رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تضارب ومخاوف».. انقسام في أمريكا بشأن خروج القوات من أفغانستان

جو بايدن الرئيس الأمريكي
جو بايدن الرئيس الأمريكي

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الرابع عشر من أبريل 2021 خروج الولايات المتحدة رسميا من أفغانستان وكذلك قوات حلف الناتو بدءا من أول مايو المقبل حتى سبتمبر 2021، مؤكدا أنه حان الوقت لانهاء أطول حرب أمريكية بالخارج وسط تضارب داخل واشنطن بين مؤيد ومعارض للخروج من كابول وعودة حركة طالبان للسيطرة مجددا.

المخابرات الأمريكية تخشى الخروج من أفغانستان

 

اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بتراجع قدرة الولايات المتحدة على جمع معلومات عن التهديدات المحتملة والتصرف حيالها عند سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.

واعتبر وليام بيرنز مدير الوكالة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أن هناك خطراً كبيراً بمجرد سحب الجيش الأمريكي وجيوش حالف الناتو قواتها، ولهذا قررت الولايات المتحدة الاحتفاظ بمجموعة من القدرات.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، كشف في تقرير لها عن أن وكالات المخابرات الأمريكية حذرت إدارة  الرئيس جو بايدن من احتمالية اجتياح حركة طالبان لمعظم أفغانستان خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، إذا انسحبت واشنطن قبل توصل الأطراف إلى اتفاق لتقاسم السلطة.

وأكد مسؤولون للصحيفة أن عدم التوصل لاتفاق تقاسم السلطة قد يفتح الأبواب أمام تنظيم القاعدة الإرهابي للعودة إلى أفغانستان وتعزيز قوته وحضوره.

«نيويورك تايمز» كشفت عن تقرير استخباراتي سري صدر العام الماضي جعل الرئيس السابق دونالد ترامب يتراجع عن الانسحاب رغم أنه ضغط من أجل انسحاب جميع القوات الأمريكية حتى قبل وضع شروط اتفاق السلام ومع ذلك قام بايدن بإعلان الانسحاب رغم عدم التوصل لاتفاق بين طالبان وباقي الأطراف في أفغانستان.

وشكك كبار المسؤولين في إدارة بايدن في أي تنبؤ استخباراتي بعودة ظهور تنظيم القاعدة أو داعش بذريعة أن قادة طالبان لا يزالون يعارضون تنظيم داعش في أفغانستان وأن القاعدة الذي لا يتمتع بأي تواجد حالي في هذا البلد.

 

الدفاع الأمريكية حائرة بين المصلحة وبين قرار بايدن

 

أثار عدم إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن المسار الذي يفضله بشأن أفغانستان، الشكوك حلو صحة الانسحاب، ليستغل بعض مسؤولي الوزارة الأمر ويشككون بقرار بايدن، لأنهم يعتقدون بوجوب استمرار القوات الأمريكية لفترة أطو حتى لا تستولي حركة طالبان على البلاد مجددا.

قادة عسكريون أكدوا أن أي موعد محدد لسحب القوات المتبقية في أفغانستان، مصيره الفشل وسيؤدي لخسارة ما تحقق حتى الآن من مكاسب، مطالبين بالحفاظ على الوجود الأمريكي لفترة كافية لفرض اتفاق دائم بين طالبان والحكومة الأفغانية.

وحذر المسؤولون العسكريون من أن الانسحاب سيؤدي الى عودة الولايات المتحدة مجددا إلى أفغانستان.

صحيفة «وول ستريت جورنال» أكدت هي الأخرى أن قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال كينيث ماكينزي، ورئيس هيئة الأركان، الجنرال مارك ميلي، وقائد مهمة الناتو في أفغانستان، أوستن سكوت ميللر، طالبوا بإبقاء 2500 جندي في أفغانستان، مع بذل جهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام.

الصحيفة أكدت أيضا أن وزير الدفاع، لويد أوستن عارض سحب القوات الأمريكية وحذر بايدن من أن انسحاب جميع القوات سيحرم أفغانستان من أي استقرار.

 

إدارة بايدن تصر على الانسحاب من أفغانستان

أعلن جو بايدن الأسبوع الماضي رسميا من أفغانستان بدءا من أول مايو المقبل وحتى سبتمبر 2021، مؤكدا أنه حان الوقت لانهاء أطول حرب أمريكية بالخارج،  مشددا على أنه لا يمكن لادارته مواصلة دورة تمديد أو توسيع وجود الولايات المتحدة العسكري في أفغانستان.

 

وزارة الخارجية تتمسك بالخروج من أفغانستان

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الوقت حان لسحب القوات من أفغانستان، وستعمل الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لتأمين انسحاب "منسق" من هذا البلد.

بلينكن أكد أيضا أن سحب القوات ينسجم مع هدف إدارة جو بايدن المتمثل في تركيز الموارد على تحديات مثل الصين وكورونا.