رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ديلي: الأسباب الحقيقية وراء هجوم وزير الدفاع الإسرائيلي على جون كيري

ديلي: الأسباب الحقيقية
ديلي: الأسباب الحقيقية وراء هجوم وزير الدفاع الإسرائيلي على

سارع وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي يعلون" للاعتذار لوزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، بسبب سخريته من سعي كيري من أجل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وكأنه " المخلص المنتظر"، وقد أصدر مكتب وزير الدفاع بيانًا، قال فيه: " لم يقصد وزير الدفاع أي إساءة للوزير (كيري)، وهو يعتذر إذا كان الوزير (كيري)، قد ساءته التصريحات المنسوبة إلى الوزير، " وأضاف البيان قوله: إن " لإسرائيل والولايات المتحدة هدفًا مشتركًا هو حث خطى محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي يقودها الوزير كيري، ونحن نشكره على الجهود المبذولة لهذه الغاية."

ووفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة " الأخبار الجديدة" الإسرائيلية يوم 14 يناير الجاري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أن وزير الخارجية جون كيري، الذي جاء إلى إسرائيل وهو عاقد العزم ويتصرف من منطلق فكرة غير مفهومة مسيطرة عليه ويشعر بأنه المخلص المنتظر"، وأضاف: " الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخلصنا هو فوز كيري بجائزة نوبل ليتركنا وشأننا، وعندما تحدث موشي يعلون عن المهمة الدبلوماسية المكوكية التي قام بها جون كيري، خلال عشر زيارات للمنطقة في الأسابيع الماضية لمحاولة إقناع إسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على اقتراح بشأن القضايا الجوهرية للصراع بين إسرائيل الفلسطينيين، قال:" في الواقع، المفاوضات التي أجريت في الأشهر القليلة الماضية لم تكن بين إسرائيل وفلسطين، وإنما مفاوضات بين إسرائيل وأمريكا فقط."

وقوبلت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بغضب واستياء أمريكي، ووجهت وزارة الخارجية الأمريكية اللوم لإسرائيل ثلاث مرات في يوم واحد، وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكى: " إذا تأكدت صحة تصريحات وزير الدفاع (موشي يعلون) فستكون عدائية وغير لائقة، خاصة بالنظر إلى كل ما تفعله الولايات المتحدة لدعم احتياجات أمن إسرائيل."

ومن أجل إخماد نار الغضب التي أشعلها زير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة هي أكبر حليف لنا، وتجمعنا بها علاقة صداقة قائمة على أساس القيم المشتركة والالتزام بالديمقراطية والحرية، وحتى إذا كانت هناك خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإنها تتعلق بجوهر المسألة وليس لصفات شخصية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن إسرائيل لديها علاقة خاصة مع أمريكا، وهو ما يتضح من أحداث عديدة في الماضي.

وقالت وزيرة العدل وكبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني إلى الدفاع عن كيري وأثنت على ما وصفته بحرص كيري على مستقبل إسرائيل، والعلاقات الإسرائيلية الأمريكية مورد استراتيجي لإسرائيل وأمن إسرائيل على المحك.

تبرز الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هجوم وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في: أولًا، أعربت إسرائيل عن عدم رضاها عن " الأفكار" التي اقترحتها أمريكا في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وكان جون كيري قدم في وقت سابق من هذا الأشهر مقترحات حول اتفاق إطار المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل تتضمن رسم الحدود الكاملة بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل على حدود عام 1967، وأن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والأغوار، وتولي أمريكا توفير أمن الحدود الشرقية لإسرائيل، وغيرها من المقترحات الأخرى.

وتعتقد إسرائيل أن أمريكا فشلت في رعاية المصالح الأساسية لإسرائيل، وإسرائيل لن تقبل المقترح الأمريكي وتستمر في موقفها السلبي اتجاه محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

ثانيًا، الخلافات بين إسرائيل وأمريكا حول القضية النووية الإيرانية ليست هينة، وتوصل الدول الست وإيران إلى اتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية في أواخر العام الماضي في ظل الترويج الأمريكي النشط والفعال لأمريكا جعل إسرائيل تعتقد أن الاتفاق يعطي إيران حرية أكبر لتشكيل تهديد على أمن إسرائيل، وبالتالي، ألقى العديد من الإسرائيليين اللوم على أمريكا.

علقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم 15 يناير الحالي، أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون التي هاجم فيها وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، أثارت خلافًا مع الجانب الأمريكي الذي اعتبر التصريحات "مهينة"، و "غير لائقة".

وأضاف التعليق، أن كيري يعمل بنشاط وبدعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل الوصول لاتفاق بين الطرفين، وانتقاد إسرائيل لجون كيري يعني هجومًا مباشرًا على سياسة أوباما في الشرق الأوسط، ويعتقد التعليق أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بحاجة بعد الاعتذار للعثور على المزيد من سبل إصلاح العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

ويعتقد أستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان في إسرائيل مايك لاسكر ، أن هذا الحادث لن يسبب ضررًا للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، حيث أن أمريكا لديها مصالح كثيرة في الشرق الأوسط والأمن والاستقرار في المنطقة محط اهتمامها دائمًا، بالإضافة إلى ذلك فإن العلاقات الأمريكية ودول المشرق العربي ليست جيدة،وإسرائيل لا تزال حتى الآن حليف أمريكا الأكثر موثوقية في المنطقة، وفي نفس الوقت تواجه أمريكا الانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وأوباما والديمقراطيين بحاجة لتمويل ودعم من جماعات المصالح اليهودية الأمريكية، في حين أن هؤلاء لديهم تأثيرًا كبيرًا ليس فقط في أمريكا، بل علاقتهم وثيقة مع إسرائيل، وبناءً على ذلك، فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لن يطرأ عليها تغيرات عديدة.