رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نيويورك تايمز»: الاحتجاجات العمالية في ميانمار تقوض مسعى الاستيلاء على السلطة

الاحتجاجات العمالية
الاحتجاجات العمالية في ميانمار

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاثنين، أنه بعد أسبوعين من إطاحة جيش ميانمار بالحكومة المنتخبة، يقوض إضراب العمال محاولة الاستيلاء على السلطة.

ودعا قادة الاستيلاء على السلطة مئات الآلاف من موظفي الحكومة - الأطباء وجامعي القمامة وعمال الكهرباء - إلى تنحية "مشاعرهم" جانبًا والتخلي عن احتجاجاتهم ضد الجيش والعودة إلى العمل، لكن رغم نشر الجيش عربات مُدرعة في الشوارع الليلة الماضية لاستعراض قوته، أظهر العمال القليل من الاهتمام بالعودة إلى وظائفهم اليوم الإثنين.

وذكرت الصحيفة أن الإضرابات ملحوظة بشكل خاص بين موظفي الحكومة، بما في ذلك في الوزارة التي توفر الكهرباء على مستوى البلاد، ومكاتب الضرائب وهيئة الإدارة العامة، التي تشرف على مجموعة واسعة من الخدمات العامة والوظائف الحكومية.

وقال الطبيب كياو زين، وهو جراح قاد واحدا من أول الإضرابات العمالية في البلاد في مستشفى ماندالاي الحكومي "لا توجد طريقة يمكننا من خلالها العمل في ظل نظام ديكتاتوري.. أنا متأكد من أنه يمكننا إسقاط النظام".

وقالت الصحيفة إن حركة العصيان المدني تحظى بدعم واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد وتستهدف المصالح التجارية الواسعة للجيش والوظائف الحكومية الأساسية للحكم العسكري، فضلًا عن اشتمالها على مظاهرات في الشوارع وطقوس مسائية جديدة صاخبة تتمثل في قرع الأواني والمقالي.

وذكرت الصحيفة أن هذا التدفق الهائل للدعم مثير للإعجاب نظرًا للتاريخ الوحشي للجيش في إطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عامي 1988 و2007، وقدر أحد الخبراء في نظام الخدمة المدنية الحكومية أن البلاد بها حوالي مليون موظف مدني وأن حوالي ثلاثة أرباعهم أضربوا عن العمل.

وظهر صباح الاثنين جنود الجيش في شوارع يانجون، أكبر مدينة في ميانمار، وفي ماندالاي بدلًا من ضباط الشرطة في المواقع البارزة، بما في ذلك بالقرب من مقر البنك المركزي في يانجون.

ونشر الجيش خلال الليل عربات مدرعة في وسط مدينة يانجون لتخويف المحتجين على ما يبدو، وبدلًا من ذلك، وضع الناس لافتات على المركبات تحمل شعارات مثل "لا نريد حكومة عسكرية" والتقطوا صورًا جماعية معها.

وقالت نيويورك تايمز إنه لمنع الشرطة من الوصول إلى أحد مواقع الاحتجاج اليوم الاثنين، أوقف سائقو السيارات سياراتهم في الشارع ورفعوا أغطية المحركات كما لو كانوا يشيرون إلى وجود مشاكل في المحركات، مما تسبب في ازدحام مروري.

وأصدر الجنرال مين أونج هلاينج، دعوة لموظفي الحكومة للعودة إلى العمل الأسبوع الماضي، قائلًا إنهم قد تم تحريضهم من قبل "أشخاص عديمي الضمير".

وقال الطبيب كياو زين "لن نعود إلى العمل أبدًا حتى يتنحى.. ليس لديه الحق في أن يطلب منا الحضور إلى العمل، لأنه لا أحد يعترف به كقائد. يجب أن يتنحى. يجب أن يكون هذا هو الانقلاب الأخير في ميانمار. سنقاتل من أجل ذلك".

وبدأ سكان يانجون في نقل نفايات منازلهم إلى صناديق القمامة في الأحياء بأنفسهم بعد أن أوقف جمع القمامة من المنزل إضراب جامعي القمامة.

وبدأ المستهلكون في مقاطعة الشركات المملوكة للجيش، بما في ذلك بيرة "ميانمار بير" التي كانت ذات شعبية كبيرة وسلسلة من متاجر الذهب والمجوهرات التي يملكها عضو في مجلس إدارة الدولة وهي الهيئة الحاكمة الجديدة للجيش.

وفي وزارة الكهرباء والطاقة، انضم حوالي 60 في المائة من الموظفين إلى الحركة وأضربوا عن العمل. وذكرت نيويورك تايمز أن عددًا كبيرًا من الموظفين يقرأون العدادات، وإذا لم يؤدوا وظائفهم، فلن تتمكن الوزارة من إرسال الفواتير.

وتمركز بعض موظفي الوزارة الذين توقفوا عن العمل في مكاتبهم ليلًا لمنع السلطات من قطع التيار الكهربائي قبل القيام بمداهمات واعتقالات ليلية.

وذكرت نيويورك تايمز أن موظفين بالوزارة شجعوا العملاء على عدم دفع فواتيرهم، مشيرين إلى أن الوزارة لا تستطيع قانونًا قطع الكهرباء عنهم ما لم يتوقفوا عن الدفع لمدة ثلاثة أشهر.

وقالت الصحيفة إن العديد من الموظفين في البنوك الخاصة أضربوا عن العمل على أمل تركيع النظام من خلال إعاقة المعاملات وإبطاء الاقتصاد.