رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حجة وهمية لتبرير غياب "تميم" عن "التعاون الخليجي".. وخبراء: "خشي أن لا يجد مكان بين القادة"

جريدة الدستور

يواصل النظام القطري محاولاته المستميتة لاستجداء التعاطف الدولي إزاء موقفه الملتبس من أزمته مع جيرانه وأشقائه العرب، وكانت آخرها ما سعى وزير الخارجية القطري لترويجه في مؤتمر ميونيخ للأمن حول أسباب غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، عن أعمال القمة الخليجية الأخيرة في الرياض.

وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ردًا على سؤال خلال جلسة المناقشة ضمن أعمال مؤتمر ميونخ للأمن حول التمثيل الدبلوماسي القطري في قمة مجلس التعاون الأخيرة في الرياض، إن الدعوة لقمة الرياض جاءت من قبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وليس المسؤولين السعوديين، وعادة هذا هو العرف بأن الدولة المستضيفة هي التي توجه الدعوة، ولذلك شاركنا بمستوى مخفض.

"دعوة قطر"
في ديسمبر الماضي تلقى أميرقطر تميم بن حمد آل ثاني، رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تتضمن دعوته لحضور أعمال القمة الـ 39 لمجلس التعاون الخليجي التي استضافتها المملكة يوم 9 ديسمبر، وسلم الرسالة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون خلال لقاؤه الوزيرالقطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي.

ولكن تصريحات الوزير القطري حول تسلم الرسالة من أمين عام مجلس التعاون وليس من خادم الحرمين، حٌجة غير كافية، إذ أنه تم توجيه الدعوة السعودية لكافة أعضاء مجلس التعاون بواسطة عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس وليس قطر وحدها، الأمر الذي يدحض ما تروج له الدوحة من أن سبب غياب الأمير القطري هو تسلمه الرسالة من الزياني وليس من الملك سلمان، حيث إن "الزياني" هو من سلم الرسالة للبحرين والكويت وعمان.

"تصريحات متناقضة"
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي البحريني عبد الله الجنيد، إن التصريحات القطرية المتناقضة حول أسباب مستوى تمثيلها المتدني في قمة الرياض يرجع إلى أكثر من سبب، وأهمها تراجع مستوى الدعم الداخلي للسياسات القطرية وما تعاظم الإحساس بالعزلة التي يعاني منها القطريين.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أنه على الجانب الآخر تراجع مستوى التعاطف النسبي من المجتمع الدولي تجاه قطر بالرغم من كم ما استثمرته من مليارات الدولارات للتحصل على ذلك التعاطف، ذلك بالإضافة إلى ارتباط اسم قطر بالكثير من الفضائح الكبرى من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، فضلًا عن قضية الفساد التي ينظر فيها القضاء البريطاني مع مجموعة من كبار مدراء بنك "باركليز".

وأوضح "الجنيد" أن ما فات وزير الخارجية القطري التنويه عنه من ميونخ هو سر مرافقة وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي عبدالله، للأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني، أثناء نقله الدعوة لحضور القمة الخليجية في الرياض.

وأعاد "الجنيد" التذكير بقمة الكويت ٢٠١٧، حيث أكدت الكويت (حسب مصادر خاصة) للدول المقاطعة لقطر، عزم الأمير تميم بن حمد، تقديم مبادرة لإنهاء الأزمة، إلا أن قطر نكصت وأوقعت الكويت في حرج مع قيادات الدول المقاطعة.

وأشار إلى أن استمرار الاستثمار في الأزمة إعلاميًا أو الابتزاز السياسي للدول المقاطعة لن يخدم قطر بل يعمق التلاحم الشعبي في عموم الدول المقاطعة لها، لافتًا إلى أن قطر تخلط بين الكرامة الوطنية وكبريائها المزعوم.

وشدد "الجنيد" على أنه يتعين على قطر أن تدرك أن كل ما سبق من مناورات وليس آخرها فشل الدعوة لناتو عربي كانت تسعى من خلالة إلى خلط الأوراق وتميع الموقف السياسي للدول المقاطعة لها.

وتابع: "هذه الأزمة استثمرت قطر في استدامتها أكثر من تجاوزها، وبات عليها لزامًا الإذعان لاستحقاقات كل ما سبق لأشقائها الخليجيين".

"دعوة مضحكة"
من جهته، قال المحلل السياسي الإماراتي أحمد السياف، إن قطر تحاول أن تعيش دور المغلوب على أمرها، مشيرًا إلى أنه عندما أرسل الملك سلمان دعوة لحضور القمة الخليجية، أرسل لجميع أعضاء القمة بما فيهم قطر وبنفس الآلية التي كانت تستخدم في السنوات الماضية.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أنه في السنة الماضية، أرسل أمير الكويت صباح الأحمد، "الزياني" الأمين العام للمجلس وحضر تميم بوفد رفيع المستوى، مشيرًا إلى أن ما حدث العام الماضي هو نفس الأمر الذي حدث هذا العام ولكن لم يحضر لأنه يعلم جيدًا أنه لن يجد مكان مناسب للجلوس فيه بين القادة وهؤلاء الذين يعلمون أن هذا الشخص يدعم الإرهاب.

وأكد "السياف" أنه في قمة الكويت السنة الماضية، لم يذهب وفد بسيط وإنما شارك فيها وزراء الخارجية، وهؤلاء يمثلون الدولة أمام دول كبرى وليس أمام قطر فقط، والسبب الرئيسي لهذا الأمر أنه كانت هناك خطة بأن يفاجئ الشيخ صباح، القادة، ويطلب منهم أن ينهوا الخلاف بينهم وبين قطر.

وأوضح، أن الدول المقاطعة لقطر لا تسطيع أن تأخذ قرار صارم بدون حضور مصر التي هي شريك رئيسي في هذه المقاطعة.

ووصف "السياف" دعوة قطر للحوار بالـ"مضحكة"، مشددًا على أن من يقبل على نفسه أن يحاور إرهابي فهو إرهابي، وهذه الدعوة محاولة لإظهار قطر في موقف المسالم أمام الدول الأجنبية.