رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلا الجيش... وانتخابات نقابة الصحفيين


■ تشهد مصر غداً حدثين مهمين يتعلقان بأمور محورية فى مطالب الثوار وفى حياة المصريين، وفى الحرية المبتغاة لكل فئات الشعب المصرى، أما الحدث الأول فيتعلق بالجيش المصرى والذى أعتقد أنه الحامى الأكبر للشعب المصرى والذى يكن له المصريون

بأغلبية فئاتهم كل التقدير والاحترام لدوره فى حماية حدود الوطن والأمن القومى وحماية ثورة يناير ثم الأمل المعقود لحماية الانتفاضة الثانية لثورة يناير، وإذا كان المصريون سيتوجهون غداً فى مسيرات كموقف واضح لتأييد الجيش المصرى وعدم أخونته ولمطالبة هذا الجيش الباسل بأن يحمى الشعب ضد تعسف وقمع فصيل منه، فإن ما ستسفر عنه المظاهرات مرهون بمدى استجابة الجيش لحماية الشعب الذى بات غضبه واضحاً فى كل المحافظات، والذى يئن تحت وطأة محاولات سيطرة فصيل على كل المصريين، وإقصاء غالبية الشعب لصالح هذا الفصيل وما سيحسم المواقف غداً فى اعتقادى هو أننا -و إن كنا نعلم أن الجيش لا يريد خوض مضمار المعارك السياسية الدائرة وإن كنا نعرف مدى الألم الذى سببه هجوم البعض على الجيش أثناء تولى المجلس العسكرى لمقاليد الأمور- إلا أننا فى المقابل نطالب الجيش بالاستمرار فى حماية الشعب المصرى والشباب والشابات والرجال والنساء والأطفال الذين سيشاركون فى المظاهرات للتعبير عن تأييدهم للجيش، ورفض أخونة كل مؤسسات الدولة، وانتخابات نعرف أنها ستكون لصالح فصيل معين منذ الآن، لأنها تتم تحت إشراف هذا الفصيل، لذلك فإننا نأمل ونطالب جيشنا الوطنى بحماية المتظاهرين حتى لا تحدث تصفيات جسدية أو تحرش أو هجوم على أية مظاهرات سلمية.

صاحبة الجلالة

■ أما الحدث المهم الثانى فيتعلق بمستقبل صاحبة الجلالة، والتى تخضع غداً لاختبار حقيقى فى مجريات مهنة من أشرف المهن ذات الرسالة المنوطة بتقديم الحقائق للشعب المصرى، إن مستقبل الصحافة اليوم على المحك، فهى تتعرض لهجمة شرسة بل ومحاولات لتكميم الأفواه وهجوم مستمر على الصحف المستقلة ، ولابد أن يتنبه الصحفيون أن عليهم جميعاً أن يذهبوا غداً إلى بيتهم الثانى فى نقابة الصحفيين، لكى تجتمع الجمعية العمومية، ولكى يختار كل منهم النقيب الجديد و6 من أعضاء مجلس النقابة، إن الوطن يمر بمحنة وأعتقد أن على كل من يطلبون الحرية أن يتوجهوا غداً لكى ينتصروا لقضية حرية التعبير وكرامة الصحفى، ووقف اغتيال أصحاب الأقلام الشريفة (مثلما حدث للشهيد الحسينى أبو ضيف) وحبس الصحفيين، فالدستور الجديد غير التوافقى للأسف يمهد لإغلاق الصحف، ويؤسس لقمع الحريات، كما أن من مطالب الصحفيين التى ينبغى أن نختار على أساسها النقيب- رفع الأجور والمعاشات وتحسين أحوال الصحفيين- والمطالبة مرة أخرى بما طالب به الصحفيون عقب ثورة يناير، أن يكون رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة منتخباً، كما أننى لابد أن أعود إلى مشكلة تحدث فى الصحف الآن حيث يتم إقصاء الكتاب الصحفيين من صحفهم وخاصة الصحف القومية فى ظل اختيار قيادات من فصيل معين، تعمل وفق استراتيجية مخطط لها مسبقاً وأجندة تهدف إلى إدخال فصيل بعينه إلى جميع الصحف القومية ككتاب صحفيين وكقيادات فى الصف الأول والثانى والثالث أيضاً دون أن تعبأ بأبناء وكتاب هذه الصحف. أعتقد أننى سأختار غداً من سينتصر لقضية الحرية ومن سيدافع بدمه عن حرية التعبير لكل صحفى وإعلامى مصرى، ومن يضع مصلحة كل الصحفيين بكل فئاتهم كهدف أساسى يعمل من أجله، ولن أختار من سيعمل لفصيل واحد دون غيره.

وتحيا حرية الصحافة المصرية مهما كانت التحديات والعقبات