رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«النوالة».. محاولة لإعادة الحكايات الدارجة عبر رؤى إبداعية

حسين دعسة
حسين دعسة

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ندوة أون لاين عبر تطبيق زووم؛ لمناقشة المجموعة القصصية (النوَّالة) للكاتبة القاصة هبة الله أحمد، والتي ناقشها الناقد الأردني حسين دعسة والناقدان المصريان الدكتور مدحت عيسى ورانيا ثروت. وأدار اللقاء الكاتب القاص منير عتيبة.

وقال الكاتب والناقد الأردني حسين في كلمته: “وأنت تدخل عوالم المجموعة، تعيش لحظات تأمل، تطبعها الكاتبة هبة الله أحمد، فترسخ في ذاكرة القارئ، ذلك أنها تنحاز إلى حديث الناس والشارع، فيها قدرات على الحكي، وأحياناً على أجواء غرائبية، لكنها تبدو من عجينة المكان والزمان وملامح الشخصيات”.

واستكمل: تعريف "النوالة"، في عنوان المجموعة الوحيد: بحسب معجم المعاني الجامع، نوالة اسم، والنوالة هي اللقمة وأما ناولته نولة، أي قبلة، ويقال فلان أصاب أو نال من خذها نولة، وهي، في قصة الكاتبة، دلالة، مكان صناعة الغزل والنسيج، النول، مشيرا إلى أنه بالطبع هناك عشرات الاشتقاقات والمعاني. في المجموعة محاولة لإعادة إحياء الحكايات الدارجة، ولكن وفق رؤى إبداعية تلتقط جدل العلاقة بين المبدع والمجتمع، بدلالة المكان. 

وتابع دعسة: "عنوان النوالة، بكل ما فيه من دلالات، لم يكن الطرح الأول في عالم القصة القصيرة، ولم تكن ، هبة الله أحمد أول من قدم هذا العنوان الغريب، المحير، المدهش في آن واحد. ففي العام 1978، نشر القاص (العماني عبد السلام) قصته بعنوان [عودة إلى النوالة] ونشرت في مجلة أقلام المغربية ، بهذا المعنى: ليست الإشارة إلى "النوالة" بأي دلالة هي ما نريد، بقدر ما أن القصة فيها معالجة لفكرة النوالة، بأي زمان أو مكان، تضم "نوالة" هبة الله أحمد عدة قصص، آخرها في المجموعة قصة [كف بكف] وفيها أيضاً القصص التي لها في النصوص سرديات متباينة تكشفها عناوين منها: مانيكان، ندوب ، قرص الرحمة، النوالة، فاتحة خير، سيدنا، أم سعيد، أبو صوابع، صحبة، ساحة الفرح، عازف الناي، حورية القيالة، الترسة، بيت النار، بخشمون، شفا وخميس، مسلسل الساعة الثامنة، شباك منور، تحنين، رقصة".

ولفت دعسة إلى أن في سياق الحكايات دراية وعين بصيرة لكنها مستلبة للمخيال الدارج، تحاول محاكاته ونقده وأحياناً رفضه. أيضاً هناك تناص مع الشعر الشعبي عند صلاح جاهين أو الأصوات الغنائية كما عند أم كلثوم، وسيد درويش منها في بداية ونهاية قصة (بخشمون)، الفقير المعدم الذي تضحك له فاطمة، تسخن له الخبز تلتقط له صورة فيصيبه زعل، لكنه يقول حكمته [لا يا فاطمة، إحنا في الحفرة سوا].

ونوه: يحدث ذلك أيضاً عندما تكتشف فاطمة رائحة عيش القمح، ثم كيف أطلقوا عليها العرافة الصغيرة، وكيف همست أن تلك القرية ملعونة، فلم يبقى من الدار غير التنور وكومة الحطب.

وأشار دعشة إلى أن في “ساحة الفرح” نسمع صخب مزمار فرقة سلامة أبو عيد، وصابرين التي تسحب زوجة ابنها لساحة الفرح، حتى يصيبها إخضاض أو استلاب من نوع الهرج والمرج الذي يحدث في وقت ذبح البقر أثناء اتفال العرس. أما خديجة غفارة فحكايتها فالجميع يحبها، كما بقية شخصيات القصة التي انتهت ببساطة الأصوات التي بدأت بها.

وفي قصة “أبو صوابع” بداية القصة مفتاح ذهبي (طالما نظرت إلى لمعته الذهبية، نظرة الدهش، منذ يومها إلى الآن لم أرى مفتاحاً في ضخامته أو لمعانه، أو حتى ندرة استخدامه). انه مفتاح ذر الجد الشيخ يحيى الجعفراوي. صاحب الصوابع المفتاح والباب لكنها في النهاية مجرد حكي وترديد لحكاية يمكن ببعض الجهد أن تدخلنا في متاهة البيت والأعمام والبنات.

يذكر أن هبة الله أحمد قاصة سكندرية صدر لها المجموعة القصصية "النوالة" عن الهيئة العامة للكتاب 2020. ومتوالية (ثورة الفانيليا) 2021م. وشاركت في كتاب مجمع (شهود من أهلها) عن دار ناشرون الآن 2021. 

كما شاركت في الكتاب القصصي المترجم Egyptian short stories Tales of the Nile 2020م، إضافة إلى كتابة مقالات نقد سياسي واجتماعي ساخر في عدة مواقع أدبية. وصلت مجموعة "النوالة" إلى القائمة الطويلة لجائزة ساويرس الأدبية فرع كبار الكتاب عام 2021.