رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي يمني يكشف لـ"أمان" كيف تحولت مأرب لإمارة لإخوان اليمن وتدمير الجيش على يد حميد الأحمر (1- 2)

الدكتور عبد الحفيظ
الدكتور عبد الحفيظ النهاري

- مأرب إمارة تابعة لجماعة الإخوان فى اليمن

- محاولة سيطرة جماعة الإخوان في"تعز" الهدف منها النيل من قوات حراس الجمهورية والمقاومة الوطنية فى الساحل الغربي 

- على محسن الأحمر دمر الجيش الوطنى 

- جماعة الإخوان تستثمر فى الحرب اليمنية 


أكد الدكتور عبدالحفيظ النهاري، الباحث في الاتصال السياسي ونائب رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام، أن جماعة الإخوان في اليمن سبب رئيسي فيما تعيشه البلاد اليوم من خراب واحتراب، ابتداء بالتحريض ضد الدولة في أحداث 2011 حتى الوقت الحالي.

وقال "النهاري"، في حوار خاص لـ"أمان": منذ التسعينيات كان هناك تعاون بين الإخوان وجماعات تنظيم القاعدة، ومن قبلها تنظيمات جهادية وتكفيرية مشابهة، حيث شكل العائدون من أفغانستان تحالفا مع تنظيم الإخوان في الجيش، وتم اختراق المؤسسات الحكومية بالتعاون مع باقي التنظيمات الإرهابية.. وإلى نص الحوار:

- كيف ترون تأثير جماعة الإخوان على العملية السياسية في اليمن واستمرار الحرب؟

حزب التجمع اليمني للإصلاح، الغطاء السياسي لإخوان اليمن، سبب رئيسي فيما يعيشه اليمن اليوم من خراب واحتراب، ابتداء بالتحريض ضد الدولة، في أحداث 2011، وما قبلها مستعينا بالجماعات الإرهابية الموالية له مثل تنظيم القاعدة والجهاد، وتنظيم داعش، وتنظيم جيش عدن أبين، والسلفيين، وكانت صحافة التجمع منبرا للدفاع عن الجماعات الإرهابية وغطاء سياسيا لها، تجتهد في تحريضهم على الدولة وتبرير أفعالهم، بما في ذلك الحركة الحوثية المسلحة المتمردة على الدولة في محافظة صعدة إبان حروبها الست مع الدولة.

- كيف تعاملت جماعة الإخوان مع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية؟

عندما جاءت المبادرة الخليجية وقّعوا عليها على مضض، وفي نيتهم الانقلاب عليها بمجرد انتقال السلطة الرئاسية، أي بعد الخطوة الأولى لها، وهذا ما تم من خلال انقلابهم العسكري داخل القوات المسلحة، حيث أراد الإخوان على إثر ذلك تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد، وبعد تشكيل الحكومة الانتقالية بناء على المبادرة الخليجية مارسوا الإقصاء ضد كل شركاء الوفاق، وفي مقدمتهم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه.


- كلمنا عن التعاون الثنائي بين جماعة الإخوان والحوثي؟

بالرغم من كون التجمع اليمني للإصلاح هو من استدعى الحوثيين للدخول إلى صنعاء للمشاركة في احتجاجات الشباب ضمن مسمى "شباب الصمود" نكاية في النظام، إلا أنه بعد ذلك خاض حرب إقصاء ضدهم في مؤتمر الحوار الوطني، وفي معارك عقائدية وحزبية مسلحة في محافظات صعدة وحجة وعمران والجوف، انتهت بتغلب الحوثيين.

وكان استحواذ الإخوان على السلطة والثروة وأخونتهم مؤسسات الدولة سببا رئيسيا في تذمر حركة أنصار الله الحوثية التي تبحث لها عن مكان في المعادلة الجديدة باعتبارها شريكة في احتجاجات 2011، وهو ما ضاعف النقمة على الإخوان وساعد على نمو موجة من التذمر والاحتجاجات السلمية والمسلحة التي أدت فيما بعد إلى إسقاط الحكومة الانتقالية، ومن ثم إسقاط الدولة والعاصمة من قبل الحوثيين.


- كيف ترى جماعة الإخوان الآن بعد سنوات من إسقاط النظام؟

الإخوان اليوم يحتكرون مفاصل السلطة الشرعية مع الأسف، ويسخّرون إمكانات التحالف العربي وإمكانات معركة استعادة الشرعية لفائدتهم التنظيمية، ويعملون على جر التحالف والحكومة اليمنية إلى أجندتهم لتصبح المعركة من أجل تحقيق استحواذهم على السلطة وتحكمهم في مقدرات اليمن، والمنطقة، عبر تنظيمهم العابر للحدود ولقياداتهم في الحكومة الشرعية في السعودية استثمارات كبرى.

- لماذا جماعة الإخوان في اليمن تستثمر في "الإعلام" بشكل كبير؟
هم يسيطرون على إعلام الشرعية، ومن ذلك قناة "اليمن" و"الشرعية" وتتبعهم قناة "يمن شباب" الموجهة إلى شريحة الشباب منذ أحداث 2011، وهم يسيطرون على الإعلام الدبلوماسي من خلال تعيين أعضائهم كمستشارين وملحقين إعلاميين وثقافيين في معظم سفارات الجمهورية اليمنية بالخارج بقرارات تعيين حكومية، بل إن الناطق الرسمي باسم الحكومة من قيادات الإخوان، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة "الصحوة" الناطقة باسم التجمع اليمني للإصلاح- إخوان اليمن- ولهم أكثر من نصف حقائب الحكومة الشرعية، والمحافظين والمسئولين والقادة العسكريين، والسفراء والملحقين الدبلوماسيين.

- مأرب إمارة الإخوان في اليمن.. لماذا محافظة مأرب؟
إن محافظة مأرب أصبحت مقاطعة خاصة بهم من خلال المحافظ الإخواني وكذلك محافظ محافظة الجوف المجاورة، فهم يسخّرون استخراج النفط والغاز وعائداتهما للتنظيم ولا تدخل عائدات هذه الثروة إلى خزينة الدولة، ويرفضون توريد عائدات النفط في مأرب وفي غيرها إلى خزينة الدولة وإخضاعها للأصول المحاسبية والرقابة الحكومية، وأصبح تيار الإخوان داخل الحكومة الشرعية عائقا أمام أي اصطفاف وطني حقيقي من أجل استعادة الشرعية والدولة، وسببا رئيسيا في إقصاء القوى الوطنية وفي تحجيم الشراكة الوطنية في هذه المعركة المصيرية، التي بدوا فيها كأنهم المقاولون الحصريون لها، وأصبح تنظيم الإخوان يقوض العملية السياسية على عدة مستويات، أولها ما يطلق عليه "تنويم جبهات القتال" بما يساعد الحوثيين على التمدد والحفاظ على المصالح المشتركة بينهما، والتفاهم السري بين الإخوان والحوثيين من خلال تبادل الأسرى والتفاوض الثنائي خارج القنوات الرسمية للشرعية.


- لماذا يحاول تنظيم الإخوان السيطرة على محافظة "تعز"؟
محاولة وضع محافظة تعز ومحافظات أخرى خارج سيطرة الحكومة الشرعية، بعد أن أصبح الراعي القطري لميليشيا الإخوان، وميليشيا الحوثيين واحدا، وتحولت أجندة الإخوان باتجاه المواجهة مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في الأراضي المحررة، ومع معسكرات الجيش الرسمي في تعز، بدلا من مواجهة الحوثيين، وذلك رغبة في تعزيز مواقعهم ومصالحهم التنظيمية، ومن ذلك محاولة غزو الجنوب وعدن بالقوة العسكرية والجماعات الإرهابية للاستيلاء على المنافذ البحرية والثروات تحت غطاء الشرعية، والمحاولات الحثيثة المعلنة والعدائية ضد قوات حراس الجمهورية والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي بقيادة العميد طارق صالح، وذلك لغرض سرقة الانتصارات التي حققتها تلك القوات، والاستحواذ على تعز وميناء المخاء، وباب المندب والساحل الغربي، لصالح التدخل القطري والتركي.
أصبح من الواضح بعد عشر سنوات من التخريب المباشر لليمن وإذكاء الصراعات فيه، وخمس سنوات من الحرب تحت شعار استعادة الشرعية، أن الإخوان قد صاروا تجارا رئيسيين في الحرب يستثمرونها على أكثر من صعيد، ولم يعودوا يفضلون استعادة الشرعية إلا إذا كانت ستقدم لهم السلطة خالصة لهم دون غيرهم، وإقصاء كل القوى الوطنية المشاركة في النضال من أجل استعادة الدولة والشرعية، لذلك سيكونون عائقا جديدا أمام أية تسوية سياسية، وسيصبح تحالفهم مع الحوثيين محل تقاسم للمصالح ضد استعادة الدولة والشرعية الدستورية.

- هل هناك تعاون بين الإخوان وجماعات القاعدة باليمن؟ وإن كان ذلك فكيف أثر على الوضع الأمنى والسياسى؟
منذ وقت مبكر من التسعينيات كان هناك تعاون بين الإخوان ممثلين في "حزب التجمع اليمني للإصلاح" وجماعات تنظيم القاعدة، ومن قبلها تنظيمات جهادية وتكفيرية مشابهة، حيث شكل العائدون من أفغانستان تحالفا مع تنظيم الإخوان في الجيش- الفرقة الأولى مدرع والمعسكرات التابعة لها- وفي حزب الإصلاح بتركيبته "القبلية- العسكرية- الدينية" ضد القوى المدنية وبالذات الحزب الاشتراكي اليمني، والقوى المدنية، واستهدفوا بالاغتيالات عددا كبيرا من قادة الحزب الاشتراكي خلال الثلاث السنوات الأولى للوحدة، بتغطية لوجستية من قيادات إخوانية في الجيش وقيادات قبلية، وتغطية تنظيمية وإعلامية من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح، واستهدفوا الوحدة ودستورها ومؤسساتها المدنية والديمقراطية، والتعددية الحزبية والانتخابات.
وكان الخوف من تنامي رصيد الحزب الاشتراكي والخوف من الديمقراطية الوليدة في دولة الوحدة هو المناخ الذي وفر للجماعات الإسلامية الإرهابية الغطاء السياسي نكاية بالحزب الاشتراكي والقوى السياسية المدنية.

- ما وجهة نظر التنظيمات الإسلامية في حرب 1994؟
اعتبرت تنظيمات الجهاد والقاعدة ومعها التجمع اليمني للإصلاح، أن حرب 1994 من وجهة نظرهم هي تطهير للجنوب من الملحدين- القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني- والدولة العلمانية، مثلما كان الجهاد في أفغانستان ضد الوجود السوفيتي، واعتبروها امتدادا لذات المعركة، وكفروا منتسبي الحزب وسفهوا كل ممارساته الوطنية، ولهم فتوى شهيرة تنسب لعبدالوهاب الديلمي في استباحة عدن وأهلها آنذاك.
وبعد سلسلة التفجيرات التي نفذها "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" في السعودية، هربت معظم العناصر إلى اليمن وإلى جهات أخرى مع الملاحقات الأمنية السعودية، ووجدت في التجمع اليمني للإصلاح غطاء سياسيا ولوجستيا وحاضنة مناسبة لتقويض الأمن وضرب المصالح الوطنية والإقليمية والدولية، وكان قد تجمع في اليمن عدد كبير من المنتمين لحركة الإخوان المسلمين في مصر، ومنهم خريجو الأزهر وعلماء دين ومدرسون، وذلك تحت غطاء التدريس في المعاهد العلمية التي كانت هيئة مستقلة يديرها الإخوان ويتحكمون في مواردها وميزانيتها المعتمدة من الدولة، وقبل ذلك من السعودية.
وكانت العملية الإرهابية التي استهدفت المدمرة الأمريكية "SS كول" عام 2000 في خليج عدن واحدة من عمليات القاعدة التي تمت تحت تغطية لوجستية من معسكرات إخوانية داخل الجيش، وبعد التحقيقات أصبحت جامعة الإيمان، والفرقة الأولى مدرع، وشخصيات إخوانية دينية وعسكرية وسياسية معروفة في قائمة الاتهام، ومن المطلوبين من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الولايات المتحدة على وشك توجيه ضربة مباشرة لجامعة الإيمان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م لولا جهود الدولة التي حاولت تفاديها حفاظا على الاستقلال الوطني وتجنيب الأجواء اليمنية من الانتهاك الخارجي، وحفاظا على نص دستوري يؤكد تجريم تسليم مواطنين مطلوبين إلى دولة أجنبية، بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية شخصيات إرهابية مطلوبة، وطالبت بتسليمهم إلى السلطات الأمريكية، مع إقرار السلطات اليمنية بالتطرف الفكري الذي تقوم به جامعة الإيمان التي يديرها ويرعاها الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي كان ضمن مدرسة أفغانستان الجهادية، وكان من الشخصيات المطلوبة أمريكيا آنذاك وقيادات إخوانية في الجيش وكلها موجودة حاليا في الرياض تحت غطاء الحكومة الشرعية وحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وبعد إلغاء المعاهد العلمية- الدينية- التابعة لتنظيم الإخوان في اليمن، على إثر أحداث 11 سبتمبر، تحت الضغوط الأمريكية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع الإرهاب الفكري، تكثفت العمليات الإرهابية للقاعدة والتنظيمات الإرهابية داخل الأراضي اليمنية مستهدفة أمن اليمن والمملكة العربية السعودية.
ونشأ تنسيق مشترك لمكافحة الإرهاب بين السلطات اليمنية، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية وتمخض التنسيق الأمني اليمني- الأمريكي عن بناء وتمويل وحدات خاصة بمكافحة الإرهاب، ودعم لوجستي لخفر السواحل اليمنية.
وارتكبت التنظيمات الإرهابية سلسلة من الجرائم في عدن وأبين وشبوة وصنعاء وغيرها وتعددت تنظيماتها مثل: تنظيم الجهاد، وجيش عدن أبين، وأنصار الشريعة، والقاعدة، وغيرها.

- لماذا يدعم الأمريكان جماعة الإخوان في اليمن منذ زمن؟
في العام 2004 اتهم المدعون العامون الفيدراليون في نيويورك جمعيات خيرية في الولايات المتحدة تعمل كواجهة لتنظيم القاعدة، ترتبط بعلاقات مع قيادات إخوانية متطرفة معروفة في اليمن، ومنهم أنور العولقي، الذي قتل بضربات جوية أمريكية في اليمن، بعد ذلك.
من خلال ما ذكرنا وهو غيض من فيض نستخلص دور الإخوان في تقويض أمن واستقرار اليمن لأمد طويل، وتقويض مؤسسات الدولة، وتقويض الأمن والسلم الإقليمي والدولي.