رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على مسلسل الخيال العلمي الذي سبق «ما وراء الطبيعة»

ما وراء الطبيعة
ما وراء الطبيعة

لا يعتبر مسلسل ما وراء الطبيعة الذي بدأ عرضه منذ أيام٬ العمل الدرامي التليفزيوني الأول الذي يتناول أجواء إغرائية فانتازيا٬ فقبل 37 عاما في سنة 1983 عرض التليفزيون المصري "نهاية العالم ليست غدا" للمخرجة علوية زكي ومن بطولة حسن عابدين والعظيم الجبار توفيق الدقن في دور الدرديري أبو الفرج٬ وعبد الرحمن أبو زهرة. المسلسل قصة وسيناريو وحوار يسري الجندي.

وتعد فكرة المسلسل رائدة في تناول الشكل الخيالي أو الفنتازي في الدراما التلفزيونية٬ قدمته مخرجته علوية زكي بلا ضجيج ولم تسبقه ببيان أو كتالوج شامل مانع يضم تعليمات مشاهدته كذلك الذي أصدره المخرج عمرو سلامة قبل عرض مسلسله ما وراء الطبيعة٬ والذي كشف المهندس هاني عمارة أخطاء فادحة لا تمر على المبتدئين في فنيات العمل ومنها الديكور في حلقاته الأولي فقط.

المدهش في فكرة مسلسل نهاية العالم ليست غدا٬ تناولها لوجود كائنات غير الإنسان في الكون٬ ووجود حياة أصلا بعيدا عن الأرض٬ أو ما اصطلح على تسميتهم بــ"الكائنات الفضائية"٬ هذه التيمة في أفلام الخيال العلمي والتي تعتبر حكرا على هوليوود٬ أي أن موضوع وجود كائنات من عوالم أخري٬ وعندما تتواصل مع البشر يكون مع الأمريكان فقط وهوليوود حصريا٬ لكن "يسري الجندي" كسر هذا الاحتكار٬ وتقريبا كان من أوائل الناس التي تكلمت عن تصنيع أو إحداث كوارث صناعية٬ سواء زلازل أو براكين أو إختلالات في المناخ عموما وهو ما سوف يشهده العالم حقيقة في أقل من عقد من الزمن٬ ظاهرة الاحتباس الحراري نموذجا.

نأتي لشخصية العالم في المسلسل الدكتور الدرديري أبو الفرج، كان يتحدث طوال الوقت عن عالم الشمال الذي ليس لديه أي مانع أو تردد في إبادة عالم الجنوب بأكمله٬ أو حتي نصفه على أقل تقدير ليستمر عالم الرفاة الذي يعيشه.

وتناول المسلسل أيضا فكرة الإحتلال الناعم بشتي أقنعته بعد أن رحل الإستعمار العسكري الكلاسيكي٬ وإن الإنجليز وغيرهم رجعوا ثانية للبلدان الذين أجلوا عنها عسكريا٬ في صورة احتلال اقتصادي في من خلال الشركات العابرة للجنسيات والقوميات٬ وهذا الذي سنسخر منه لاحقا ونحن نردد طرفة "المجلس الأعلي للعالم".

لكن من قرأ رواية "شرف" لصنع الله إبراهيم والتوثيق المعرفي فيها٬ سيعرف أنها ليست مزحة بل هي كواليس من يملكون إدارة العالم.
وحتي من يقرأ ما كتبه باحثين وكتاب غربيين٬ كما في كتاب "صناعة الجوع" علي سبيل المثال سيجد ما طرحه المسلسل عن السيطرة علي مقدرات البشر من خلال عدة أفراد وشركات اقتصادية عابرة للحكومات والدول.

ومن أهم النقاط التي أثارها المسلسل فكرة التخلص من الزيادة السكانية للعالم مع ثبات الموارد الطبيعية٬ وتقلصها بمرور الوقت٬ وهو طرحته مراكز بحثية ومنظرين اجتماع واقتصاد وسياسة٬ تسرب في أفلام سينمائية٬ منها: World War Z ٬ Outbreak ٬ Contagion ٬ وما يجمع الأفلام الثلاث أنها تتناول تعمد تخليق جراثيم وفيروسات فتاكة جاهزة للإطلاق في أية لحظة تبعا لمصالح عالم الشمال٬ وهو ما قاله وطرحه بشكل مباشرة وبدون مواربة٬ فيلم توم هانكس "Inferno" وتردد بقوة على خلفية وباء كورونا.

أما مسلسل "ما وراء الطبيعة" والمأخوذ عن سلسلة تحمل ذات العنوان بدأ الكاتب أحمد خالد توفيق في نشرها منذ العام 1993، وكان بطلها الدكتور رفعت إسماعيل٬ أستاذ أمراض الدم والذي يخوض في كل رواية مغامرة يمتزج فيها الرعب بالأجواء الفنتازية٬ وعوالم الماورائيات والتي كان أبرزها دكتور "لوسيفر".

وقبل بدء عرض المسلسل إنتاج محمد حفظي وشركة نتفليكس وبطولة أحمد أمين٬ نشر مخرجه عمرو سلامة عبر حسابه بفيس بوك تعليمات وقواعد يجب على من يشاهد المسلسل أن يتبعها٬ والتي أثارت موجة من السخرية والتهكمات حولها٬ حتي أن الفنان محمد هنيدي نشر عبر حسابه على الإنستجرام مداعبا عمرو قائلا: "سوري علي الفيشار" في إشارة إلى إحدي القواعد التي ذكرها سلامة وهي عدم تناول الطعام أثناء متابعة المسلسل.