رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أردني: نجاح القمة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية يصب في مصلحة الشعوب

قمة بغداد
قمة بغداد

قال الكاتب والباحث السياسي الأردني حمادة فراعنة إن نجاح القمة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية ومواصلة عملها يعود إلى خيار العواصم الثلاثة في البحث عما هو مطلوب في تلبية مصالح بلدانها وشعوبها، وتطلعاتها نحو التنسيق خدمة للمنافع المتبادلة، اعتماداً على ما يتوفر لكل منها من موارد واستثمار وآفاق للتطور باتجاه التكامل.

وأضاف فراعنة- في مقال بصحيفة (الدستور) الأردنية، اليوم الإثنين، بعنوان (قمة بغداد الثلاثية)- أنه للمرة الرابعة، تنجح القمة الثلاثية في عقد اجتماعها الدوري، وتنفيذ برامج عملها، تأكيداً لاستمراريتها والالتزام بما هو متفق عليه بين بغداد وعمان والقاهرة، قمتهم الأولى انعقدت في القاهرة يوم 23 مارس 2019، والثانية من نفس العام في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر 2019، والثالثة عٌقدت في عمان يوم 25 اغسطس 2020، وها هي رابعتها لدى العاصمة العراقية يوم 27 يونيو 2021، أي أن أطرافها تلتزم بالاجتماع الدوري، حسب الأجندة المعدة المتفق عليها.

وأوضح ان مظاهر الاهتمام في التكامل ظهرت في الجوانب المتعددة، عبر المشاريع العابرة للحدود التي تخدم الأطراف الثلاثة، فالعراق لديه إنتاج ومخزون نفطي كبير، ومصر لديها طاقة بشرية، ولدى الأردن الربط الجغرافي والقدرات الفنية، ويقف خط أنابيب نقل النفط من البصرة جنوب العراق إلى الأردن ومصر في طليعة المشاريع الاقتصادية التي تخدم الأطراف الثلاثة، كما يقع مشروع الربط الكهربائي الذي يؤكد تكامل الضروريات الحيوية، والاستفادة التكاملية من وإلى العواصم الثلاثة.

وأضاف أن طموح البلدان الثلاثة، لا تُمليه فقط الرغبة المستقبلية بل الواقع الاقتصادي الصعب، حصيلة عوامل سياسية قاهرة، فالعراق تعرض للدمار بسبب الغزو والحرب والإرهاب السياسي، والأردن يتعرض لصعوبات اقتصادية، ومصر لم تكن بعيدة التأثر عن العوامل المذكورة، ولذلك يقع التفاهم السياسي في مواجهة عوامل التدمير، والحصارات الاقتصادية، والمشاكل الإقليمية والمستعمرة الإسرائيلية.

وأوضح أن المشاريع الاستراتيجية كالربط الكهربائي، وأنبوب النفط، والسوق المفتوحة، وتبادل السلع والخدمات، ستفرض معطيات وحصيلة إنتاج تربط المصالح وخلق الفرص التراكمية العابرة للحدود، تفتح بوابات الأمل نحو الاستقرار وتنمية المنافع وحُسن الجوار، معربا عن تطلعه لنجاح هذا الخيار، وهو الوحيد الذي يُعيد التوازن في العلاقات العربية كي تكون متكافئة، إضافة لبناء علاقات حُسن الجوار مع البلدان الأخرى وشعوبها.

وأكد أن هذا اللقاء الثلاثي يوفر المظلة الداعمة للنضال الفلسطيني لاستعادة الحقوق المنهوبة في المساواة والاستقلال والعودة، وكبح جماح الاحتلال والتوسع الاستعماري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن القمة الثلاثية أضافت إلى ما قبلها، وأرضية ثابتة مستقرة يمكن البناء عليها إلى ما بعده.