رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيناس جوهر لـ«الدستور»: الأزمة المالية تعيق ماسبيرو عن التطوير

إيناس جوهر
إيناس جوهر


- اليوم العالمي للراديو يعيد التقدير لهذا الكيان المهم والمؤثر
- أرفض عمل الفنانين بتقديم البرامج والتجربة أثبتت فشلها

تواصل الإذاعات المصرية الاحتفال باليوم العالمي للراديو، واحتفاءً بالدور المهم الذي تلعبه الإذاعة بشتى شبكاتها وتقديرًا لهذا الدور ورواده من أصحاب الأصوات التي أثرت الجمهور عبر أثير الراديو، كان لنا هذا الحوار مع أحد أهم الأصوات الإذاعية وهى الإعلامية الكبيرة إيناس جوهر التي كان لنا معها هذا الحوار:

ماذا يمثل اليوم العالمي للإذاعة بالنسبة لك؟
أعتبر الراديو الوسيلة الإعلامية الممتعة التي تصل إلى الجمهور بسلاسة بالمعلومة والثقافة والترفيه الراقي وتجعل المتلقي متفاعلًا معها، لأنها تجعل خيال المستمع يرسم صورة في خياله لما يستمع إليه، كما أنه بالنسبة لي إعادة تقدير للإذاعة بالاعتراف بأهميتها بعد أن شكك الكثيرون في أنها فقدت مكانتها بعد وجود الفضائيات.

وهل تستطيع الإذاعة الصمود في المستقبل أمام وسائل التواصل الاجتماعي؟
الإذاعة قادرة على الصمود في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي وهي الأقدر بين وسائل الإعلام على هذا الصمود بشرط التكيف مع المعطيات التكنولوجية الجديدة والاستفادة منها وتوظيفها في أدواتها ورسالتها وبذلك تحقق انتشارًا أوسع ودليل على ذلك ظهور العديد من الإذاعات التى أصبح يطلق عليها الإذاعات الشبابية، وإذا كانت الإذاعة غير مهمة فلماذا ظهر هذا الكم من إذاعات الإنترنت والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير.

هل مازالت الإذاعة تحتفظ ببريقها وتأثيرها أمام هذا الكم الهائل من الفضائيات سواء بالنسبة للجمهور أو للكوادر الإذاعية؟
رغم أهمية الصورة وجاذبيتها لكل من الجمهور والكوادر، لكن الإذاعة لها سحرها فتستطيع سماعها في أي وقت، فالمشاهد ينبهر بالصورة التي لها متعة بصرية لكنها تستلزم التفرغ الكامل للمتابعة، على عكس الراديو الذي يمكن متابعته أثناء القيام بعمل آخر، وكذلك الصورة تجعل المتلقي سلبيًا لأنها تقدم له كل التفاصيل على عكس الراديو الذي يجعل الملتقي مشاركًا في إكمال رسم الصورة، أما بالنسبة للكوادر فهو يحقق شهرة سريعة، لكن العلاقة الأوثق والأعمق تكون من خلال التعلق بالصوت لأنه يعني الإجادة والتميز.

برأيك هل اختلفت مواصفات المذيع فى وقتنا الحاضر؟
مواصفات المذيع الأساسية واحدة وهي اللغة السليمة والثقافة والحضور، أما الآن فقد زادت الأدوات التي تمنح للمذيع تميزًا وحضورًا أكبر ويتمثل ذلك في سرعة البديهة والقدرة السريعة على استحضار المعلومة والقدرة على الارتجال وشمول مجالات المعرفة، وهذا يستلزم الاطلاع الدائم وامتلاك الأدوات التكنولوجية التي أصبحت جزءًا مهمًا في العمل والانخراط في الدورات التدريبية العملية التي تطور القدرات.

وهل جميع البرامج الإذاعية مازالت تهتم بتقديم معلومة للجمهور؟
للأسف، أعتقد أن هذا النوع أصبح في طريقه إلى الانقراض لاسيما وأن الإذاعات التي انطلقت خلال السنوات الماضية أصبحت بلا شكل ولا هوية، فجميعها يعتمد على خلطة تتمثل في تقديم برامج ترفيهية وأغاني بلا هوية أو مضمون، للأسف المحتوى فقد أهميته بالنسبة لبعض المذيعين وأصبح تحقيق نسب استماع أعلى هو الشغل الشاغل لمالكي هذه المحطات دون الاهتمام بالجودة.
وأعتقد أن ماسبيرو هو القادر على تحقيق المعادلة الصعبة بتقديم محتوى جيد ونسب استماع، ولكن للأسف رغم وجود كوادر كبرى لكن تبقى الأزمة المالية هي العائق الأكبر أمام تطوير شكل الشبكات، لأن التطوير يحقق نسب استماع أعلى بشرط جودة المحتوى لأن جمهور الإذاعة فى تزايد مستمر وعاشق لهذا الكيان ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم ككل.

هل نسب الاستماع دليل على نجاح البرنامج؟
لا طبعًا مش شرط خالص خاصة وأن في بعض نجوم الإعلام المشهورين جدًا ويقدمون بعض البرامج السيئة.

ما تقييمك للإذاعات الجديدة؟
أعتقد أن البعض حالفه الحظ في تقديم برامج ذات مستوى عالي، وأخرى لم يجانبها الصواب في ذلك، ولكن ليست كلها في المجمل جيدة ويجب على مالكيها التطوير.

هل الإذاعة في مبنى ماسبيرو قادرة على المنافسة في ظل هذا الزخم؟
طبعًا فهناك راديو مصر والشرق الأوسط والبرنامج العام وإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة القرآن الكريم مازالت هي الإذاعات الأولى في تحقيق نسب الاستماع، لأن الجمهور ارتبط بها ذهنيًا وتوارثها عبر الأجيال.

كان لكِ رأي في إعادة تقديم البرامج الإذاعية القديمة التي تركت بصمة لدى الجمهور.. هل مازلتِ عند هذا الرأي؟
مازلت عند رأيى فى هذا الموضوع، فهذه الفكرة مرفوضة جدًا ولا أحبها وجميع المحاولات فشلت في أن تكسب شعبية وأرضية عند المستمع الذي ارتبط ذهنه بشكل كبير بمقدم هذا البرنامج، والأمثلة على ذلك كثيرة وأعتقد أن فشل شريف منير في استحضار روح فؤاد المهندس في «كلمتين وبس» كان سببًا كبيرًا لانصراف المستمع عنه.

وما رأيك في اقتحام عدد كبير من الفنانين لعالم التقديم الإذاعي؟
أعتقد أن لكل كار ومهنة أبناؤه وأعتبر كل ما قدم في هذا الشأن تجارب فاشلة، فالمذيع لا يصلح للتمثيل والممثل لا يصلح للتقديم، فكل مهنة ولها أدواتها وإذا لم تكن متمكنًا من أدواتك فلن يحالفك الحظ وأعتقد أن تجارب قليلة جدًا هي التي حالفها الحظ في النجاح.