رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إياد نصار: استعنت بفيلم «عودة مواطن» لتجسيد شخصيتى.. وغير مقتنع بـ«المنافسة الرمضانية»

إياد نصار
إياد نصار

كشف النجم إياد نصار عن استعانته بفيلم «عودة مواطن» للمخرج محمد خان للتعرف على طبيعة الحياة فى فترة الثمانينيات، التى تدور حولها فكرة مسلسله الرمضانى الذى يعرض حاليًا «ليالينا ٨٠».

وقال «نصار»، فى حواره مع «الدستور»، إن المسلسل يركز على الظواهر الاجتماعية التى شهدتها هذه الفترة بصورة أكبر من الاهتمام بالأحداث السياسية آنذاك، خاصة فيما يتعلق بالتغيرات الكبيرة التى لحقت بالطبقة الوسطى.

وتحدث الفنان الأردنى عن تصوراته للمنافسة الرمضانية هذا العام، وتجربة مشاركته كضيف شرف فى فيلم «الاختيار» الذى يجسد حياة الشهيد أحمد منسى، الذى استُشهد فى عملية «كمين البرث» فى شمال سيناء.

■ ما الذى شجعك على خوض تجربة «ليالينا ٨٠»؟
- «ليالينا ٨٠» يتناول فترة مهمة فى تاريخنا المعاصر هى فترة الثمانينيات، وعلى المستوى الشخصى شغوف جدًا بالفترات الزمنية الفارقة فى تاريخنا، وأحب نوعية الأعمال الفنية التى تركز عليها، وقدمتها أكثر من مرة.
ويركز المسلسل بصفة خاصة على الطبقة الوسطى، وما كانت تتصف به من عادات وتقاليد أصيلة نفتقدها فى زمننا الحالى، وذلك من خلال تسليط الضوء على شخصيات مرتبطة بتلك الطبقة، ولها تأثيرها فى المجتمع، وأخرى تخوض صراعًا خلال الأحداث، وتسعى للوصول إلى القمة والحصول على المال بأى طريقة.
ويقدم العمل نظرة مختلفة للحياة فى فترة الثمانينيات، بكل ما تحتويه من تغيرات وتأثيرات وعوامل محيطة، وتتمحور فكرته الرئيسية حول «الحنين إلى الماضى»، والصراع الذى يدور داخل الإنسان بين رفضه التطور ورغبته فى العودة لحياته القديمة.
كل ذلك دفعنى للموافقة على المشاركة فى المسلسل، وحمّسنى لتقديمه بأفضل صورة ممكنة، وجعلنى متفائلًا بنجاحه وتحقيقه صدى كبيرًا بين الجمهور، وذلك على الرغم من تلقى أكثر من مشروع درامى رمضانى قبل الاستقرار عليه فى النهاية.
■ ألم تتخوف من تقديم الفكرة نهائيًا؟
- عندما عرضت علىّ تجربة «ليالينا ٨٠» وافقت على الفور، وشعرت بأن هذا المشروع هو الذى أتمنى تقديمه، بسبب بساطة الطرح والأفكار التى يحملها، وعشقى- كما ذكرت سلفًا- لكل الأعمال التى تتناول فترات زمنية قديمة.
لذلك لم أتخوف من تقديم الفكرة نهائيًا، رغم علمى وجميع صنّاع العمل بأنه سيتكلف إنتاجيًا بشكل كبير، وسيكون مرهقًا لجميع المشاركين فيه، وسيشهد صعوبات كبيرة فى تجسيد تفاصيل حياة فترة الثمانينيات من ملابس وديكورات وطريقة الحديث وغيرها من التفاصيل، وهى أمور صعبة ومرهقة فكريًا للغاية، خاصة مع حرصنا على تقديم إضافات كثيرة تم ابتكارها خصيصًا للمسلسل، ومع ذلك تظهر وكأنها من صلب الأحداث وليست مصنوعة.
■ وماذا عن الشخصية التى تجسدها ضمن أحداث المسلسل؟
- أجسد دور شخص يعود إلى وطنه بعد رحلة عمل فى الخارج، جمع خلالها الكثير من الأموال، ثم أراد العودة إلى بلده بعد سنوات طويلة لبدء حياة جديدة، وهى شخصية عادية كانت سائدة فى فترة الثمانينيات بكثرة، وجميعنا رأيناها فى فترة ما فى حياتنا، وسط الأسرة أو الأصدقاء أو داخل المجتمع بشكل عام.
وهذه الشخصية تُجسد الواقع الذى كان سائدًا خلال هذه الفترة، ومن خلال التطورات والمواقف التى تشهدها خلال الأحداث، نسلط الضوء بشكل واضح على أفكار ومآسى الطبقة الوسطى، وكيف كانت غالبية المنتمين لها يحرصون على السفر للعمل فى الخارج، للرغبة فى الارتقاء بمستوى معيشتهم، والوصول بهم وبأسرهم إلى تحقيق «الأمان الاقتصادى».
ومن خلال تلك الشخصية وآخرين فى أحداث المسلسل نستعرض كيف كانت الطبقة الوسطى هى «رمانة الميزان» فى المجتمع، من حيث مراقبة الطبقة العليا عن كثب، وتوعية الطبقات الأدنى والفقيرة بالقيم المثلى التى تمتلكها، وكيف حاولت الحفاظ على وجودها إلى أن تفقد دورها مع مرور الوقت.
■ هل شاهدت أعمالًا فنية عن هذه الفترة ضمن استعداداتك لتقديم شخصيتك فى المسلسل؟
- نعم، هناك نماذج رجعت إليها للاستفادة من تجربتها، والإلمام بطبيعة الحياة فى هذه الفترة، من بينها فيلم «عودة مواطن» للمخرج محمد خان، بطولة يحيى الفخرانى وميرفت أمين، الذى تناول فترة قريبة من فترة المسلسل، وكان المرجعية الأساسية لى.
وهدفت من وراء ذلك للتسهيل على مُشاهد «ليالينا ٨٠»، وتمكينه من استيعاب الأحداث والمشاهد والفكرة الرئيسية، وإحداث توازن لديه بين طبيعة ولغة الحوار وقتها ولغة الحوار فى الفترة الحالية.
■ إلى أين وصل تصوير «ليالينا ٨٠»؟
- لم تتبق إلا عدة مشاهد قليلة، وأتمنى أن ينال العمل رضا الجمهور، خاصة أنه يحمل الكثير من المفاجآت، وسيربط الجمهور بالعديد من الشخصيات الموجودة فيه، لأنها ستذكره بواقع قديم عاشه فترة طويلة، وشهده جيله أو جيل والده.
وأريد الإشارة هنا إلى أن المسلسل يتناول الظواهر الاجتماعية فى فترة الثمانينيات، والأحداث المرتبطة بها وتداعياتها على المجتمع والأشخاص والحالة الاقتصادية لكل منهم، وذلك دون التركيز على الأحداث السياسية بشكل عميق، مثلما قد يتصور البعض، فالسياسة قليلة جدًا فى العمل.
■ كيف تقيّم التعاون مع الممثلين المشاركين فى العمل؟
- تعاونت من قبل مع الفنانة غادة عادل فى مسلسل «سر علنى»، ومع الفنان خالد الصاوى فى فيلمى «أدرينالين» و«الفيل الأزرق»، والفنانة صابرين فى مسلسل «أفراح القبة»، ونظرًا لوجود صداقة قديمة وتعاون مسبق فيما بيننا كانت الكواليس بين كل طاقم العمل «ممتعة».
■ وماذا عن المخرج أحمد صالح الذى تتعاون معه للمرة الأولى؟
- هو مخرج يهتم بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، ويمتاز بقوة الملاحظة، ولديه رؤية خاصة واحترافية يحاول إضافتها لكل مشهد، وهو أمر مطلوب نظرًا لطبيعة العمل وتناوله فترة زمنية ثرية للغاية، ما يتطلب تحقيق «أجوائها» فى كل المشاهد، وهو ما نجح فيه بصورة كبيرة، لذلك استمتعت كثيرًا بالتعاون معه.
وكذلك استمتعت بالتعاون مع المؤلف أحمد عبدالفتاح، الذى كتب عملًا مُحكمًا، وتحدثت معه كثيرًا حول الشخصية التى أجسدها وكل تفاصيلها، وحول أحداث أخرى فى المسلسل، وعرضت وجهة نظرى، وتوصلنا فى النهاية إلى المسار الأفضل، وذلك لإيماننا بأن العمل يجب أن يكون تكامليًا، ولا يعتمد على رأى شخص واحد.
■ ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «الاختيار» كضيف شرف؟
- مسلسل «الاختيار» تجربة مهمة جدًا، خاصة أنه مبنى على أحداث حقيقية عن بطولات ومعارك الجيش المصرى ضد الإرهابيين، والمخرج بيتر ميمى شخص متطور وأنا أحبه على المستوى الشخصى.
وبعدما حضرت يومى تصوير فقط كضيف شرف، قلت لبطل المسلسل أمير كرارة: «الله يعينك»، بعد أن رأيت حجم المجهود والمشاق التى تعرض لها، فالمسلسل مرهق جدًا فى كل تفاصيله، حتى إننى أعتبر اليومين اللذين حضرتهما كتصوير مسلسل كامل.
■ ما توقعاتك للمنافسة الدرامية فى موسم رمضان؟
- أنا غير مقتنع بوجود شىء اسمه المنافسة، فالنجاح ليس مرهونًا بعدد مشاهدات معين، وهناك مساحة كبيرة للجميع، وكل المسلسلات يمكنها تحقيق النجاح الذى تتمناه إذا نفذت فكرتها بشكل دقيق، وكل العاملين فى المجال تعرضوا لإرهاق شديد خلال فترة تصوير الأعمال، وأرى أن أغلبها يمتلك مقومات تفوق.
■ كيف ترى تأثير فيروس «كورونا المستجد» على العروض الرمضانية؟
- بالطبع هناك تخوفات من انتشار الفيروس، لكننا كنا حريصين بشكل كبير خلال تصوير «ليالينا ٨٠» على ألا يتضمن العمل أى «ثغرة» أو «نقص» رغم هذه الظروف الصعبة، وساعدنا على ذلك المخرج أحمد صالح، الذى اهتم بكل التفاصيل ليخرج المشروع فى أبهى صورة، إلى جانب الدعم الإنتاجى الكبير الذى حصلنا عليه.
والخوف الأكبر من فيروس «كورونا» يكون على من هم حولك، فأنا أخرج للتصوير وأعود للمنزل وأقابل أطفالى وزوجتى وأهلى عمومًا، ما يصيبنى بالرعب من تضرر أحدهم، لذلك آخذ كل حذرى، وأطبق الإجراءات الوقائية اللازمة، مثل غسل الأيدى، وارتداء القفازات والكمامات، واستخدام المطهرات بشكل دائم.
■ ذكرت أن دور عمر بن عبدالعزيز من أجمل أدوارك التاريخية.. هل يمكن تكرار التجربة؟
- لدينا الكثير من الشخصيات التاريخية التى أود تقديمها فى أعمال فنية، لكن السن هى ما تحكمنى، وكذلك الأعمال التى تعرض علىّ، وأنا مستعد لتقديم أى شخصية تاريخية، لكن لم يطرح على أى منها.
■ وماذا عن مسلسل «الخوابى» ؟
- هو مسلسل أردنى جاء بعد فترة غياب طويلة عن الدراما، وحينما عُرض علىّ كنت متفرغًا فقدمته، ويتحدث عن قضية اجتماعية فى قرية فلسطينية، وهو عمل ذو قيمة مميزة.
■ ما آخر تطورات فيلمك الجديد «موسى»؟
- أعتبره مختلفًا وجديدًا من نوعه، وسيفتح بابًا جديدًا فى عالم السينما، لأنه ينتمى لنوعية أفلام الخيال العلمى، ويتناول فكرة الأبطال الخارقين دون تقليد لما يقدم فى هوليوود، فالبطل الخارق الذى سيراه الناس فى الفيلم سيكون مختلفًا، وصوّرنا مشاهد عديدة فيه، ويتبقى به عدد قليل من المشاهد، لكنه توقف بسبب تصوير المسلسلات الرمضانية.
■ هل من الممكن عرض فيلم «رأس السنة» على منصة إلكترونية فى ظل الظروف الحالية؟
- لا أدرى، فالفيلم لم يجنِ إيرادات كبيرة بسبب الواقع المرير الذى نعيش فيه نتيجة انتشار «كورونا» حول العالم، ومن الممكن أن يُعرض على أى منصة إلكترونية قريبًا، خاصة أن العالم أجمع ارتبط بهذه المنصات، وبعد أن عشنا العصر الذهبى للتليفزيون جاء الوقت للتطور.