رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جارديان» تشيد بجهود مصر فى «المتحف الكبير»: هدية للعالم

جريدة الدستور

أجرت عدة وسائل إعلام عالمية جولات داخل أروقة المتحف المصرى الكبير، المقرر افتتاحه عام ٢٠٢٠ بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، للتعريف بالمشروع الحضارى الضخم وتفاصيل مراسم حفل الافتتاح الذى من المقرر أن يكون الأضخم فى مصر.
وسلّطت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على المتحف، خاصة جهود العلماء المكثفة من أجل تجهيز كنوز الملك توت عنخ آمون وترميم نعشه، تمهيدًا لعرض الكثير من مقتنياته للمرة الأولى فى صالة خاصة.

رصدت «جارديان» مشاهد من جولتها، مثل أعمال البناء التى لا تتوقف فى الفناء الشاسع للمتحف، ومشهد العمال والعلماء يحيطون بتمثال رمسيس الثانى الضخم.
وقالت إن مسئولى المتحف أكدوا أن التمثال القديم الضخم كان فى مأمن من أعمال البناء الجارية، وأنه خلال رحلته العام الماضى للمتحف رافقه ١١ من الفرسان مرتدين الملابس العسكرية، تصاحبهم أنغام النشيد الوطنى المصرى، احترامًا للملك الأسطورى.
وأشارت إلى أنه فى حال تحققت الوعود وتم افتتاح المتحف فى موعده، سيكون هناك العديد من تماثيل الفرعون الثالث من الأسرة التاسعة عشرة، وسيكون هذا أول مشهد يرحب بالزوار عند دخولهم المتحف، الذى تبلغ مساحته نحو ٥٠٠ ألف متر مربع.
وأوضحت «جارديان» أن تمثال الملك رمسيس الثانى ضخم للغاية، حيث يصل طوله إلى ٩ أمتار. وسيضم المتحف ما يقرب من ١٠٠ ألف قطعة أثرية فرعونية، معظمها يعرض للمرة الأولى للجمهور، إضافة إلى صالة سينما ثلاثية الأبعاد ومتحف للأطفال يضم ٢٥٠ مقعدًا لتعريفهم بعراقة الحضارة الفرعونية، كما سيستمتع الزوار بإطلالة بانورامية رائعة لأهرامات الجيزة العظيمة.
وذكرت تكلفة بناء المتحف تقترب من مليار دولار، وكان من المقرر افتتاحه للمرة الأولى عام ٢٠١٥، ولكن توقفت أعمال البناء لأسباب تتعلق بالتمويل، قبل استئناف العمل مرة أخرى.
وأكد مسئولو المتحف أن الأعمال الإنشائية قاربت على الانتهاء، واصفين المتحف بأنه «هدية مصر للعالم»، وسط توقعات بأن يجذب المتحف نحو ٥ ملايين زائر سنويًا.
وذكرت الصحيفة أن التصميم الخرسانى للمشروع معزول من أجل مواجهة تحديات درجات الحرارة، وأنه حتى لو وصلت درجة حرارة السقف إلى ٩٠ درجة مئوية فإن درجة الحرارة داخل المتحف ستظل مستقرة عند ٢٣ درجة مئوية.
وأشارت إلى أن المتحف سيكون النسخة المطورة من المتحف المصرى الموجود فى وسط العاصمة القاهرة.
وأوضحت «جارديان» أن المتحف الكبير سيتضمن صالة لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وتبلغ مساحتها ٧ آلاف متر مربع، مع عرض ٥٤٠٠ قطعة من قبره، تعرض للمرة الأولى، وعلى رأسها توابيته الثلاثة وقناعه الجنائزى.
وجرى نقل تابوت كبير مطلى بالذهب من قبر توت عنخ آمون فى وادى الملوك فى الأقصر فى يوليو للمرة الأولى منذ اكتشافه، ونُقل بالشاحنات إلى القاهرة لترميمه قبل عرضه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تأمل أن يعيد هذا المتحف الحياة للسياحة المصرية مرة أخرى، التى انتعشت بداية من عام ٢٠١٧، حيث زار مصر عام ٢٠١٨ نحو ١١.٣ مليون سائح، ولكن الرقم لم يصل بعد لما كان عليه عام ٢٠١٠ حيث وصل عدد السائحين إلى ١٥ مليونًا.
وسبق لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية أن أجرت جولة مماثلة، ولكن فى كواليس المتحف وبعد نقل مقتنيات «توت عنخ آمون» للمرة الأولى من الأقصر إلى المتحف.
وأكدت الشبكة أن العالم ينتظر بشغف افتتاح المتحف، الذى يقع على بعد ٢ كيلومتر فقط من الأهرامات، حيث استغرق بناؤه أكثر من ١٠ سنوات.
وقدمت الشبكة خلال جولتها، كواليس العمل داخل جدران المتحف، وأكدت أن مركز الصيانة فى المتحف تلقى نحو ٤٦ ألف قطعة أثرية حتى شهر أبريل الماضى، وأن علماء الترميم أنهوا العمل على ٤٢ ألف قطعة.
وأشارت إلى أن الحراسة الأمنية على المتحف مشددة للغاية، وأن المسئولين يمنعون التصوير داخله، خاصة المختبر العضوى، الذى يحتوى على المئات من القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون التى تخضع للترميم، مثل ملابسه وأحذيته.