رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سبعة لقاءات.. وقمة ثلاثية

ستة رؤساء دول وحكومات، ورئيس المجلس الأوروبى، التقاهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، على هامش انعقاد «المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة»، الذى استضافته المملكة الأردنية الشقيقة، الثلاثاء، كما جمعته قمة ثلاثية بالعاهل الأردنى والرئيس الفلسطينى. واستهدفت اللقاءات السبعة، والقمة الثلاثية، بشكل أساسى، تعزيز مساعى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإغاثية للقطاع، وجرى خلالها تأكيد أهمية تكاتف الجهود الدولية لتطبيق حل الدولتين.

كنا قد أوضحنا، أمس، أن المؤتمر الطارئ، الذى شارك فيه رؤساء وممثلو دول وحكومات ومنظمات إنسانية وإغاثية، أقيم بدعوة مشتركة من الرئيس السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، وأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وتناول الشق الإنسانى الخاص بمسألة إنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة، وسبل دعم جهود المنظمات الدولية، المعنية بتسلم وتوزيع المساعدات داخل القطاع، وجهود الإغاثة الإنسانية لوكالات الأمم المتحدة، مُستهدِفًا تحديد الآليات والخطوات الفاعلة، وتنسيق استجابة دولية موحَّدة، والتعهد بالتزامات قاطعة، لمواجهة المأساة الإنسانية، التى يعيشها سكان القطاع.

فور وصوله إلى المملكة الشقيقة، التقى الرئيس العاهل الأردنى، وجرى خلال اللقاء تأكيد قوة وعمق العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين الشقيقين، والتوافق على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور تجاه تطورات الأوضاع فى قطاع غزة. وحذر الزعيمان من التداعيات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدين ضرورة التوصل إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار فى قطاع غزة وحماية المدنيين. ‏‎كما شدد الملك والرئيس على رفضهما محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، داعين إلى تكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، ذات السيادة، على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

تباعًا، وبهذا الترتيب، التقى الرئيس السيسى، الرئيس المنتخب لجمهورية إندونيسيا، برابوو سوبيانتو، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، والرئيس بول كاجامى، رئيس جمهورية رواندا، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، وروبرت جولوب، رئيس وزراء سلوفينيا، وبيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا. وكان أكثر ما استوقفنا هو أن كلهم أشادوا بجهود القيادة المصرية، للحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، وأعربوا عن تقديرهم دور مصر فى الوساطة بين كل الأطراف، للتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.

فى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، بحث القادة المستجدات الراهنة، وأكدوا، أيضًا أو مجددًا، ضرورة الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين تنفيذًا للقرارات الدولية والأممية ذات الصلة، وشددوا على الوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية فى ظل تداعياتها الكارثية، أمنيًا وإنسانيًا، وطالبوا بالنفاذ الكافى والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع، وفتح المعابر البرية، وانسحاب إسرائيل من مدينة رفح الفلسطينية. كما أعربوا عن رفضهم الممارسات الإسرائيلية فى مدن الضفة الغربية المحتلة، وأى مساس بالمقدسات الدينية أو محاولات توسيع الأنشطة الاستيطانية، وأكدوا ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، ودعوا إلى تكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطينى.

مع تأكيد متانة وعمق العلاقات والشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى، خاصة بعد ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة مؤخرًا، تناول لقاء الرئيس السيسى ورئيس المجلس الأوروبى، الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة التطورات فى قطاع غزة، وجرى التحذير من التداعيات الكارثية الأمنية والإنسانية الناتجة عن توسيع العمليات العسكرية فى المناطق المكتظة بالمدنيين. كما جرى تأكيد أهمية تكاتف الجهود الدولية لتطبيق حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه السبيل الوحيد نحو تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، والضمان لمنع تجدد وتوسع الصراع مستقبلًا.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى، أشاد باسمنا جميعًا، نحن- المصريين- خلال لقائه رئيسى وزراء إسبانيا وسلوفينيا، بمواقف البلدين الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أهمية هذا النهج فى تعزيز الجهود الدولية، لتطبيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.