رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الجندى: تكريم الرئيس شرف كبير.. وأطمح فى ذهبية الخماسى الحديث بأوليمبياد باريس

البطل أحمد أسامة
البطل أحمد أسامة الجندى

كنت أثق فى المنافسة على فضية أو برونزية رغم تأخرى فى المركز الـ13

اهتمام الجماهير بإنجازى أسعدنى كثيرًا.. ويحفزنى لتحقيق المزيد

أصبح «أيقونة رياضية» بلا جدال، بعد إحرازه ميدالية فضية لمصر فى النسخة المنقضية من أوليمبياد «طوكيو ٢٠٢٠»، خاصة أن عمره لم يتعد ٢١ عامًا، وحقق إنجازه فى واحدة من أصعب الرياضات الأوليمبية وهى «الخماسى الحديث»، التى تضم ٥ لعبات، ما جعل البعض يصف ميداليته بأنها الأصعب فى تاريخ مصر الأوليمبى.

إنه البطل أحمد أسامة الجندى، لاعب «الخماسى الحديث»، الذى يملك مسيرة حافلة وهو فى هذه السن الصغيرة، فإلى جانب فضية الأوليمبياد الأخيرة، سبق أن حصد ذهبية دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية للشباب ٢٠١٨، وبرونزية بطولة العالم للكبار، التى أُقيمت فى مصر وحسمت تأهله إلى طوكيو. عن هذه الإنجازات، وتكريمه من قِبل الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنحه وسام الرياضة من الطبقة الثانية، ودور أسرته فى مسيرته مع «الخماسى الحديث»، يدور حوار «الدستور» التالى مع البطل الأوليمبى.

■ كيف رأيت تكريمك من الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنحك وسام الرياضة قبل أيام؟

- شرف كبير لى، خاصة أنه التكريم الرئاسى الأول فى مسيرتى، ولم أكن أتوقع رد فعل الرئيس السيسى بعدما أهديته قميصى فى طوكيو، وطلبت منه كلمة وإهداء على قميص آخر احتفظ به، فقد قابل هذا الأمر بترحاب كبير، وأتمنى دائمًا أن أكون عند حسن ظنه.

■ ماذا عن شعورك فى اللحظات الأولى من نهاية المنافسات وفوزك بالميدالية الفضية فى طوكيو ٢٠٢٠؟ 

- شعرت بسعادة لا توصف ولم أصدق نفسى نهائيًا، والحمد لله كان حلمًا كبيرًا تمنيت تحقيقه منذ فترة طويلة ونجحت فى ذلك بفضل من الله، والمشاركة فى الأوليمبياد حلم لأى رياضى، فما بالك بإحراز ميدالية فضية فى واحدة من أصعب الرياضات؟

■ هل توقعت تحقيق إنجاز فى طوكيو قبل انطلاق المنافسات؟

- رغم أنه من الصعب جدًا إطلاق توقعات فى «الخماسى الحديث»، كان اتحاد اللعبة والأجهزة الفنية للمنتخب الوطنى تثق ثقة كبيرة فى المنافسة على الذهب والفضة، وحتى مع تأخرى واحتلالى المركز الـ١٣ بعد الفروسية، كانت لدىّ ومدربينى ثقة كبيرة فى المنافسة على البرونز أو الفضة.

«الخماسى الحديث» لعبة «نقاط تراكمية»، والـ«ليزر رن» التى تضم الجرى والرماية هى أكثر منافسات أجيدها، لذا توقعت أننى سأعوض فيها وأنافس على مراكز متقدمة، وهو ما تحقق بالفعل، بل إننى كنت قريبًا من الذهب لولا آخر «لفة» فى السباق الأخير.

■ ما رأيك فى رد فعل الجمهور على إنجازك الفريد؟ 

- اهتمام ورد فعل الجمهور خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى أبهرانى بشدة، خاصة أن كثيرين بدأوا يبحثون على «الإنترنت» عن رياضة «الخماسى الحديث»، ليعرفوا قوانينها بشىء من التفصيل، وهو أمر أسعدنى جدًا، ويحفزنى لبذل أعلى ما عندى من جهد للفوز بذهبية فى النسخة المقبلة من الأوليمبياد «باريس ٢٠٢٤».

■ بذكر قوانين اللعبة.. هل تؤيد مطالبة البعض بتعديل قوانين «الفروسية» فى «الخماسى الحديث»؟

- «الفروسية» هى أصعب منافسة فى المنافسات الخمس برياضة «الخماسى الحديث»، خاصة مع الاعتماد على القرعة لاختيار الخيل الذى يركبه كل لاعب. لكن لا نعلم الكثير عن القوانين الجديدة، وإذا ما كانت ستتضمن تعديلات بشأن ذلك أم لا.

ومن المنتظر أن تتضح الرؤية بشأن هذه التعديلات بشكل كامل فى نوفمبر المقبل، علمًا بأن الاتحاد الدولى لـ«الخماسى الحديث» عدّل بعضًا من قوانين اللعبة، وعلى رأسها إقامة جميع المنافسات فى ساعة ونصف الساعة فقط، وليس على مدار اليوم كله كما كان متعارفًا من قبل.

■ فلنعد إلى بداياتك.. كيف انطلقت رحلتك مع «الخماسى الحديث»؟

- بدأت لعب «الخماسى الحديث» فى نادى طلائع الجيش، وأنا عمرى ٦ سنوات، وبعدها بعامين فقط، حصلت على المركز الثالث فى بطولة الجمهورية، واقتنع المدربون بإمكانياتى وتوقعوا لى أن أكون بطلًا فى اللعبة، ثم لعبت لنادى الصيد، ومنه إلى نادى الشمس فى ٢٠١٧، الذى أفخر بانتمائى له حاليًا، وأشكر مسئوليه على مساندتى. 

■ هل كان للأسرة دور فى إنجازك؟

- أهلى هم جزء مهم جدًا من الإنجاز الذى تحقق، فقد ضحوا بوقتهم كثيرًا من أجلى، وصرفوا الكثير من الأموال منذ بداية مشوارى مع «الخماسى الحديث»، حتى إن والدتى استقالت من عملها كمدرسة فى ٢٠١٧ من أجل التفرغ لى فى بداية رحلتى للتأهل إلى طوكيو ٢٠٢٠، وهى من يدير لى وقتى، وتحضر معى كل التدريبات، ودائمًا ما تحفزنى قائلة: «تعبك مش هيضيع هدر». 

■ كيف نجحت فى التوفيق بين دراستك فى كلية الهندسة وممارستك هذه الرياضة الشاقة؟ 

- بالتأكيد هناك تضحيات كثيرة، خاصة أن التدريب يأخذ معظم اليوم، لذا خلال السنة الدراسية المنقضية حصلت على إجازة من الدراسة، ولم أدخل الامتحانات، حتى أتفرغ للتأهيل والاستعداد لـ«طوكيو ٢٠٢٠» وأحقق حلمى، وكل الشكر للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا التى قدمت لى كل التسهيلات وتساعدنى كثيرًا. 

■ أخيرًا.. ما طموحك فى «باريس ٢٠٢٤»؟

- طموح أى لاعب هو الفوز بالميدالية الذهبية، فهى إنجاز غالٍ جدًا، لكن لا بد من التعب والاجتهاد والسعى لتحقيق هذا الحلم، وأنا حاليًا عمرى ٢١ سنة، وفى باريس سيكون ٢٥ سنة ومزودًا بخبرات كبيرة، خاصة فى لعبتى السلاح والفروسية اللتين تحتاجان سنوات لاكتساب الخبرة، وبإذن الله أكون عند حسن ظنكم.