رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حكاية مجند".. عبد القادر حسن: حرب الاستنزاف كلمة السر في نصر أكتوبر

عبدالقادر علي حسن
عبدالقادر علي حسن

"حكاية مجند"، قررت "الدستور" أن تستعرض بطولات سطرها أبناء هذا الوطن الذين التحقوا بالقوات المسلحة منذ حرب الاستنزاف وأستمروا فى الخدمة حتى تحقق النصر فى أكتوبر، نسمتع لحكاياتهم، ونرد لهم جزءً من حقهم في الشكر المعنوي على ما قدموه وبذلوه.

مصطفى عبدالقادر علي حسن، أبن الإسكندرية، مواليد عام 1950، مجند مصري من طراز فريد يحكي لـ "الدستور" عن فترة تجنيده، يقول: التحقت بسلاح الاشارة في الجيش الثالث، وكان دورنا هو إستقبال الإشارات وإرسالها وتحقيق التواصل بين جميع الأسلحة في مختلف نقاط التمركز، وفي منتصف عام 1970، كنت ضمن أفراد الكتيبة 21 صواريخ، وانتقلنا بعدها إلى مكان تمركز في وادي الملاك بمحافظة الإسماعيلية.

ويستكمل: عندما التحقت بالقوات المسلحة كانت الروح المعنوية للجنود ليست في أحسن حال، فكان لنكسة 1967 أثرها السلبي في نفوسهم،، وتحمل القادة عبء إعدادنا، ليس بدنيًا فقط وانما معنويًا أيضًا.

ومرت ثلاث سنوات قبل حرب أكتوبر، كنت وزملائي خلالها في اتمام المشاريع والمهمات القتالية المختلفة على الجبهة، نتلقي أوامر بالتجهيز والتسلح بالذخيرة الحية للذهاب الى نقاط معينة يحددها القادة لكل كتيبة؛ وعادةً ما كانت تستغرق فترة بين عشرة إلى عشرين يومًا، كانت فترة التدريبات شاقة للغاية خاصةً على بعض المجندين من الأعمار الكبيرة " احنا كان معانا ناس فوق الخمسين والستين سنة".

ويتذكر قائلا: في أحدي الليالي، بعد منتصف الليل، راينا عربة جيب4*4، وعندما اقتربنا للتحقق منها بدأت تتحرك فأمرنا قائدها بالتوقف للتفتيش، ولكن لم تستجيب، وعندها تأكدنا انها عربة اسرائيلية، وعلى الفور تم التعامل مع أفرادها، وأسرنا بعضهم وقتلنا الآخرين، وتبين أنها كانت إستطلاع أرسالها جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وفي آخر فترة حرب الإستنزاف، تعرضنا لهجوم من دبابات العدو، لكن بأمر الله تصدينا لهم وصمدنا أمامهم وعملنا "كماشة" لمحاصرتهم وأخذنا جميع الدبابات وتم أسرهم جميعًا.

لم نكن نعلم موعدا للحرب مثل بقية الجنود والمقاتلين، ولكن عندما رأينا طائرتنا تقصف العدو الإسرائيلي في الضربة الجوية الأولى، بدأنا نتحرك مجموعة تلو الأخرى الى أرض المعركة في سيناء بعد انهيار السد الترابي المنيع كما زعم العدو، وكنا نستقبل ونرسل اي أخبار جديدة عن الحرب، ونفك الشفرات الارسال السرية الإسرائيلية.

وفي يوم اطلاق النار، اُصبت بحروق مضاعفة في جسمي وإصابات أخرى بالغة بطلقات من الرصاص البلي في فخذي، وتم اسعافي بمستشفي القصاصين، ثم أنتقلت لمستشفي الزقازيق، وبعدها إلى مستشفى القبة العسكري،ومكثت فيها ما يقرب من شهرين لتلقى العلاج.

لم اكترث بإصاباتي قدر فرحي بالنصر الذي حققناه وعودتي إلى أهلي مشاركًا في تحقيق النصر ورفعة راية وطني الغالي، وانهيت مدة خدمتي في عام 1975، ومازلت أحتفظ ببعض الصور مع زملائي وبشهادة تقدير عبور القناة.