رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصابع الاتهام تشير لتورط قطر في تفجيرات مقديشو

جريدة الدستور

وجهت تقارير عربية أصابع الإتهام إلى قطر بشأن احتمالية تورطها في التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الصومالية مقديشو السبت الماضي، والذي أسفر عن عشرات القتلى والمصابين الذين تجاوزت أعدادهم 100 شخصًا، بعد انفجار شاحنة مفخخة في مقاطعة "إكس كنترول" بمدينة مقديشو.

وقالت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، إن التفجير الأخير أعاد إلى الأذهان صور هجمات إرهابية سابقة، غالبًا ما كانت تقف خلفها "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، والتي تنفذ أعمالها الإرهابية منذ أكثر من 10 سنوات.

وأشار التقرير إلى أن غارات جوية شنها الجيش الأميركي، الأحد الماضي، استهدفت معقلًا لـ"حركة الشباب"، وأسفرت عن مقتل 4 إرهابيين، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا "أفريكوم".

وأضاف البيان أن الضربات استهدفت موقعي كونيو بارو وكاليو بارو، لافتة إلى أن الولايات المتحدة كثفت ضربات الطائرات المسيرة في الصومال خلال العام الجاري، مستهدفة ما تقول إنهم مسلحو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنظيم "داعش" في الصومال.

وأوضح التقرير، أن القوات الحكومية طردت مسلحي الشباب من مقديشو عام 2011 بدعم من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، بينما لا يزال المسلحون يشنون هجمات دامية.

وذكرت "سكاي نيوز" أن العديد من العمليات الإرهابية في الصومال غالبًا ما تكشف عن تورط قطر خلفها، مستشهدة في ذلك بالتسريبات الأخيرة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول وقوف قطر وراء الأعمال الإرهابية في الصومال.

وفي يوليو الماضي، كشفت الصحيفة الأمريكية، عن تسريبات تؤكد تورط قطر في أعمال إرهابية بالصومال، بينما تتنصل قطر من رجالها في محاولة منها للتبرؤ من جرائمها الإرهابية الواحدة تلو الأخرى.

ونشرت "نيويورك تايمز" فى تقرير لها، تفاصيل تسجيل صوتي يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال، وكان التسجيل عبارة عن مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد.

وخلال المكالمة يؤكد رجل الأعمال للسفير، أن الدوحة تقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في الثامن عشر من مايو الماضي، ويقول له بالحرف إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم".

ولم يشكك "المهندي" ولا حكومة قطر في صحة التسجيل، لكنهما زعما في ردهما على "نيويورك تايمز" أنه كان يتحدث كمواطن خاص وليس مسؤولًا حكوميًا، فيما نوهت الصحيفة إلى أن السفير لم يعرب في تسجيل المكالمة الهاتفية عن أي احتجاج أو استياء من فكرة أن القطريين لعبوا دورًا في التفجيرات"، بل علق قائلًا: "لهذا السبب يهاجمون هناك، لجعلهم يفرون".

وفي محاولة منها للتبرؤ من "المهندي" والتنصل من صلته بالدولة، نفت الحكومة القطرية علاقتها "المهندي"، فيما رفضت صحيفة "نيويورك تايمز"، طلب الحكومة القطرية للحصول على نسخة من التسجيلات المسربة.

وقال مكتب الاتصال الحكومي القطري في بيان له آنذاك: "إن المدعو خليفة المهندي، ليس مستشارًا من أي نوع لحكومة قطر، وهو لا يمثل الدوحة، وليس له الحق في إصدار تعليق نيابةً عن الحكومة، وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسئولية تعليقاته، والتي نكرر تأكيدنا بأنها لا تمثل مبادئنا".

وأضاف البيان: "طلب مكتب الاتصال الحكومي الحصول على نسخة من التسجيلات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لدعم التحقيق الذي تجريه الدولة حول المزاعم التي نشرتها الصحيفة، ولكن لم يتم قبول هذا الطلب نظرًا إلى السياسات التحريرية الخاصة بالصحيفة، وعليه فإن المكتب يحترم سياسات الصحيفة ولن يتخذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد".

وفي الشهر ذاته، وعقب التسريبات الأخيرة للصحيفة الأمريكية، أعلنت قطر إرسال طائرة إلى الصومال، لنقل 12 مصابًا جراء الهجوم الانتحاري، الذي استهدف مسئولين ببلدية مقديشو، إلى الدوحة لتلقي العلاج.