رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات المقاهي والشيشة بين جمال الغيطاني والأدباء

الراحل جمال الغيطاني
الراحل جمال الغيطاني

"أعرف مقهى الفيشاوي منذ الصغر، حيث كان والدي حريصا على احتساء الشاي عقب صلاة كل جمعة بهذا المقهى، الذي كان يجتمع فيه مع أصدقائه وبلدياتنا من مركز جهينة، وكانت المقاهي نقطة التقاء للأصدقاء والمغتربين"، هكذا حكى الأديب الراحل جمال الغيطاني عن بداية تردده على المقاهي وعلاقاته بالأدباء التي تكونت من خلال تردده عليها، بالإضافة إلى بداية تناوله للـ"الشيشة"، وذلك في حواره لجريدة "الأهالي"2001.

وقال الأديب الراحل، أن ذروة علاقته بالمقهى كانت فترة الستينات، حيث كان يلتقي مساء كل يوم بالأدباء، أمل دنقل، عبد الوهاب مطاوع، عبد الفتاح البارودي، بالإضافة إلى ممثلي المسرح والفنانين الذين كانوا يترددون على المقاهي.
وحكى الأديب جمال الغيطاني عن الشخصيات التي ارتبطت به وبالمقهى ومنهم "عم إبراهيم"، قال:"كان رجلا ضريرا يتاجر في الكتب، وكان سريع النكتة، في ليالي الثلاثينات، يجلس إليه عدد من رواد المقهى يتبادلون معه هذا الشكل الفكاهي من الحوار المعروف باسم "القافية"، وكان يرد عليهم جميعا ويهزمهم".

ولفت "الغيطاني" إلى أن نجيب محفوظ ومحمد عودة كانوا من أكبر رواد المقاهي في مصر، وكانوا سببا في ارتباطه بها، وكانت بعض الليالي تصل إلى وجود أكثر من 40 كاتبا وصحفيا وفنانا، فقد كانت فترة ثرية من حيث الانتاج والابداع، قال:"كان الأدباء يسهرون على المقهى، وكانت الشيشة لها دور في زيادة التركيز والتأمل واستحضار الأفكار، لكني توقفت عن تناولها عام 1996، وتوقفت عن الذهاب للمقهى، وواظبت على التمشية الأسبوعية في ربوع القاهرة القديمة، من القلعة لميدان الجيش، لاستعادة الذكريات القديمة وإشباعا للأيام الفائتة".