رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صابر عبدالدايم: الصيام تهذيب للنفوس وعدم الوقوع فى مخالفة النصوص

 الدكتور صابر عبد
الدكتور صابر عبد الدايم

قال الدكتور صابر عبدالدايم، عميد كلية اللغة العربية الأسبق وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة، وإنما هو الامتناع عن ما يغضب الله عز وجل وما جاء في النصوص، إيمانا ويقينا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر، مؤكدا أن الصوم تهذيب للنفوس والارتقاء بها بعيدا عن الصغائر والضغائن.

ودعا عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال كلمته الليلة في رابع حلقات برنامج "حديث السحور" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على مواقع الوكالة على (الفيس بوك) وتويتر على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم، المواطنين إلى قراءة كتاب إحياء علوم الدين للامام أبي حامد الغزالي حتى يتعرفوا على ورع السلف الصالح والاقتداء به، لافتا إلى أن الغزالي رحمه الله الذي قسم الصيام على ثلاث درجات وفقا لقدرة الصائم ونيته واتصاله مع الله تعالى (صوم العوام، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص).

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن صوم العوام وهو الإمساك عن الطعام والشراب وشهوة الفرج من أذان الفجر إلى أذان المغرب، ومن أدى ذلك فقد أدى الفريضة التي عليه، مضيفا أن الدرجة الثانية من منازل الصيام فهي مرتبة الخصوص، وهي التي يحاسب الانسان فيها نفسه وهي صوم الجوارح عن المعاصي: صوم اليد عن القيام بما يغضب الله، وصوم العين عن النظر إلى ما حرم الله، وصوم الأذن عن سماع ما يغضب الله، وصوم اللسان عن الغيبة والنميمة، وهكذا في سائر الجوارح.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أما الدرجة الثالثة من الصيام وهي الدرجة الأعلى والأرقى فهي صوم خصوص الخصوص، وهي التي تقوم على كف الجوارح والقلب والاجتهاد في الطاعة، كما عبر عنها الإمام أبوحامد الغزالي في إحيائه حين قال: هي كف القلب عن الهمم الدنية والشواغل الدنيوية والإقبال على الله (عز وجل) بالكلية، فهي تقوم على إخلاص النية وحسن القصد والاجتهاد في الطاعة، وهي التي تسمو بصاحبها إلى درجة تحقق التقوى التي هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، وأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أن الصيام بدرجاته الثلاث متصل بعضه ببعض، وهو درس اجتماعي وتربوي للناس جميعا يشمل كافة مناحي الحياة حتى السير في الطرقات والشوارع وألا يفطر إلا على الحلال، إذ أنه لايجوز للإنسان أن يصوم عن الحلال ويفطر على الحرام، مضيفا: فإذا ما امتنع الانسان عن الطعام والشراب وحسن سلوكه وأمسك جوارحه عما يغضب الله مخلصا النية لله تعالى في ذلك فإن الله سوف يمن عليه بالوصول به إلى صيام العارفين الخاشعين، داعيا الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن يتقبل منا الصيام والقيام والزكاة انه ولي ذلك والقادر عليه.