، واقامة دولة ديموقراطية مدنية حرة ، وقد كانت ثورة 25 يناير قائمة ولم تتحقق أى من أهدافها حتى فى عهد مرسى . وعلى مدى سنة كاملة لم تجد حتى مشكلة الشهداء والجرحى حلا مناسباً ، وكم وقف الاسلاميون ضد كلمة دولة مدنية ، وكيف يعود المسار الديموقراطى ، إذا طالبت أغلبية الشعب حتى قبل يوم 30 يونيو بانتخابات رئاسية مبكرة ولم يستمع لهم أحد ، وذلك بعد أن فقدوا الأمل فى مجرد تغيير الحكومة . لماذا لم يحترم الاسلاميون وهم فى الحكم المسار الديموقراطى ؟ .

أعد أصحاب الوثيقة عشرة بنود براقة ولكنها خادعة وغير قابلة للتحقيق وفى مقدمتها اسقاط النظام المصرى الجديد ، وهم لايدركون أن هذا النظام فى طريقة الى الاستقرار داخليا وخارجيا وخاصة بعد الاستفتاء العظيم الذى فرح فيه الشعب بالدستور الجديد الذى حل محل الدستور الخاص الذى قدمه الاسلاميون من قبل وحاولوا حمايته بالاعلان الدستورى البشع ، دستور نوفمبر 2012 .

النظام فى مصر فى طريقه الى الاستقرار بعد الانتخابات الرئاسية القريبة التى لا يفصلنا عنها أسبوعان فقط ، وسيستقر أكثر بعد الانتخابات البرلمانية بمشيئه الله تعالى .

طالبوا كذلك فى البنود العشرة بعودة الجيش الى ثكناته ، والجيش إما فى ثكناته وإما فى طريقه لقهر الارهاب الذى أراد بمصر شراً بعد العنف الذى شهدته مصر إثر فض إعتصامى رابعة والنهضة . أما الحديث عن إرساء العدالة الانتقالية واشراك كل القوى السياسية فى الحكم واعادة مكتسبات الثورة واستعادة مقدرات وحقوق المصريين ، فقد كان الاسلاميون بقيادة الاخوان سنة كاملة فى الحكم فلماذا لم يفعلوا شيئا من هذا ؟. إن الوثيقة أمانى ووعود فى ظنى أنها غير قابلة للتحقيق لأن العقلية لم تتغير والدنيا كلها اليوم تتغير لصالح الاستقرارفى مصر . والله الموفق