رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أيام الحساب".. ما الدروس التى تعلمها قادة إسرائيل من حرب أكتوبر 1973؟

 قادة إسرائيل
قادة إسرائيل

لم ينس السياسيون وقادة الجيش الإٍسرائيلي حتى اليوم مشاهد حرب أكتوبر، فما زال الضباط الذين وصلوا إلى مدخل مدينة السويس يتذكرون "جحيم المعارك يومها"، فقال أحد اللواءات لصحيفة إسرائيل اليوم: كنت شاهدا على كل الصدمات العظيمة التي كانت في الحرب.

مضيفًا: "اليوم أتحدث في كل مكان عن أهمية الاستعداد للأسوأ، في أي مجال. في كل مكان أذهب أقول إن الحرب أصابتني بصدمة لم تتركني، وأنها علمتني أيضًا. أفضل مدرسة بالنسبة لي كانت الحرب".

بينما يرى المدير السابق لمركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط "آيال زيسر" في مقال سابق له بجريدة إسرائيل اليوم أن حرب "يوم الغفران" لم تنته في اللحظة التي اندلعت فيها، فهي تركت آثارها في إسرائيل حتى اليوم.

مضيفًا:"أن الحرب تركت جروحًا لدى القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل والمخابرات الإسرائيلية، التي لم تكن تتوقع حربًا ولم تعد الجيش الإسرائيلي لها، وكلفتنا ثلاثة آلاف قتيل و7 آلاف جريح آخر".

أشار "زيسر" إلى أن هذه الحرب هي لحظة حاسمة في حياة الكثير من الإسرائيليين، ولكن من الضروري تذكرها وتذكير الجيل الأصغر بأن قصة حرب يوم الغفران لم تنته في اللحظة التي اندلعت فيها، فيما أن حروبًا قليلة في إسرائيل تركت هذا الأثر.
وأوضح "زيسر" أن للحرب أهمية استراتيجية وهي الوصول إلى معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية، ومن المشكوك فيه ما إذا كان مثل هذا الاتفاق كان قد يتم بدون الحرب.

حتى الهدوء في هضبة الجولان لأكثر من أربعة عقود وأكثر، بما في ذلك ضبط النفس الذي أبدته دمشق كان بسبب الحرب أيضًا.

فيما رأى الكاتب "ران بارتز" في مقاله بموقع "ميدا" أن قائد القوات الجوية خلال حرب يوم الغفران هو الميجور جنرال بيني بيليد، كانت له رؤية مختلفة للحرب عكس نظرائه من زملائه نشرها في كتابه "أيام الحساب" والتي نقل أجزاء منه "بارتز".

رأى "بيليد" في كتابه أن القوة الجوية، حتى في دورها كقوة مساعدة للقوات البرية، يجب ألا تعتمد على القوات البرية لتعريفات مهمتها، بيد أن هذا المفهوم كان مدمرًا لقدرات وإمكانيات سلاح الجو في الحرب، فكان عدم الكفاءة أكبر من المتوقع، وكان الإحباط الناتج أكبر.

وأوضح "بيليد" في كتابه أن جزءا كبيرا من الفشل في حرب يوم الغفران– كما يسميها الإسرائيليون- كان بسبب حرب الاستنزاف وما تركته من أثر على الجنود، بيد أن إسرائيل تعاملت في هذه الفترة بالضربات الصغيرة فقط، مما أوجد جوًا من التعامل مع الأشياء الصغيرة، كان هذا هو "الإطار القيمي" الذي فرض نمطا معينا على الجيش الإسرائيلي والحكومة، بيد أن الجيش أصبح يتقن فقط العمليات الصغيرة.