رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أثر نكسة 67 في كتابات توفيق الحكيم

جريدة الدستور

تركت نكسة 1967 - التي بدأت 5 يونيو وانتهت 10 يونيو من نفس العام - أثرا سيئا في نفوس المصريين عموما والأدباء خصوصا، لعل أبرزهم توفيق الحكيم، الذي ألف كتابا بعنوان "عودة الوعي" الذي أوضح فيه الأخطاء والحكم الاستبدادي الذي أدى للنكسة، واصفًا تلك المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقدًا للوعي.

يعلق "عودة الوعي" على تلك الفترة الحاسمة في تاريخ مصر، وهدف المؤلف هنا أخذ الأخطاء المؤدية للنكسة بعين الاعتبار، والتي لن تتحمل البلاد تكرارها مرة أخرى، مما أحدث ضجة كبيرة حين صدوره لانتقاده لنظام حكم جمال عبد الناصر، الذي نشأ في حركة الضباط الأحرار المتبنية للديمقراطية سابقا، وبعد الحكم وقعت في فخ الاستبداد والتفرد بالحكم.

قال "الحكيم" في "عودة الوعي": "لقد كانت لثورة 1919 هذه الظاهرة العجيبة وهى أنها أيقظت مصر، دون اعتماد على حكام مصر وحكوماتها وساستها وأحزابها، فمصر بعد ثورة 1919 فى حضارتها وفكرها وفنها واقتصادها هى من صنع مصر، وليست من صنع حكامها. أما بعد ثورة 1952 فإن مصر هى من صنع الدولة أكثر مما هي من صنع نفسها. فإرادة الدولة وقراراتها المطلقة التي لا معارضة لها ولا مناقشة هي التي توجه كل شيء في مصر حتى مجرد الفكر وهذا عكس ما حدث بعد ثورة 1919".

وكان نقد "الحكيم" نقدا موضوعيا لا يهدف به إلى الهجوم لمجرد الهجوم، بدليل أنه تحمس للنظام الناصري في بدايته، حتى تحول النظام لنظام بوليسي أدى لأخطاء انتهت بهزيمة كارثية لمصر والأمة العربية.

يُذكر أن نكسة 1967 أو حرب الأيام الستة هي الحرب التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر، وسوريا، والأردن، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء، وقطاع غزة والضفة الغربية، والجولان، كما أدت لاستشهاد ما يترواح من 15000 إلى 25000 شخص في الدول العربية مقابل مقتل 800 شخص في إسرائيل، وتدمير من 70 إلى 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.