رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تزور مشروع تطوير الأهرامات

جريدة الدستور

رغم كونها واحدة من أهم المناطق الأثرية فى العالم، عانت منطقة أهرامات الجيزة، طيلة العقود الماضية، من إهمال واضح، أثر سلبًا على صورتها لدى السياح والزائرين، الذين يأتون إليها من جميع أنحاء العالم، وتسبب فى تكرار شكواهم من المضايقات وانتشار القمامة وتردى الخدمات. وفى إطار خطة النهضة الشاملة، التى بدأتها مصر فى السنوات الأخيرة، قررت الحكومة استكمال خطة تطوير المنطقة بالكامل، مع منح المشروع أولوية قصوى، وتوفير تمويل ضخم، يزيد على ٥٠٠ مليون جنيه، من أجل إعادة الوجه الحضارى للمنطقة، وتوفير الخدمات فى محيطها، بما يعيد لها مكانتها وبريقها بين المناطق الأثرية العالمية. «الدستور» توجهت فى زيارة ميدانية إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، للاطلاع على آخر تطورات المشروع، وتفقد سير العمل فيه، والتعرف عن قرب على ملامحه، وذلك قبيل افتتاحه بـ٤ أشهر، منتصف العام الجارى.
العمل بدأ فى 2008 وتوقف بعد 25 يناير.. والقوات المسلحة أعادته إلى مساره الصحيح
تعود قصة مشروع تطوير منطقة الأهرامات فى الجيزة إلى نهايات عام ٢٠٠٨، عندما رصدت وزارة الآثار ٣٥٠ مليون جنيه من أجل إعادة تخطيط المنطقة، ومحيطها. وكان من المقرر أن ينتهى مشروع التطوير فى ٢٠١٣، غير أن الأزمات المالية التى واجهتها مصر بعد ثورة ٢٥ يناير، وتسبب الاضطرابات السياسية فى تراجع أعداد السائحين بشكل حاد، حال دون توافر التمويل المطلوب، أو الالتزام بالجدول الزمنى لتنفيذ المشروع، الذى توقف بشكل كامل. ومع استعادة الدولة لعافيتها عقب ٣٠ يونيو، وإسناد أعمال التطوير إلى جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، عاود قطار المشروع انطلاقه من جديد، ودخل محطة استكمال المراحل المتأخرة، مع رفع المخصصات المالية إلى ٥٠٠ مليون جنيه، تمهيدا للانتهاء الكامل من التطوير منتصف ٢٠١٨.
وتحت إشراف جهاز الخدمة الوطنية، تتعاون عدة جهات حكومية من أجل استكمال مراحل مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية، على رأسها، وزارتا السياحة والداخلية، وهيئة التخطيط العمرانى، بالإضافة إلى محافظة الجيزة.
المرحلة الأولى من المشروع انتهت بالفعل فى يونيو ٢٠١٤، وتضمنت إقامة سور يحيط بالمنطقة الأثرية لمنع التعديات على حرمها، وتحديد ٣ مداخل رئيسية لها، الأول من ناحية فندق مينا هاوس، والثانى من ناحية ميدان الرماية، والثالث بجانب تمثال أبوالهول.
كما تضمنت هذه المرحلة بناء سور أمنى بطول ١٨ كيلومترًا، يحيط بالمنطقة الأثرية فقط، مزودا بـ١٩٤ كاميرا مراقبة، تعمل بنظام المراقبة الليلية، على غرار المنظومة المقامة فى الأقصر، إلى جانب إنشاء دورات مياه إضافية، وطرق مرصوفة بدلا من الطرق الترابية القديمة.
أما المرحلة الثانية، فيجرى العمل على استكمالها حاليًا، وتتضمن تغيير مداخل منطقة الأهرامات، على أن يجرى تطوير المدخل الحالى وتخصيصه لكبار الزوار، وإضافة مدخل جديد وربطه بشبكة الطرق المحيطة، وتدشين مهبط للطائرات الهليكوبتر يسمح باستقبال طائرات الرؤساء والشخصيات المهمة الراغبة فى زيارة المنطقة، مع تدشين مبنى إدارى للعاملين بالمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل هذه المرحلة تدشين مركز خاص لاستقبال الزوار والسائحين، يتكون من مبنى مقام على مساحة ٤ آلاف متر، ويتضمن مكاتب استعلامات ومنافذ بيع تذاكر الدخول، وقاعات عرض متحفى، وسينمائى، ومنافذ بيع التذكارات الأثرية، ومكاتب أمنية، وعيادة طبية، ودورات للمياه.
كما سيجرى تخصيص جزء من مركز الاستقبال ليكون مدخلا خاصا لطلبة المدارس، ويقع على مساحة ١٢٥٠ مترًا، ويتكون من منطقة استقبال، وقاعات محاضرات، وعرض سينمائى، وصالة لمشاهدة بانوراما الأهرامات، وورش عمل، ومكاتب إدارية وخدمية، ومنطقة تدريب على أعمال الحفائر، بالإضافة إلى دور منفصل تقع به كافيتريا ومطعم مخصصان للزائرين.
وستجهز كل المداخل الجديدة ببوابات إلكترونية للتأمين، بالإضافة إلى تخصيص ساحات خاصة لانتظار السيارات ووسائل النقل المختلفة، وتدشين مبان خاصة للإسعاف والحماية المدنية، وشرطة السياحة والآثار، ومكاتب الأثريين. ومن المقرر أن تنتهى المرحلة باستكمال إنارة المنطقة الأثرية، وظهيرها الصحراوى بشكل متطور، وإنشاء منظومة طرق داخل المنطقة وخارجها، وتزويدها بوسائل انتقالات خاصة، تسمح بالتجول بيسر وسهولة، داخل المنطقة، وحولها.

مدير الهرم: إنجاز 90% من الأعمال.. تدريب «الخيالة» على معاملة الزوار.. والمتحف الكبير يغير وجه المنطقة بالكامل
مع توافر معلومات عن درجة جاهزية المشروع بنسبة تقترب من ٩٠٪، أجرت «الدستور» زيارة ميدانية للاطلاع على تفاصيل التطوير، والتعرف على الملامح الجديدة لمنطقة الأهرامات، على أرض الواقع. من مدخل «مينا هاوس»، الذى سيخصص قريبا لكبار الزوار، بدأنا زيارتنا، وقبل الوصول إلى منطقة التفتيش الأمنى، حاصرتنا مجموعة من «الخرتجية»، وهو مصطلح يطلق على الخيالة والبائعين المنتشرين فى المنطقة، وحاول كل منهم بصوت صاخب إقناعنا بالتوجه معهم لركوب الخيل والجمال، أو شراء بعض التذكارات.
بعد رفض مقترحات «الخرتجية»، استكملنا طريقنا للقاء الأثرى أشرف محيى الدين، مدير منطقة آثار الهرم، ولاحظنا وجود أعداد ضخمة من الزائرين، علمنا فيما بعد أنهم يزيدون على ٢٠ ألف زائر فى اليوم الواحد، من بينهم ٢٠٠٠ سائح أجنبى.
فى مكتب مدير منطقة الأهرامات، سألناه أولا عن معدلات الزيارة حاليا، ومدى اقترابها من المعدلات الطبيعية فى هذا الوقت من العام، فأخبرنا أن المعدلات حاليا تقترب بشدة وللمرة الأولى من معدلاتها الطبيعية قبل يناير ٢٠١١.
وذكر أن المشروع مصمم لاستقبال معدلات زيارة تبلغ ٢٠ ألف زائر فى اليوم على الأقل، على أن يجرى العمل على استقبال أعداد إضافية بعد ذلك، مع انتهاء جميع التجهيزات، خاصة أن أعداد الزائرين حاليا تتراوح بين ١٥ و٢٢ ألف زائر مصرى، و٧٠٠ إلى ٢٠٠٠ سائح أجنبى، وهى معدلات ممتازة بالنظر إلى الموسم الحالى. وعن تفاصيل مشروع التطوير، قال «محيى الدين»: «المشروع قارب بالفعل على الانتهاء، وسيكون جاهزا للافتتاح منتصف العام الحالى، وانتهينا حاليا من ٩٠٪ من أعماله».
وأوضح: «تم الانتهاء من المبنى الإدارى بالكامل، سواء على مستوى التشطيبات أو التجهيزات، وسيكون هذا المبنى بمثابة ديوان عام لوزارة الآثار فى المنطقة، كما تم الانتهاء من مبانى الشرطة والدفاع المدنى، وجرى تسلمها بشكل مبدئى».
وقال إنه يجرى حاليا الانتهاء من بوابات منطقة التريض، وهى آخر مراحل العمل الحالية، وتقع على مساحة ١٨ كيلو، سيجرى تسويرها بالكامل، لتكون جاهزة لاستقبال أصحاب الخيول والجمال مع بداية الافتتاح، مع تخصيص جزء من المكان للتريض على الأقدام، أو الدواب، وربط المنطقة بمسار الأتوبيس الكهربائى، الذى سيتولى النقل داخل المنطقة الأثرية.
وعن الخيالة الموجودين بالمنطقة، أوضح أنه سيجرى تخصيص زى موحد لهم، وسيحمل كل فرد منهم بطاقة تعريف، يتم إصدارها بمعرفة محافظة الجيزة، ما يسمح بعد ذلك بتوقيع الجزاءات على المتجاوزين.
وأشار إلى أن الفترة الحالية تشهد عقد عدة دورات للخيالة، الذين حصلوا على تصريح عمل من المحافظة، لتدريبهم على كيفية التعامل مع الزائرين والسياح، بالإضافة إلى حضورهم عددًا من الاجتماعات مع الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، وكمال الدالى، محافظ الجيزة، لمناقشة ملاحظاتهم على المشروع، وتفنيد مخاوفهم من عملية النقل، ومحاولة تيسير الأمور عليهم.
وتابع: «العمل يجرى حاليا للانتهاء من الطريق المخصص للأتوبيسات الكهربائية، التى جرى التعاقد عليها مع شركات ألمانية، لنقل الزائرين داخل المنطقة الأثرية»، لافتا إلى أن عددها يبلغ ٣٠ أتوبيسًا، سعة الواحد منها ٦٤ راكبا، ومن المقرر أن يدخل ٢٠ منها إلى الخدمة مباشرة، على أن تظل الأخرى مستعدة للعمل احتياطيا فى حال الحاجة إليها.
واستكمل: «فور استكمال الطريق المخصص للأتوبيسات، ستتم إزالة الطرق الأسفلتية الموجودة بالمنطقة، وتخصيص طريق جانبى لسيارات الشرطة، التى ستمر بشكل دورى، وخلال الأشهر المقبلة سيتم العمل على استكمال الجزء المتبقى من الطريق الجديد، والانتهاء من التشطيبات النهائية بمبنى استقبال الزوار، وتركيب باقى أجهزة التأمين، وتشطيب قاعات السينما والمالتى ميديا».
وشدد مدير منطقة الأهرمات على أهمية المتحف المصرى الكبير، المقرر افتتاحه نهاية العام الجارى، معتبرا أن الربط بين المتحف والمنطقة الأثرية، عن طريق ممشى سياحى، سيغير من وجه المنطقة بالكامل، ويعيد تعريفها على خارطة السياحة العالمية.

الدخول عبر بوابات إلكترونية.. جولة بـ«الطفطف» على 7 محطات.. ومنطقة للخيول والجمال
توجهنا إلى تفقد مسار العمل، والتعرف على مشروع التطوير، باعتبارنا زائرين، يبحثون عن الدخول إلى المنطقة بعد استكمال أعمالها.
الخطوة الأولى كانت الدخول من بوابة المدخل الجديد الذى سيفتح أبوابه للزائرين قريبا، وأثناء توجهنا بالسيارة إليه، لاحظنا وجود طريق جديد غير الطرق الأسفلتية المعتادة، يمتد من المدخل الجديد إلى عمق المنطقة، وعلمنا فيما بعد أنه سيخصص لسير الأتوبيسات الكهربائية، التى ستكون وسيلة التنقل الوحيدة داخل المنطقة الأثرية.
أما عن الطرق الأسفلتية، فعلمنا أنه ستتم إزالتها بالكامل، مع انتهاء أعمال المشروع، مع منع كافة السيارات من الدخول.
وعند منطقة الدخول والاستقبال الجديدة، التى تسمى «مركز الزوار»، رصدنا بدء مرحلة التشطيبات النهائية، وانتهاء العمل فى الحوائط والأرضيات، يبدأ المدخل بساحة كبيرة، مجهزة لاستيعاب أعداد كبيرة من السيارات والأتوبيسات السياحية، التى تنتهى مهمتها بمجرد توصيل الزائرين قرب المدخل الرخامى.
وبالداخل، يتوزع ١٢ شباكًا للتذاكر فى ساحة كبيرة، سيخصص عدد منها للمصريين، وعدد آخر للأفواج السياحية والأجانب، مع تخصيص شباك أو اثنين للحالات الخاصة، من المرضى وكبار السن، والهدف النهائى من هذه «الشبابيك» هو إنهاء ظاهرة الطوابير التى عانت منها بوابات الأهرامات لسنوات طويلة.
بمجرد الانتهاء من شراء التذاكر، يتوجه الزائر إلى بوابات المرور، التى تشبه ماكينات مترو الأنفاق، لينتقل بعدها إلى قاعة عرض متحفى، يتوسطها ماكيت كبير للمنطقة الأثرية، يسمح له بمشاهدة منظر متكامل لها، ما يساعد المرشدين على شرح ما تحويه منطقة الأهرامات قبل بدء الزيارة.
وتتضمن القاعة أيضا مدخلا لصالة السينما، وتنويها بالمواد التى تعرض فيها، وستتضمن الأفلام، التى تصل مدتها إلى ١٥ دقيقة، معلومات كاملة عن تاريخ منطقة الأهرامات، وشرحًا لأهم معالمها، ورسومًا متحركة لتسهيل الشرح وجذب انتباه الأطفال، بالإضافة إلى تزويد بإمكانية العرض بأكثر من لغة.
وحرص القائمون على المشروع، على توفير أكبر عدد ممكن من دورات المياه، التى تضاهى ما نراه فى الفنادق الكبرى، وتواجدها فى كافة الأماكن المتاحة. وبعد المرور بمركز الزوار، يمكن للسائح أن يبدأ رحلته فى المنطقة عبر محطة انطلاق الأتوبيس الكهربائى المفتوح ذى الدورين، الذى يشبه «الطفطف»، والذى سيتولى نقل الزائرين إلى ٧ محطات أساسية تنقلهم عبر أهم معالم المنطقة، مع مدة انتظار لا تزيد على ٣ دقائق. فى طريق العودة، يمر الزائر على «منطقة التريض»، التى أقيمت على مساحة كبيرة، تسمح بامتطاء الخيول والجمال، والتمتع بها فى نطاق محدود، لا يسمح بالخروج من حرم المنطقة الأثرية، ما يعنى التخلص من كافة الظواهر السلبية التى تعلقت بسلوك البائعين وأصحاب الخيول من أهالى المنطقة.
فى نهاية الجولة، يمر الزائر على مجموعة من البازارات الصغيرة، يبلغ عددها ١٦ بازارًا، ويقدم كل منها مجموعة من الهدايا والتذكارات المتعلقة بالآثار والسياحة فى مصر، وأعدت الساحة المخصصة لهذه البازارات ليتم البيع والشراء بشكل هادئ وحضارى، يختلف عما عهدناه سابقا فى المنطقة.

مدير المشروع: ساحتا انتظار تسعان 900 سيارة وأتوبيس.. مبنى لطلاب المدارس.. وإقامة لمفتشى الآثار
بعد انتهاء جولتنا الميدانية وتفقد أعمال المشروع، قررنا التوجه إلى الدكتور محمد إسماعيل، مدير مشروع التطوير، ليكشف لنا عن خفايا ما رأيناه، وأهداف كل مرحلة من المشروع، وتأثيرها المتوقع على الزائرين.
فى البداية، لخص الدكتور محمد إسماعيل أهداف المشروع بقوله: «بعد انتهاء العمل سيتغير شكل المنطقة تماما، وسيتم إغلاق مدخل مينا هاوس، ليقتصر على كبار الزوار، على أن يصبح مدخل طريق الفيوم، المواجه لمساكن هضبة الأهرام هو المدخل الرئيسى للزائرين».
وأضاف: «المداخل الجديدة تختلف عن القديمة، لأنها مزودة بساحة كبيرة تسمح بدخول السيارات والأتوبيسات، حتى ينزل الركاب أمام بوابات الدخول مباشرة، على أن تتوجه السيارات بعدها لساحتى انتظار، تسع أولاهما ٣٠٠ أتوبيس، والأخرى لـ٦٠٠ سيارة خاصة، بالإضافة إلى مناطق محددة لاستقبال أتوبيسات نقل طلاب المدارس والجامعات».
وللتغلب على أزمات الدخول والشكل غير الحضارى الذى عهدناه سابقا فى المنطقة، قال «إسماعيل»: «بعد انتهاء قطع التذاكر والتفتيش الأمنى، سيمر الزائر إلى قاعة حضارية مجهزة بـ٣ خرائط ضخمة، إحداها لمصر، والثانية للمنطقة ومبانيها، والثالثة تفصيلية للأهرامات والآثار، لذا سيتمكن الزائر من مشاهدة المنطقة بشكل كامل قبل أن يبدأ الزيارة».
وتابع: «بالإضافة إلى الخرائط، قررنا أن نزود الزائر بماكيت مجسم للمنطقة، ما سيساعد المرشدين على شرح كافة المعالم للسياح، بالإضافة إلى ما ستزودهم به المواد الفيلمية المعروضة فى قاعة السينما».
واستكمل: «بجوار مبنى الزوار، يأتى مبنى الطلبة، المخصص لاستقبال أتوبيسات الرحلات المدرسية، حتى لا يحدث تزاحم بين الطلاب والزائرين العاديين، والهدف الأساسى من هذا المبنى هو تنمية الوعى الأثرى للأطفال، قبل بدء الزيارة، وإتاحة إمكانية دخولهم للمطاعم والكافيتريات، التى يحتاجون إليها». وعن آلية الزيارة نفسها، قال مدير مشروع التطوير: «استهدفنا تطوير الزيارة نفسها، وبدأنا العمل على تيسير رؤية جميع المعالم، فى ظل وجود مسافات كبيرة بين الأهرامات، تجهد الزائرين إن حاولوا الوصول إليها سيرًا على الأقدام».
وأضاف: «بعد خروج الزائر من منطقة الاستقبال، سيجد فى انتظاره أتوبيسات كهربائية، يجرى التعاقد عليها حاليا، لتنقل الزائر فى رحلة من ٧ محطات، تبدأ بمحطة البانوراما، ثم هرم منكاورع، ثم خفرع، ثم خوفو، ثم الجبانة الغربية، التى تسمح بزيارة المقابر الأثرية المتاحة للزيارة، ثم محطة منطقة التريض، ثم الوصول إلى محطة مركز الزيارة من جديد».
الفكرة الرئيسية من المسار، كما يوضح «إسماعيل»، هى تيسير التنقل أولا، كما أن التحرك بهذه الكيفية يمنح الزائر قدرا كبيرا من التشويق، خاصة أن الأهرامات يتوالى ظهورها بشكل تدريجى، على طول المسار بين المحطات، على ألا تظهر بشكل كامل إلا فى النهاية.
ويوضح مدير التطوير أن المشروع فى شكله النهائى يتغلب على مشكلة الدواب والباعة الجائلين، التى أزعجت السياح طيلة العقود الماضية، مشددا على أن وزارة الآثار لم يكن لها أى علاقة بهؤلاء، لكون تصريحات العمل تصدر عن محافظة الجيزة، وتأهيلهم كان من اختصاص وزارة السياحة، كما أن ضبط المخالفين منهم من اختصاص شرطة السياحة، رغم أن المنطقة الأثرية نفسها هى التى عانت بسبب ذلك.
ومن الناحية الإدارية، يقول «إسماعيل» إن المشروع سيتيح تواجد مفتشى الآثار، ومسئولى الترميم، والمختصين بالحفاظ على الآثار، بشكل دائم، كما سيزيد من إمكانية إجراء الحفائر واستكمال الكشوف الأثرية فى المنطقة.
وعن التطوير فى محيط الهضبة الأثرية، اختتم: «هناك جهود من محافظة الجيزة حاليا لرفع كفاءة شبكة الطرق المحيطة بالمنطقة، فلدينا طريق المنصورية، الذى يتم رفع كفاءته، واستكمال أعمال الرصف بعد الانتهاء من تمرير خطوط الغاز على طول مساره».