نـ.تايمز: ائتلاف إقليمي بقيادة السعودية وتركيا للقضاء على هيمنة إيران

بعنوان " إسرائيل يجب أن تنتهز الفرصة"، أشارت صحيفة " THE NEW YORK TIMES " الأمريكية، أن تقدم إسرائيل نحو محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيساعد في إفشال طموحاتها النووية الإيرانية.

وأكدت أن هذه التطورات ستعمل على تحسين أمن إسرائيل، لكن كبار المسئولين في إسرائيل ليسوا مقتنعين حتى الآن، وأبرز ما يوضح ذلك انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لصفقة إيران التي وقعت في جنيف، وكان غضبه عن هذا الاتفاق له تأثيرًا سلبيًا على أحدث محادثات له مع وزير الخارجية "جون كيري" حول المحادثات الفلسطينية؛ وفقًا لتقارير الصحافة الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، أن إصرار "نتنياهو" في وصف إيران باعتبارها تهديدًا ودعوته لفرض عقوبات أكثر صرامة كان له بعض الآثار الإيجابية، فمع مرور الوقت، ساعد في نهاية المطاف بدفع إيران إلى المفاوضات، وكان رئيس الوزراء على حق عندما شكك في القيادة الإيرانية الجديدة، إيران لا زالت تطرح نفسها في المنطقة بوصفها مزيج خطير من التطرف الديني، وطموحات للهيمنة والتطلعات الإقليمية الإستراتيجية.

ولكن أخطأ نتنياهو في عدم فهم أن الطريق للتعامل مع طهران يمر عبر رام الله، وبدأ الوقت ينفذ، ليس فقط لوقف برنامج الأسلحة النووية الإيرانية ولكن أيضًا من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلاوة على ذلك، قال: إنه فشل في فهم أن الإبقاء على الوضع الراهن في القضية الفلسطينية يشكل عقبة رئيسية أمام التقدم في المسألة الإيرانية.

وأكدت الصحيفة، أنه يحتاج إلى الاعتراف بأن الشرق الأوسط يتغير بسرعة، وأن التغييرات فرص جديدة، واليوم يعد الشرق الأوسط عبارة عن فسيفساء معقدة من الاشتباكات: بين الحضارات وداخلها، وبين البراغماتية والتطرف، بين الإسلام السني والإسلام الشيعي.

علاوة على ذلك، تغيرت علاقة القوة بين القيادة والشارع العربي بشكل كبير، فالقادة أصبحوا أضعف، والشارع هو الذي يملي الآن العديد من القرارات السياسية.

وفي هذا الصدد، علقت الصحيفة، أن الدول السنية في الشرق الأوسط والخليج قلقون من إيران والسعي للهيمنة الشيعية، ومن الإرهاب والتطرف السياسي ومن إدخال الأسلحة النووية من قبل أي دولة أو حركة تسعى للهيمنة الإقليمية.

هذه المخاوف المشتركة على نطاق واسع خلقت فرصة لتشكيل ائتلاف إقليمي بقيادة المملكة العربية السعودية وتركيا وبالتنسيق ضمنًا مع الولايات المتحدة.

مثل هذه الشراكة واقعية يمكن مواجهة إيران، ومنع محور إيران وسوريا وحزب الله من تشكيل مستقبل سوريا واستعادة نفوذ أمريكا في المنطقة، ويمكن لدول الخليج والأردن أيضًا أن تكون جزءًا من هذا التحالف، ومن المحتمل انضمام مصر للتحالف، أو على الأقل عدم معارضته.

وقالت الصحيفة، أن على الرغم من أن القضية الفلسطينية تبدو هامشية بالمقارنة مع نضالات أخرى في الشرق الأوسط، لا يزال تُعتبر من قبل العرب نقطة التظلم الرئيسية ضد الغرب، والسبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن التقدم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو عدم وجوده وينظر إليه على أنه مقياس للقوة الأميركية في الشارع.

وحذرت الصحيفة من تعثر المحادثات، لأنه سيعمل على وجود حاجة ماسة لإيجاد طريقة أخرى لإظهار تقدم ملموس على المسار الإسرائيلي الفلسطيني من خلال وسائل أخرى، في حين أن يمهد الطريق للتوصل إلى حل الدولتين في المستقبل.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت الصحيفة، أن الرئيس أوباما يدرك العلاقة بين القضيتين الفلسطينية و الإيرانية، لهذا السبب أعلن في خطاب له الأمم المتحدة في، سبتمبر، أن" الجهود الدبلوماسية الأمريكية ستركز على قضيتين: سعي إيران للسلاح النووي و الصراع العربي الإسرائيلي. مشددة على أن كل من هذه القضايا يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل.

المصدر:

http://www.nytimes.com/2014/01/02/opinion/israel-must-seize-the-day.html?hpw&rref=opinion&_r=0