«السراج» يخطط لتشكيل «حرس وطني» من الميليشيات

كشفت صحيفة أراب ويكلي البريطانية عن تفاصيل اللقاء الذي جمع ما بين مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من وزارة الداخلية الليبية في حكومة السراج، وتحديدا وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي بشاغة، وعدد من المسؤولين الأمنيين، ومن الجانب الأمريكي هنري ووستر، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المغرب العربي ومصر، وميغيل كوريا، الضابط الأول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي وستيفن دي ميليانو من القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم).

وقالت الصحيفة البريطانية، إن الاجتماع الذي عقد عن طريق الفيديو خلص إلى دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للسراج على ضرورة تفكيك الميليشيات وفرض عقوبات دولية على الجماعات المسلحة التي تعمل ضد استقرار الوضع في ليبيا بشكل عام.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن الإخوان المسلمون في ليبيا يخططون للتحايل على المطالب الأمريكية والدولية بحل الميليشيات التابعة لها، من خلال اقتراح الوفاق بانشاء ما يسمى قوة "الحرس الوطني" وتسويقه على نطاق واسع، في مناورة تهدف إلى شراء وقت إضافي في مواجهة الضغوط المتزايدة.

وكانت تقارير استخبارية فرنسية قد كشفت في وقت سابق، أن شركة الاستشارات الدفاعية التركية سادات، التي يديرها العميد المتقاعد عدنان تانريفيردي، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقعت مؤخرًا اتفاقية مع شركة أمنية يديرها فوزي بوكاتيف، وهو أحد رجال الإخوان في ليبيا.

وتعود فكرة إنشاء "الحرس الوطني" إلى مايو 2016، عندما أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن قيامه بإنشاء مثل هذه الهيئة تحت إشراف السراج، وستكون مهمة فيلق الحرس "تأمين المقر الرئاسي والسيادي في الدولة، بالإضافة إلى تأمين وحراسة الأهداف الحيوية في البلاد، بما في ذلك نقاط الدخول البرية والبحرية والجوية.

ونص القرار في ذلك الوقت على أن يقود هذا الفيلق الجديد ضابط كبير بالجيش برتبة عقيد على الأقل، وكشفت الصحيفة البريطانية عن أن حكومة السراج تدرس بجدية انشاء هيئة الحرس الوطني تحت قيادة خالد الشريف، المعروف باسم أبو حازم، وهو القائد العسكري للجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، وهو مؤيدًا شرسًا لحكومة السراج، كما ظهر الشريف مؤخرا على قناة تلفزيونية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين ودافع عن موقف حكومة السراج، وقال: إن "حكومة الوفاق الوطني عازمة على تحرير واستعادة السيادة الليبية على جميع الأراضي الليبية"، في إشارة إلى مدينة سرت، وكشفت تقارير إعلامية ليبية أن الشريف، المقيم حاليًا في مدينة إسطنبول التركية، قام بزيارة سرية للعاصمة طرابلس الأسبوع الماضي مع عدد من ضباط العمليات الأتراك، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع الشخصيات القيادية في المدينة في محاولة لإحياء فكرة تشكيل "حرس وطني" مستقل عن المؤسسات الأمنية والعسكرية.