رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلهامات "ألف ليلة وليلة" تتجلى في إبداعات جديدة بالغرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عادة ما يقترن الأثر الأدبي والثقافي الخالد "الف ليلة وليلة" في الذاكرة المصرية والعربية عموما بشهر رمضان الكريم فيما تتجلى "الهامات الف ليلة وليلة المتجددة" الآن في إبداعات جديدة بالغرب سواء على مستوى الرواية أو السينما حيث يتبدى عملان لافتان أحدهما ينتمي للرواية والآخر "للفن السابع".

ففي رواية صدرت مؤخرا في لندن بعنوان "99 ليلة في لوجار" وحظت باهتمام لافت في الصحافة الثقافية الغربية بدا مؤلفها الأفغاني الشاب جميل جان كوشاي متأثرا بأجواء "ألف ليلة وليلة" فيما عمد في تلك الرواية التي أبدعها بالانجليزية لنوع من المعالجة الحداثية لهذا الأثر الأدبي الخالد.

وهذا التفاعل الإبداعي مع "الف ليلة وليلة" منح مذاقا فريدا للرواية الجديدة "99 ليلة في لوجار" كما رأى نقاد في الصحافة الثقافية الغربية معتبرين أنها تشكل إضافة ثقافية جديدة ضمن إبداعات "الواقعية السحرية" بقدر ماتبرهن "الف ليلة وليلة" على انها تشكل مخزونا ابداعيا لاينضب ومصدر الهامات متعددة في ألوان الكتابة والفن.

وهذه الرواية للمؤلف الأفغاني جميل جان كوشاي تدور حول صبي أفغاني يعود مع عائلته التي تعيش في الولايات المتحدة لأرض الأجداد حيث يلتهم كلب أصبعه في بداية الزيارة لتبدأ مطاردة مثيرة وطريفة وحافلة بالرموز والدلالات بين الصبي والكلب في ارض الأسلاف وتتوالد الحكايات بمذاق حداثي لرائعة "الف ليلة وليلة".

أما فيلم "علاء الدين" الذي انتجته هوليوود فتدور أحداثه في أرض عربية كما تخيلها صانعو الفيلم فيما تحول لظاهرة لافتة بعد أن تصدر قوائم إيرادات السينما في أمريكا الشمالية وبلدان أخرى في الغرب.

والشاب المصري الأصل الذي يعيش في كندا مينا مسعود والبالغ من العمر 27 عاما هو احد نجوم هذا الفيلم الذي يحمل رسالة ثقافية وقيمية مهمة آلا وهي:"ان يكون الانسان ذاته والا ينخلع عن نفسه".

ولن يكون من الغريب أن يقول الفنان المصري الأصل الشاب مينا مسعود إنه "ارتبط بشخصية علاء الدين منذ طفولته" فكثير من المصريين عبر الأجيال ورحلة الزمان ارتبطوا بهذه الشخصية وغيرها من الشخصيات التي ابدعها الخيال الشعبي الشرقي في الأثر الأدبي الخالد "الف ليلة وليلة".

فألف ليلة وليلة بشخصياتها حاضرة في وجدان وذائقة الأجيال المتعددة سواء في القاهرة التي ولد فيها مينا مسعود او في تورنتو بكندا حيث يعيش حاليا وحتى في الهند التي تنحدر منها اصلا الممثلة البريطانية نعومي سكوت التي تقوم بدور "الأميرة ياسمين" في هذا الفيلم الأمريكي الذي يثير نقاشات جادة بين النقاد في الغرب ويمنح البهجة بشخصيات "كالجني الأزرق والقرد آبو" ناهيك عن المصباح السحري.