رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«في فلك البيوت».. حكاية أميرة مع تجربة النشر المستقل

حكاية أميرة
حكاية أميرة

"أشعر بالتورط وأنا أعي إجراءات التنفيذ شيئا فشيء، هناك تصميم فني، وتنسيقات، وترتيبات تخص الطباعة، اختيارات دقيقة تتعلق بالشكل وليس فقط المحتوى من كتابة وتحرير، تفاصيل كثيرة تشبه الموج حين يغمر الهواة الواقفين على الشاطئ... أنا في موقع يتطلب مني بناء هوية بصرية كاملة، تتكون مع كل تفصيلة بسيطة لم يسبق لي أن فكرت في أن وجودها يستلزم من مجموعة أشخاص بذل كل هذا الوقت والجهد وقدرا كبيرا من الإبداع، لست بصدد توثيق اكتشافاتي وأنا أخوض تجربة صناعة كتاب بشكلٍ ذاتي، إنها مجرد لمحات تعريفية لطريقة الإنتاج، حتى يوضع هذا العمل في إطار الكيفية التي شكلتهُ"

كلمات بسيطة بدأت بها أميرة موسىى ذات الـ 25 عامًا خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة في سرد قصة "في فلك البيوت" ابنها الصغير الذي قبضت على يده حتى خرج إلى النور في غلافه البرتقالي الذي تطل منه بيوت إحدى مناطق القاهرة الكبرى، ليظهر التنوع في أشكال البيوت ويترك للقاريء مساحة تخيل المشاهد.

الاستقلالية والتفاعلية، مبدآن سعت أميرة خلال رحلتها توطيدهما، لتكون من أصغر الكاتبات المستقلات في مصر، حيث أوضحت خلال حوارها مع "الدستور" أن كتابها خلق من تراكمات كثيرة، وساعدها في خروجه بهذا الشكل هو خبرتها في السرد القصصي للأحداث،؛ نتاج عملها في الصحافة لفترة.

لا تنكر موسى دخولها في دوامة الكتاب الذين لا يستطيعون أحيانًا الكتابة لشهور عديدة، والتفكير في تفاصيل بسيطة جدًا بشكل دقيق، قالت إنها تعلمت تجربة النشر الذاتي من برنامج "لقاء مؤقت" تعليمي يخدم هذه الفكرة التي حاولت تطبيقها في فلك البيوت.

اختارت أن يكون إنتاجها لكتاب بعد شغفها في ذلك، فقررت أن تقدمه من خلال حدوث بعض الأشياء العامة والشخصية لها، حيث أنه لفت نظرها ناحية المنازل التي تظل تشغلها، قائلة "لم أستطيع الحصول عليها في البداية، ثم كتبت وجمعت تصوراتي حول الفكرة، ولكن لم تكن الكتابة غريبة بالنسبة لي"، حيث ترى أنه لم يكن مهما أن تخرج بكتاب ولكن أن تنتجه بشكل مستقل بالرغم من صغر عمرها.

من المعتاد عند كتابة رواية أو كتاب، أن يذهب صاحبه لدار نشر ويتفق معها، ثم تقوم بأدوار كثيرة من مصمم للغلاف ومخرج فني، مدقق لغوي، مصحح، مهندل، وهكذا، ولكن هي غيرتها بفكرة عملية النشر المستقل، وقامت بكل ذلك وحدها وهو ما ميزها عن غيرها

واجهت صعوبة في بادئ الأمر، ولكن استمرت في عملها بالرغم من كل الأشياء المعرقلة التي تعرضت لها، كما أكدت أن كتابها يختلف بكونه غير تقليدي، حيث اختلف كتاب فلك البيوت في قدرته على التفاعل مع القراء.

وحاولت أيضا أن تختلف بإسهام الأشخاص في كتابها من خلال تركها لصفحتين فارغتين بعد كل قصة وبها سؤال أو جملة غير مكتملة، يكتب ما يشاء أو يرسم قائلة "تركت إيميلي في آخر الكتاب لقدرة القراء على مشاركتها في كل شيء".

كما أنها راعت أن تجمع في لغة الخطاب بين الرجال والنساء، كما أنها ركزت على أن يكون بالكتاب رؤية بصرية، من خلال وضع صور من تصويرها، فكان هدفها عدم طرح خطاب تقليدي.

محتوى الكتاب يتناول البيوت، "المفاهيم اللي كل واحد مننا بيعرف على أساسها البيت؟ إيه اللي بيعنيه البيت للغريب، للمُهاجِر، ابن المدينة، القرية، في الصعيد؟ إزاي بتختلف القيم المرتبطة به باختلاف مواقع البشر، ستات رجالة، مُحتلين مُحتلون"، فيما أنها تظن إن ذلك الأمر يجعل هذا مهما في ظل الانتهاء من أشهر الحجر التي تم قضائها في المنزل، كما يعتبر خطاب بديل يخلص من الخطابات والتابلوهات التقليدية عن المنازل.

وصفت تجربتها بشكل كامل بالمختلفة والغير تقليدية، حيث أنها غيرت فكرة النوستالجيا كليا، فترى أن الأشخاص يروون بوجهات نظر مختلفة، إضافة إلى أنها تطرح أفكارا مختلفة يمكن عن طريقها فتح طرق بالعقل، وذلك بعد الخروج من أشهر أزمة كورونا بكل شيء بها.