رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة بومبيو للرباط تعيد العلاقات الأمريكية المغربية إلى الواجهة

جريدة الدستور

وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، إلى العاصمة المغربية الرباط في زيارة عمل رسمية ضمن جولة قادته إلى إنجلترا والبرتغال، وذلك لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
واستقبل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية بومبيو وتطرق الحديث إلى تطوير المبادلات التجارية وتشجيع مبادرات الاستثمار، خاصة في المجالات التي خاض فيها المغرب تجارب هامة واحتل فيها مراكز الريادة على مستوى المنطقة والقارة، مثل صناعة السيارات وقطع غيار الطائرات، بحسب بيان لرئاسة الحكومة المغربية.
وسجل الجانبان، خلال مباحثاتهما التقدم المهم الذي يعرفه برنامج التعاون، موضوع ميثاق تحدي الألفية الثاني، الموقع بين الحكومة المغربية ونظيرتها الأمريكية، والمشاريع المتضمنة في هذا البرنامج في مجالات التربية والتكوين المهني وتمكين الشباب والنساء.
وإضافة إلى العلاقات الأمنية والاقتصادية، فأحد أهداف الزيارة تكمن في مناقشة الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط ومحاصرة الدور الإيراني المتعاظم في المنطقة.
كان بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي أعلن عن الزيارة في وقت سابق قد وصف المغرب بكونها أبرز حليف للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة لمساهمته في الجهود الدولية الحثيثة في المجال الأمني إذ من المقرر أن ينظم في فبراير 2020 الاجتماع المقبل لعملية وراسو لمكافحة الإرهاب.
ويعتبر المغرب البلد الافريقي الوحيد الذي تجمعه اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا بعد دخولها حيز التنفيذ سنة.2006
وقال عادل بن حمزة الباحث في العلوم السياسية إن الزيارة تأتي في ظرف يعيش فيه العالم عودة أجواء الحرب الباردة من جديد بعد تجدد الصراع بين واشنطن وموسكو وعودة الثنائية القطبية من جديد، معتبرا أن زيارة
بومبيو قطيعة مع روسيا لكنها لا تجيب عن الجانب الرمادي في العلاقات المغربية الأمريكية في السنوات الأخيرة كما يتجلى ذلك في تأخر الجانب الأمريكي في تعيين سفير في الرباط منذ سنوات.
وأضاف بن حمزة في تصريحات:"المغرب لا يشكل استثناء في هذا الوضع الدولي المتميز بثنائية قطبية جديدة لم ترسُ على شكل معين لكنها تمثل واقعا في العلاقات الدولية الحالية والسياسة الخارجية المغربية كانت تعتمد دائما على نوع من التوازن والمسافة مع الأطراف الرئيسية دون قطائع مع تعزيز استقلالية القرار السيادي فيما يتعلق بالمصالح الخارجية للمغرب.
وتابع أن المغرب مثل باقي حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد يشعر بعد صعود ترامب بالاطمئنان لكون السياسة الأمريكية أصبحت براجماتية بشكل غير مسبوق وهذا يفسر البحث عن شركاء آخرين بسبب عدم استقرار السياسة الخارجية الأمريكية كما تجلى ذلك في عزل الرئيس لمجموعة من القيادات في الأمن القومي وووزارة الدفاع باستمرار خلال السنوات الثلاث التي قضاها في الرئاسة.