رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد خالد صالح: رأيته يؤدى بروفات أدواره بالمنزل قبل الأستديو

أحمد خالد صالح
أحمد خالد صالح

قال الفنان أحمد خالد صالح، إن والده امتلك قلوب المشاهدين رغم دخوله الوسط الفنى فى وقت متأخر من حياته، مشيرًا إلى أنه برع فى جميع أدواره خاصة «أدوار الشر».

وتحدث «أحمد » لـ«الدستور »، بعد أيام من إحياء ذكرى وفاة والده، 25 سبتمبر 2014، معبرًا عن رأيه فى مشوار أبيه، وكواليس العلاقة بينهما كأب وابن، وموقفه للمقارنة بينهما على الصعيد الفنى.


■ بداية.. كيف دخل والدك عالم الفن وحقق شهرته الواسعة فى وقت قصير؟
- كان والدى عاشقًا للتمثيل والفن، أستطيع أن أقول «الفن كان بيجرى فى دمه»، وبدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة ومثل فى عدد كبير من مسارح الهواة لفترة طويلة، وكان يمارس بعض الأعمال التجارية الخاصة، قبل أن يتفرغ تمامًا للتمثيل فى عام ٢٠٠٠، فى سن الـ٣٦، ورغم دخوله المجال فى وقت متأخر، لكن نجمه سطع سريعًا وذاع صيته، وبرع فى أداء الأدوار المعقدة خاصة أدوار الشر.
■ ماذا فقدت برحيل خالد صالح عن عالمك على صعيد الفن والحياة؟
- الكثير جدًا، لأنه كان بمثابة مدرسة الحياة، وتعلمت منه الصدق وحب الناس والإخلاص فى العمل، وأتفق مع رؤيته الفنية بنسبة ١٠٠٪.
كان قامة كبيرة خسره عالم الفن، كما أننى عشقت الفن بسببه، وكان يصحبنى معه فى عدد من البروفات والعروض المسرحية.
تجربته الفنية فى مجملها ثرية جدًا جعلتنى أعشق هذا الطريق، وهو «قدوتى» الأولى والأخيرة على مستوى الحياة الخاصة والعملية، لأن شخصيته كإنسان لم تكن تقل جمالًا عن شخصيته كفنان.
■ منْ عوّض غيابه عن حياتك وما الأشياء السلبية والإيجابية التى تذكرها له؟
- لا يستطيع أحد تعويض غياب والدى عن حياتى، لكننى أستشير والدتى فى بعض الأمور، لأنها تشبعت برؤيته للعالم والفن، ومن بعدها شقيقتى.
أكثر الأشياء الإيجابية التى أحبها فى والدى مساعدته الآخرين قدر المستطاع، وعلى الصعيد الفنى إتقان العمل والسعى وراء الإجادة، ليظل دوره محفورًا فى ذاكرة المشاهد عصيًا على النسيان، وكنت أود أن أقنعه بالتوقف عن التدخين، لأنه كان يدخن بشراهة.
■ هل تلقى والدك القدر اللائق من التقدير عقب رحيله؟
- فى الحقيقة خالد صالح تم تقديره بشكل كبير من الفنانين والجمهور، والجميع بلا استثناء، فى حياته وحتى بعد وفاته ورحيله لا يزال يحظى بتقدير من الجميع، واهتمام كبير بما تركه من إرث فنى أصيل، ولا أعتقد أنه تعرض لأى ظلم، لأنه نجح فى الوصول لمكانة كبيرة فى وقت وجيز، وامتلك قلوب المشاهدين كما امتلك قلوب زملائه وتقديرهم واحترامهم له.
■ كيف تقارن بين موهبتك وموهبته؟ وهل ستصل لمكانة كبيرة مثل والدك؟
- لا وجه للمقارنة نهائيًا. أنا مؤمن بأنه لا يوجد إنسان يشبه الآخر، وأنا لا أشبه والدى فى موهبته نهائيًا، لكننى أتمنى أن أصل إلى ربع ما وصل إليه، خاصة إجادته تقديم شخصيات مختلفة فى وقت قصير، وعلى سبيل المثال لا الحصر دور أمين الشرطة الفاسد فى فيلم «هى فوضى»، الذى ترك أثرًا كبيرًا فى نفوس المشاهدين، وغيره من الأدوار التى لا تنسى.
وشرف كبير لى أن أقارن بموهبة عظيمة مثل موهبة والدى، وأنا أعتبر نفسى محظوظًا لأننى ابن خالد صالح، الذى رحل وترك لى ميراثًا عظيمًا على مستوى الفن ومحبة الناس، وهذه هبة من الله، وشىء يسعدنى جدًا.
أنا سعيد أن يكون وجودى وعملى سببًا فى تذكر الناس لوالدى، «فكرة إن الناس تدعيله وتترحم عليه لما يشوفونى ده شىء عظيم وأتمنى أن يستمر».
■ إذا فكرت فى إنتاج مسلسل عن خالد صالح، منْ تختاره للبطولة؟
- لا يوجد شخص حتى الآن أراه قادرًا على تجسيد شخصية والدى، ولكن إذا جاءت هذه اللحظة فسأختار الأقرب له من ناحية الشخصية والشبه بجانب الموهبة.
لكن دعنى أخبرك بأن والدى أحب الفنان الكبير صاحب القاعدة الجماهيرية العريقة الدكتور يحيى الفخرانى، وتمنى أن يشاركه فى بطولة أحد الأعمال، لكن القدر لم يسعفه لتحقيق أمنيته.
كان والدى محاطًا بكثير من الأصدقاء المخلصين أمثال الفنان طارق عبدالعزيز، وخالد الصاوى وأحمد السقا.
وكان عاشقًا للموسيقى، وتعلّم عزف العود خصيصًا لتأدية دوره فى مسلسل «تاجر السعادة»، وكان يحب الاستماع لصوت الفنان الراحل محمد عبدالمطلب.
■ أيهما كان الأقرب لقلبه: السينما أم المسرح؟
- المسرح كان الأقرب لقلبه وعقله، لأنه تربى على تقاليده العريقة، وكان سببًا فى دخوله عالم الفن، وكان يعتبر السينما بمثابة الميدالية الذهبية التى نالها عن مجمل أعماله.
■ كان والدك محبًا لعمل الخير، كيف تذكر هذا الجانب؟
- فى الحقيقة كان والدى حريصًا على سرية نشاطاته الخيرية، حتى لا يضيع ثوابها، ولذلك لن أستطيع الإفصاح عنها كلها إلا المعروف منها، مثل حرصه عند زيارة بلد على التوجه إلى إحدى الجمعيات الخيرية أو مراكز ذوى الاحتياجات الخاصة أو ما شابه ذلك لتقديم الدعم اللازم، كما سبق له زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال فى دبى، وحضر افتتاح مستشفى سرطان الأطفال الجديد فى السودان.
■ ما الطقوس التى كان يتبعها أثناء تقمصه الشخصيات الفنية؟
- كان يذاكر النصوص والسيناريوهات جيدًا، إلى جانب تأدية بروفات أولية فى المنزل قبل التوجه إلى أماكن التصوير.
أذكر فى مرة أنه أخبرنى أن مشهد اختطافه منة شلبى فى مركب بالنيل بفيلم «هى فوضى» كان أصعب المشاهد التى أداها فى حياته، إلى جانب مشاهد صعوده وهبوطه من الجبل فى فيلم «الجزيرة».
وكان مُقلًا فى الظهور الإعلامى، لأنه يؤمن بأن أعماله هى التى تتحدث عنه وليس شخصه، حتى يظل عالقًا فى عقول وقلوب جمهوره.
■ ما الصعوبات التى تعرض لها خالد صالح؟
- الكثير والكثير، فوالدى-رحمة الله عليه- تعرض لصعوبات يمكن أن تروى فى كتب ومجلدات، كان أبرزها مراهنة أصدقائه ومعارفه على فشله فى عالم الفن وأنه لن يستمر طويلًا فيه.
ولم ينظر إلى شهرته على أنها تأخرت، بالعكس، كان يرى أنها جاءت فى وقتها المناسب، لما لديه من إيمان أن كل شىء يأتى فى وقته المناسب.