رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل جديدة في حرب "الجرف الصامد".. نتنياهو كان مرعوبا

جون كيري
جون كيري

كشف جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق، عن بعض تفاصيل علاقته ببنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، خلال حقبة توليه خارجية الولايات المتحدة، وذلك فى كتاب عن مذكراته في البيت الأبيض، والذى من المقرر أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

واتهم "كيري"، "نتنياهو" بأنه زور مسودة اتفاقية وقف إطلاق النار مع حركة حماس الفلسطينية، خلال حرب "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة المحاصر، عام 2014، وعرضها على أنها مطالب حماس، رغم أنها في الأساس كانت مطالب إسرائيل.

وقال "كيري"، في مذكراته: "كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها نتنياهو مرعوبا وجبانا إلى هذا الحد، فكان محاصرا طيلة الـ51 يوما خلال الحرب، وقابلته بعد انتهاء حرب "الجرف الصامد"، خاصةً أن هيئة الطيران الفيدرالي الأمريكية منعت الطيران إلى إسرائيل بسبب تهديداتها لصواريخ، فمن الصعب أن ترى بنيامين الذي دائما ما يتفاخر بنفسه وقوته وهو متوتر وخائف لهذه الدرجة، تعاطف قلبي معه لأنني لم أره ضعيفًا هكذا من قبل".

وأكد كيري أنه غضب من نتنياهو بعد تسريبه وثيقة وقف إطلاق النار على أنها مطالب حماس، موضحًا: "اتصلت بنتنياهو وقولت له إننا في خضم المحادثات، وفجأة أرى الوثيقة في وسائل الإعلام، إنه أمر غير مقبولة، المطالبة بوقف إطلاق النار بحجة إنسانية هي فكرتك ومطالبك أنت، ولكنك قمت بتسريب الوثيقة لعرضها كوثيقة من مطالب حماس، فقد فقدت الثقة الشخصية الأساسية بيننا ببساطة".

وأضاف: "بعد حوالى ستة أشهر، أثناء حملة نتنياهو الانتخابية، ذهب نتنياهو إلى سلسلة من الاجتماعات في أمريكا، وألقى خطابًا أمام الكونجرس، وبصفتي مؤيدًا لدولة إسرائيل، كانت خلافاتى مع نتنياهو دائمًا سياسية وليست شخصية، لكن خطابه آنذاك خيب آمالي كثيرًا، أظن أننا نستحق خطابا أفضل من ذلك، بدل من أن كان خطابه بمثابة ضرب تحت الحزام".

- عدم استخدام أمريكا "فيتو" ضد قرار يدين إسرائيل
وأشار "كيري" إلى أنه عندما استخدمت أمريكا حق "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلى تسبب في عاصفة ضد واشنطن، قائلًا: "كنا ندرك تمامًا الآثار المترتبة على تصويت الأمم المتحدة، ومستعدين له، وقال البعض إنه كان يجب علينا التعاون مع إسرائيل، خاصةً أن الثمن السياسى الذي سندفعه لا يستحق عدم التعاون، ولكن "أوباما" لم يكن على استعداد لاتخاذ قرار يتعارض مع المصالح الأمريكية فقط بسبب الثمن السياسي".

وتابع: "من الخطوات التي حفزت أوباما على قرار عدم استخدام الفيتو هو أن الرئيس دونالد ترامب أعلن في مرحلة كونه رئيسا منتخبا أن دافيد فريدمان سيكون سفير واشنطن لدى إسرائيل، وهو أكبر مؤيدي مشروع الاستيطان ومعارض معروف لحل الدولتين، وهو ما يعنى أننا لن نتمكن من الدفاع عن إسرائيل أمام الأمم المتحدة، لأنهم أضروا بخطتنا لإضفاء الشرعية على المستوطنات والإسراع في البناء داخل الضفة الغربية".

- إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلى
وقال "كيري": "في عام 2014 اعتبرت إدارة أوباما إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، جزءا من الجهود لإنقاذ المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن أوباما كان متشككًا فى إطلاق سراح بولارد لأنه لا يعتقد أن نتنياهو جاد في إقامة دولة فلسطينية".

وتابع: "أعتقد أن أوباما صدقني وفريقي أكثر من اعتقاده أن رئيس وزراء إسرائيل سيتعاون مع المحادثات، وحثنا نتنياهو على إيجاد ما يمكن أن يقنع أوباما بإطلاق سراح بولارد وأبومازن للعودة إلى المفاوضات، ولقد أخبرته بشدة أنه لم يفعل ذلك من أجل أبومازن، وإنما لتعزيز موقعه، فى النهاية كان أبومازن هو الذي خرب المحادثات بعد أن خالف شروط إسرائيل، وهو ما أعطى نتنياهو الذريعة التى كان ينتظرها من أجل مهاجمة الفلسطينيين برفضهم السلام".

ومن المتوقع أن يصدر كتاب "Every day is extra" عن مذكرات جون كيرى، في الرابع من شهر سبتمبر الجاري.