رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاربات سرطان الثدى لـ«الدستور»: مبادرة الرئيس ساعدتنا ومنحتنا الأمل

أكتوبر الوردى
أكتوبر الوردى

تخصص منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بمخاطر سرطان الثدى، وطرق الاكتشاف والعلاج، باعتباره أكثر السرطانات شيوعًا فى ظل وجود أكثر من مليونين و٢٠٠ ألف حالة إصابة حول العالم.

ووفق إحصائيات المنظمة الدولية، تصاب واحدة من بين كل ١٢ سيدة بالمرض، وتسبب سرطان الثدى فى وفاة ٦٨٥ ألف امرأة فى عام ٢٠٢٠.

وفى مصر وبفضل المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدى، تحت مظلة مبادرة «١٠٠ مليون صحة»، تراجعت نسبة الحالات المتأخرة إلى النصف تقريبًا، من خلال الاكتشافات المبكرة لكثير من الحالات وعلاجها قبل فوات الأوان، كما أن المعاهد المتخصصة وكثيرًا من المراكز العلاجية تقدم خدماتها بالمجان.

«الدستور» التقت عددًا من محاربات سرطان الثدى، للحديث عن تجاربهن مع المرض، والخدمات المقدمة بالمراكز والمستشفيات المتخصصة.

«الصحة»: 360 ألف سيدة استفدن من الفحوصات

استجابةً لاستغاثات آلاف المريضات وبهدف مكافحة المرض والقضاء عليه، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبادرة خاصة لدعم صحة المرأة والكشف المبكر وعلاج سرطان الثدى، تحت مظلة المبادرة الرئاسية «١٠٠ مليون صحة».

واستقبلت المستشفيات الحكومية ٣٦٠ ألفًا و١٣١ سيدة لإجراء الفحوصات المتقدمة، حيث خضعت ١٤٧ ألفًا و٢٨ سيدة لفحوصات بالأشعة، إضافة إلى سحب ٨ آلاف و٢٢٩ عينة أورام لتحليلها، على مدار عامين منذ إطلاق المبادرة. ووفق إحصائيات وزارة الصحة والسكان، فإن المبادرة نجحت فى الكشف المبكر لـ٤ آلاف و١٦٥ حالة مصابة بسرطان الثدى، وعلاجهن بالمجان، كما قدمت العلاج بالمجان لإجمالى ٣٣ ألف حالة مصابة بأورام الثدى.

وأسهمت «دعم صحة المرأة» فى خفض نسبة الحالات المتأخرة بين المصابات بسرطان الثدى إلى النصف تقريبًا، حيث وصلت النسبة إلى ٢٩.٦٪ بعد أن كانت ٥٨.٥٪، إضافة إلى استخراج ٢٧ ألفًا و٧٢٩ قرار علاج على نفقة الدولة.

نسمة سعيد: مرض فتاك يطفئ جمال المرأة وينهشها

قالت نسمة سعيد أحمد، ٣٩ عامًا، إحدى محاربات سرطان الثدى، إنها بدأت رحلة كفاحها ضد المرض قبل عام تقريبًا، بعد أن لاحظت وجود كتلة غريبة فى الثدى، وفى بداية الأمر اعتقدت أنه خُرَّاج، فبادرت بفتحه وتنظيفه، لكن ما اعتقدت أنه الحل فاقم المشكلة، وبدأت الكتلة فى التضخم أكثر.

وأضافت، لـ«الدستور»: «بعد تدهور حالتى قررت التوجه إلى مؤسسة بهية المتخصصة فى العلاج والاكتشاف المبكر لسرطان الثدى، حيث خضعت هناك للفحوصات والتحاليل، وبعد ١٠ أيام أبلغنى الطبيب بأننى مصابة بسرطان الثدى المناعى، وبدأت رحلة شاقة للعلاج».

وعن معاناتها مع المرض، قالت: «مرض فتاك ينهش الجسد، ويطفئ جمال المرأة، آلامه شديدة، ويستغرق علاجه سنة أو سنتين، وفى بعض الحالات المتأخرة يضطر الأطباء لاستئصال الثدى المصاب لمنع انتشار الخلايا السرطانية فى باقى الجسد».

«القومى للأورام»: نقدم خدماتنا بلا مقابل

قال الدكتور عاصم البراشى، استشارى جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، إن المعهد يقدم خدماته مجانًا لمريضات سرطان الثدى، وتشمل الفحوصات والعلاج «الإشعاعى والجراحى والكيماوى»، مشيرًا إلى أن سرطان الثدى هو الأكثر انتشارًا، مقارنة ببقية أنواع السرطان، على المستويات الإقليمية والمحلية والعالمية.

وأوضح «البراشى»: «يبدأ الورم فى منطقة الثدى، وينتشر تدريجيًا إلى العقد الليمفاوية الإبطية ليصبح سرطانًا غازيًا، ثم يمتد انتشاره إلى باقى أعضاء الجسم، لذا لا بد من الكشف المبكر عنه والتعامل معه قبل أن تتدهور الحالة».

وأشار إلى أن المعهد يستقبل جميع النساء اللاتى يساورهن الشك حول وجود ورم فى أجسادهن، ويبدأ الأمر بتسجيل البيانات والفحص الأولى للتأكد من وجود ورم، وحال ثبوت الإصابة يجرى التعامل مع الأمر، لافتًا إلى أن تكلفة علاج سرطان الثدى خارج المعهد كبيرة جدًا، قائلًا: «عملية فحص الثدى باستخدام الماموجرام أو الفحص التليفزيونى أو الأشعة فوق الصوتية يتراوح سعرها بالخارج بين ١١٠٠ و١٦٠٠ جنيه».

وأشاد بالدور الكبير الذى يلعبه المعهد فى حماية المصريين، وتوعيتهم بخطورة هذا المرض وضرورة الكشف المبكر عنه.

آمال محمد: الكشف الدورى نصيحتى للنساء للاطمئنان

تكافح آمال محمد، مرض سرطان الثدى منذ ٣ سنوات، وقالت السيدة الخمسينية: «لم أتوقع أبدًا إصابتى بهذا المرض، حتى بعدما لاحظت تكون كتلة غير طبيعية ناحية ذراعى اليمنى، فقد اعتقدت أنها مجرد آلام طبيعية نتيجة الجلوس الخاطئ ومجهود العمل، لكن مع تزايد الأوجاع، قررت الذهاب إلى الطبيب، الذى طلب إجراء عدة فحوصات وأشعات، لأكتشف إصابتى بسرطان الثدى».

وأضافت: «وقع الخبر علىّ كالصاعقة، وساءت حالتى النفسية، وراودنى الشعور باليأس، وقررت الاستسلام للمرض، لكن تغير كل شىء بعدما ذهبت إلى مؤسسة بهية لتلقى جلسات العلاج الكيماوى، وبعدها أجريت استئصالًا للورم، لكنى ما زلت أتلقى العلاج».

وتمنت «آمال» الشفاء لجميع محاربات هذا المرض اللعين، مثمنة الدور الذى تقوم به المراكز الطبية مثل «بهية» والمعهد القومى للأورام، وغيرهما من الجهات التى تقدم الخدمات بالمجان وتلعب دورًا مهمًا فى دعم مرضى سرطان الثدى.

واختتمت بقولها: «جلسة العلاج الكيماوى فى المراكز الخاصة تتخطى مبلغ ٤٠٠ جنيه، لكن هناك كثيرًا من الجهات تقدمها بالمجان، وتدعم مرضى سرطان الثدى، وأنصح جميع السيدات بالكشف الدورى للاطمئنان على صحتهن، لأن اكتشاف المرض مبكرًا يساعد على العلاج».

ناهد سليمان:أحاربه منذ 4 سنوات والإرادة سلاحى

منذ ٤ سنوات، تخوض ناهد سليمان، ٤٥ عامًا، من محافظة أسيوط، صراعها مع سرطان الثدى الذى بدأ بظهور كتلة، ما دفعها للذهاب لطبيب متخصص، أخبرها بأنها مصابة بالمرض.

وقالت: «الطبيب طلب منى فحوصات بالأشعة، واتضح أنى مصابة بسرطان الثدى، وفور معرفتى بذلك انهرت، وامتنعت عن ممارسة حياتى، لأنى عانيت من الألم النفسى ولم أكن أتخيل أنى قادرة على الحياة حال استئصال الثدى».

وأضافت: «الطبيب طمأننى وأخبرنى بأنى أستطيع أن أتغلب على المرض عبر الإرادة، وبالفعل نجحت فى إجراء عملية استئصال للورم، لكنه عاود الظهور مجددًا، ما اضطرنى لبدء رحلة العلاج الكيماوى». وتابعت: «بعد مرور وقت قصير على بدء رحلة العلاج، اكتشفت بعد فحص بالأشعة المقطعية وجود ورم سرطانى جديد على الكبد، ولأن العلاج باهظ الثمن قررت الذهاب إلى مؤسسة الأورمان لتلقى العلاج، وهو ما حدث بالفعل، وأنا حاليًا أستكمل علاجى ورحلتى فى مقاومة هذا المرض».

مركز «هبة خفاجى»:تأهيل المريضات وأسرهن نفسيًا خلال رحلة العلاج

قالت سحر فودة، رئيس مجلس إدارة جمعية «عطاء السماء للتنمية الشاملة»، إن الجمعية تهتم بالمكافحات اللاتى يحاربن سرطان الثدى وتقدم الدعم النفسى الذى لا يقل أهمية عن العلاج الطبى خلال رحلة محاربة المرض الخبيث.

وأوضحت «فودة» أن الجمعية تقدم الخدمات العلاجية لمريضة سرطان الثدى مجانًا، مضيفة: «يتبع الجمعية أكثر من مركز يقدم خدمة العلاج المجانى لحالات سرطان الثدى، أبرزها مركز هبة خفاجى لعلاج سرطان الثدى بالمجان».

وأضافت: «فكرة إنشاء جمعية ترعى مريضات سرطان الثدى وتدعمهن بدأت منذ بضع سنوات، فى حياة الدكتورة الكبيرة هبة خفاجى، قبل أن يتوفاها الله، وكان هدفها إنشاء مركز يعالج المريضات بالمجان وتقديم العلاج النفسى لهن ولأطفالهن وأسرهن نظرًا لتبعات هذا المرض وتأثيره على جميع أفراد الأسرة». 

وتابعت: «بعد وفاة هبة خفاجى وجدنا متبرعًا بوحدة سكنية فى منطقة المهندسين لإنشاء المركز، وكانت هذه هى الانطلاقة الحقيقية، وقرر فريق الجمعية إطلاق اسم الدكتورة هبة على المركز».

وأوضحت أنه بعد النجاح الذى حققه المركز كان لا بد من افتتاح مقرات وفروع أخرى تسهيلًا على الحالات المرضية، وبالفعل كان هناك متبرعون كُثر، مشيرة إلى وجود فروع فى منطقتى المقطم ومصر القديمة.

وأوضحت أن كبار الأطباء يتطوعون لعلاج حالات المركز بالمجان ومنهم الدكتور إبراهيم قابيل، المدير الفنى للمركز.

وأشارت «فودة»، إلى أن الجمعية تعمل بشكل مستمر على تجهيز المراكز بأحدث الأجهزة الطبية والوسائل حتى تتمكن من تقديم الخدمات الطبية المتطورة، مضيفة: «يحتوى المركز على جهاز العلاج الكيميائى والذى تتجاوز تكلفته ٥٠٠ ألف جنيه».

استشارى بـ«عين شمس»: التشخيص المبكر يحسن فرص النجاة

الدكتور أحمد حسن، استشارى جراحة الأورام بجامعة عين شمس، يقول إن مستشفى الدمرداش الجامعى يشارك فى حملات التوعية بخطورة سرطان الثدى، مشيرًا إلى أن المستشفى يضم وحدة مخصصة لاستقبال مرضى السرطان، خاصة سرطان الثدى، لافتًا إلى أن شهر أكتوبر هو شهر التوعية بخطورة سرطان الثدى. وأكد «حسن» أن المستشفى جاهز للتعامل مع حالات الإصابة بسرطان الثدى بطاقة استيعاب كبيرة، مشيرًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الحالات تزور المستشفى للفحص أو الحصول على العلاج. ونوه بأن المستشفى يقدم جميع الخدمات الطبية مجانًا، بدايةً من مرحلة التشخيص والفحص ووصولًا إلى العلاج والتدخل الجراحى فى حال احتياج الحالة، لأنه مستشفى جامعى.

وأكد على ضرورة الكشف المبكر عن جميع أنواع السرطانات، وليس سرطان الثدى فقط، لأن ذلك يساعد على تحسين فرص الحالة فى النجاة، لافتًا إلى أن تكلفة العلاج فى المستشفيات الخاصة كبيرة جدًا.